-مولد حضارة الانسان
لقد تأملت الانسانية في تقوي جمال وديمومة الخلق
القوي الكوكبية مساراتها الثابتة البديعة يغمرها الضياء، وجلال الليل المظلم تضيئه المصابيح الالهية، وتتبع السماء
باسرارها في السماء، تبعث النماء في الأحياء
ونظر الانسان بعجب وتساؤل بعد ان لاحظ تحفة الخالق، واراد ان يخلق هو أيضا أشياء في حد ذاتها
وسمح الرب ان تشارك ملائكة الكون الانسان بشيء من قواها
مشيئة آتوم، بالاسهام بقواهم ان العالم من صناعة آتوم، فقد تعاون كل من حمل مسئولية في إظهار جماله مع وحيث
مسار نموها الذي أراده لها آتوم بالرعاية والعمل اليومي لجعل الأشياء تتخذ
الصدفة هي الحركة بلا نظام، والمهارة هي قوة خلق النظام
فيعم النظام الأرض بالمعرفة الانسانية، وبتطبيق العلوم والفنون، اذ رأي آتوم ألا يكتمل العالم حتي يلعب الانسان
دوره
لقد بارك آتوم صانع الكون الأرض لفترة حياة والدنا الأعظم أوزير ووالدتنا الملاك الأكبر ايزيس حتي يمنحانا
المعونة التي نحتاجها
فأهديا للأرض الدين الرباني وأوقفا المذابح بين الناس، وأقاما شعائر العبادة توافقا مع القوي المقدسة للكون
أقاما المعابد، وقدرا قرابين التقرب للملائكة التي كانت أسلافهم
ووهبا اعطيات الطعام والمأوي
وعلما الانسان تحنيط أجداث موتاه الفانين كي لاتبلي
وبعد أن عرفا قوانين آتوم السرية سنا القوانين للناس
وقدما للناس ملاك العهد المسئول كأساس للتعهدات والثقة المتبادلة
ووضعا أصول قبول وتدريب الكهنة المتنبئين، حتي يغذوا بالحكمة أرواح الناس، ويعالجوا أمراض الجسد بفنون الشفاء
- الانسان أعجوبة:
آتوم هو الأول
والكون هو الثاني
والانسان هو الثالث
آتوم واحد،
والكون واحد
وآذلك الانسان مثله مثل الكون آل واحد من أجزاء مختلفات
لقد صنع الصانع الانسان ليشارآه الحكم، واذا قبل الانسان هذا العهد بالكامل، صار مصدرا للنظام في العالم
قد يعرف الانسان ذاته فيعرف الكون، بالوعي بأنه صورة آتوم وصورة الكون
ويختلف عن غيره من المخلوقات الحية الأخري من حيث انه يمتلك عقلا
وبالعقل يمكن ان يتوحد مع الكون، الذي هو الملاك الثاني، وبالفكر يمكن ان يصل الي معرفة آتوم الإله الواحد
وجسد الانسان يحتوي علي عقل خالص، آما لو آان حديقة مسورة، تحميه وتعزله، حتي يمكنه العيش في سلام
وللانسان طبيعة مزدوجة فهو فاني الجسد خالد الذكاء
يعلو علي السماء، ولكنه ولد عبدا للمصير
مزدوج الجنس هو مثل ابيه
ساهد هو مثل ابيه
ولكنه محكوم برغبات جسدية، تائه في قبضة النسيان
الانسان فقط من بين كل ما له روح له طبيعة ثنائية،
احدهما يدعي صورة آتوم وهو فرد، لاينقسم، وروحاني وخالد، والآخر مصنوع من مواد العناصر
أحدهما يأتي من العقل الأول، وله قوة الخالق، وقادر علي معرفة آتوم، والآخر موضوع في الانسان بفعل دورات
السماء
يتحدث اليه في الأحلام ليلا، هو أآثر الكائنات ربانية، فمن بين جميع المخلوقات لايخالط الرب سواه، والانسان
شكل أمعاء الحيوان وهمسات السنديان ويعلمه نبوءة المستقبل في طيران الطير، وفي
وآل المخلوقات الأخري لاتسكن سوي منطقة واحدة في الكون، فالسمك في الماء والحيوان علي الأرض، والطير في
الهواء
لكن الانسان يخترق كل تلك العناصر، وبثاقب نظره يمكن ان يري السموات
الملائكة لن يخرجوا عن حدودهم يفوق ملائكة السماء في الكلام بلا خوف، أو علي الأقل يكافئها، حيث ان والانسان
قادر علي الصعود الي السماء دون ان يترك مكانه في الأرض السماوية ليهبطوا الي الأرض، لكن الانسان قواه تستطيع الاحاطة بشاسع المسافات
وبمشيئة آتوم صار الانسان مزيجا من خلود الربوبية، وفناء المخلوقات
هو أكبر من أن يكون مجرد انسان فان، واعظم من ان يكون مجرد آائن خالد
الانسان اعجوبة تستحق التشريف، والتبجيل، فله صفات الملائكة آما لو آان واحدا منهم، وقد عرف الملائكة لأنه علم
انه نشأ من نفس الأصل
ويرفع الي السماء عيونا ملأي بالتقوي، ويفلح الأرض تحت أقدامه
وقد بارآه الرب بأن يكون وسطا، فيحب كل ماهو أدني ويحبه كل من هو أعلي
واثق في ربوبيته فهو يستطيع أن يلقي عنه طبيعته الانسانية
يستطيع أن يتواصل مع الكل، فحدة فكره تنزل به الي أعماق البحار، ولا تبعد عن حكمته أقطار السموات
وذآاؤه يخترق العناصر، فالهواء بضبابه الكثيف لايعمي رؤي عقله، وحجب الأرض وأعماق المياه لاتغشي ثاقب
بصره
الانسان كل شيء
الانسان في كل مكان
يستطيع الانسان تلقي نور الحياة الربانية، كما يستطيع منح هذا النور
يستطيع الانسان ان يرتفع الي مصاف الملائكة، آما يستطيع ان يخلقها بفكره
وكما قدر آتوم ان يكون داخل الانسان مخلوقا علي شاكلته هو، كذلك نخلق نحن علي الأرض الملائكة علي شاكلتنا
الا يستحق ذلك العجب؟
هناك اذن ثلاثة آتوم، والكون والانسان
آتوم يحتوي الكون، والكون يحتوي الانسان
الكون ابن آتوم، والانسان ابن الكون وحفيد آتوم
فقط كان هدف حياة الانسان وخلاصه لايتجاهل الانسان، بل يعيه تماما مثلما يريد ان يعيه الانسان تماما، ولذلك آتوم هو الصعود الي السماء ومعرفة آتوم
- البروج والمصير :
الانسان المخلوق الفاني الذي ابدع علي خلق الخالق هذا الكون البديع المنظم، اراد ان ينظم العالم ايضا، فأرسل عندما
العالم صورة الكيان الخالد آي يصبح زينة
وعمل الانسان هو اكمال عمل آتوم
فقد صنع ليري الكون بخشية وعجب، ويعلم خالقه
وفي مبدأ الأمر شكت الملائكة قائلة سماعه، وتمتد ايديهم بوقاحة، تسرعت في خلق الانسانية، فهم ينظرون بعيون متسائلة، ويسمعون مالا يحق لهم لقد
الصخور، ويشرحون الحيوانات الأدني، آما يشرحون بعضهم فيحفرون عند جذور النبات، ويتحرون خصائص
غابات مواطنهم يبحثون لاكتشاف كيف تأتي لهم ان يعيشوا، وماذا خفي عنهم، وسوف يقطعون البعض ايضا، وسوف
يفتشوا في أعماق الأرض ويقلعون في البحار ليعلموا ما وراءها، وسيحفرون المناجم
وقد يكون كل ذلك محتمل ولكنهم سيأتون بماهو أنكي، فسوف يبحثون في العالم العلوي بالملاحظة لاكتشاف القوانين
التي تحكم حرآة السماء
وأجاب آتوم
تخضع حياة الانسان من مولده أبني الأفلاك بآلية سرية في النجوم كي تتصل بالمصائر التي لاتفتر، وسوف تستمر حتي مماته لأعمال هذه الآلية الخفية
وعندما بدأت الألية في العمل، اشرف ملاك المصير ثاقب البصر علي حرآتها وضبطها
ومن هذه الآلية التحم المصير بالضرورة، يبذر المصير البذور، وتدفع الضرورة بالنتاج
وقد بدأ النظام مع بداية المصير والضرورة، النظام الذي هو نسيج الأحداث المتداخل في الزمن
إن آتوم يكسو كل روح انسانية باللحم بواسطة الكواكب الدوارة في السماء
إن قدر الانسان أن يعيش حياته حسب المصير المكرس من أجله علي يد القوي السماوية، ثم يفني ويذوب في العناصر
وهناك من سيبقي اسمهم علي الصروح الجبارة التي بنوها، ولكن اسماء آثيرة ستخبو في الظلام
قليل من سيستطيع الهرب من مصيره، أو التحسب من النفوذ الرهيب للأبراج، والتي هي أدوات المصير، تدفع
بالحدثان في عالم الانسان
فستحبط أعمال ملائكة القضاء والقدر اذا استضاء الجانب العقلاني في روح الانسان بشعاع واحد من نور آتوم، ولكن
إذ لاحول لها أمام النور الأسمي
إلا أن هؤلاء الناس قلائل، والغالبية تسوقها الملائكة الذين يحكمون العالم الأرضي مستخدمين أجسادنا آأدوات
للمصير
العميق لأمور السماء، وأن نرتفع أعتقد أن واجبنا هو أن نرضي بأحوالنا الانسانية، وألا نكف عن التأمل ولكنني
بذواتنا، عن مجرد طبيعتنا الفانية
XI
العام والخاص
لقد رتب آتوم افلاك الكون علي اتساق مع حرآة الطبيعة، وأسند إليهم انتاج جميع أشكال الأحياء
والأسماك، والطيور، والحشائش، استخدم هؤلاء الملائكة قواهم المختلفة، أنتجوا ذوات الأربع، والزواحف، وعندما
وآل يحتوي علي بذرة بقاء نوعه والنباتات المزهرة، آل حسب طبيعته المختلفة،
وآل آائن حي له شكله الخاص الذي منحته اياه قوي الأفلاك
وذلك الشكل متوافق مع نوعه، الا انه فرداني
هو انسان، الا ان لكل فرد من الانسان علي سبيل المثال، يشترك في صفات شكلية عامة، نعلم منها ان انسانا فجنس
اثنان منهما تمام الشبه بني الانسان شكلا خاصا به بحيث لايتشابه
فكل شكل فريد في ذاته، حيث انه خلق في مكان وزمان معينين
تختلف الأشكال الخاصة في آل لحظة من آل ساعة، مثلما تدور ملائكة الأفلاك في مداراتها السماوية
ولاتختلف بذلك الأشكال العامة، مثلما تبقي الأفلاك علي حالها
ولكن تختلف الأشكال الخاصة لحظة بلحظة، آلما تغيرت أوضاع الأفلاك في دورانها في السماء
تمطر السماء ثم تقلع، ويأتي الحر ويليه القر، وتتبع الظلمة الضياء، لكن تلك التحولات جميعا تقع في حدود شكل
السماء العام
والأرض دائمة التغير، تلد وتنتج محاصيل مختلفة، لكنها الأرض باقية أبدا
والمياه قد ترآد، وقد تفيض، ولكنها المياه ابدا
والجسد الانساني معبد أرضي، انشأته حرآة الأفلاك التي تنتج أشكالا لا نهائية من نماذج بسيطة
هناك اثنا عشر فلكا، تنتج اشكالا تقع في اثنا عشر نوعا، الا انها لاتنفصل عن بعضها البعض في حرآتها
والطبيعة تصنع الجسد الانساني بحيث يردد تكوينه نماذج النجوم، وبحيث يؤثر آل منهما في الآخر بالتبادل
وحينما نولد، ترعانا ملائكة الأفلاك التي تسيطر علي وقت الميلاد
وتتخلل اعصابنا، ونخاعنا، القوي الخاصة التي تتغير مع دوران الأفلاك، تتخلل الجسد، وتصوغ شكل الروح وهذه
وشرايننا، واوردتنا، واعمق أعضاء جسدنا
تجسد الأرواح
آل الأرواح من روح واحدة هي روح الكون
وآل الأرواح ذات طبيعة واحدة، فليست ذآورا واناثا، فمثل تلك الفوارق لاتظهر الا في البدن
وفي العامل العلوي هناك نوعان من الملائكة في خدمة احسان اتوم حراس الأرواح ومرشدو الأرواح
وحارس الأرواح مهمته العناية بالأرواح التي غادرت أجسادها، ومرشد الأرواح يرسل الروح من آن لآخر آي
تتجسد في بدن جديد
والطبيعة تعمل الي جانب مرشدي الأرواح حيث تصنع وعاء فانيا تصب فيه الروح
والطبيعة أيضا لها مساعدان يطلق عليهما الذاآرة والمهارة
فالذاآرة تعمل علي ان تنتج الطبيعة اشكالا فردية هي نسخ من الأشكال الكونية المثالية
النشطة جسد نشيط، تعمل علي ان يناسب آل شكل فردي الروح التي سوف تحل به، بحيث يكون للروح والمهارة
وللروح المترهلة جسد مترهل، وللروح القوية جسد قوي
والروح المتعالية لها أرديتها الجسدية الخاصة، والتي هي أيضا روحانية
وهي أردية من الأثير، حينما تكون رقيقة شفافة تكون الروح ذآية
وحينما تكون آثيفة غائمة آالهواء العاصف لا تستطيع الروح أن تري سوي محنتها القريبة
بالملائمة، ولكن تحددها في شخصيات الفراعنة لاتتحد بطبيعة أرواحهم، فكل الأرواح الملكية شبيهة والاختلاف
طبيعة الملائكة التي أرشدتها آي تتجسد
والأرواح من هذا النوع تتجسد لأداء مهام متعالية، ولا تتنزل الي الأرض دون صحبة ملائكية
فالعدالة الربانية تعلم آيف تسند الي آل تكليفه حتي عند نفيه من عامل السعادة
فحينما تصطحب الروح ملائكة محاربة فسوف يشن ذلك الفرعون حروبا
وحين يكون الملائكة المرافقون مسالمين فسوف يشيع الفرعون السلام
وحين يكون الملائكة موسيقيين فسوف يؤلف الفرعون الموسيقي
وحينما يكونون عادلين فسوف يحكم الفرعون بحكمة
اذ انهم ينسون طبيعتهم تتعلق بالضرورة بطبيعة الملائكة المرافقين لها في رحلة التجسد علي الأرض، فالأرواح
ولايتذآرون سوي طبائع الملائكة التي حبستهم في ذلك القبر الفاني الأصلية عندما يهبطون الي الحالة الإنسانية،
والقوي التي رافقت الروح لاتصل معا، فبعضها يدخل الي الروح لحظة الميلاد، ويعمل علي الجوانب غير العقلانية
الروح
والقوي الأنقي تدخل في فترة الصبا وتتعاون مع الجوانب غير العقلانية للروح
لقد رأيت رؤيا لبعض الأرواح التي علي وشك الاحتباس في أجساد
بعضها يصرخ ويتأوه، وبعضها يصارع مصيره، مثل الحيوانات النبيلة، التي صادها صياد ماهر، ليبعدها عن
موطنها في البرية
وقد صرخ أحدها وهو ينقل البصر بين الأعلي والأسفل
لايفتران، يانور ويانسمة الحياة من يامصدر الوجود، ايتها الأنجم المنيرة، أيتها الشمس وأيها القمر اللذان ياللسماء،
!الأصلي، آم هو قاس ان ننتزع من ذلك البهاء السماوي الواحد، ياآل من يشارآنا في وطننا
إننا نطرد من ذلك العالم المقدس، ومن الحياة المبارآة التي نعيشها هنا، آي نحتبس في مكان ذليل أسيف
أي احتياج شديد سنواجه؟
وأية فعال آريهة علينا أن نقترف لتلبية رغبات جسد فان محكوم عليه بالموت؟
ستري أعيننا القليل، المحدود بطبيعة تلك الأجسام
وعندما نري أن عالمنا السماوي الواسع قد ضاق حتي أصبح آحدقة عين، فلن تنتهي أحزاننا
ولن نستطيع أن نري بوضوح بعد أن حكم علينا بالظلام
وعندما نري إخواننا وأخواتنا في مهب الرياح سيتملكنا الحزن
حيث إننا لن نستطيع ان نتنفس معهم في ايقاع واحد
الموت والخلود
نهاية الكينونة بداية الفناء، ونهاية الفناء بداية الكينونة
آل ما علي الأرض يفني، فبدون الفناء لاخلق جديد
يأتي الجديد من القديم، فكل مولد لجسد حي مثل نمو النبات من الحبة يتبعه فناء
من التحلل يأتي البعث، حسب دورات ملائكة السماء، وقوة الطبيعة، والتي تأتي آينونتها من آينونة آتوم
الزمن مدمر للانسان، أما للكون فهو عجلة دوارة الي الأبد
تلك الأشكال الأرضية التي تروح وتأتي هي خيالات
فكيف يتأتي لشيء أن يكون حقيقيا وهو لايفتأ عن التغير المستمر؟
لكن تلك الأشياء العابرة الوهمية تنبع من حقيقة ثابتة دائمة
الميلاد ليس بداية الحياة، فهو لايعدو أن يكون مولد وعي شخصي
والموت تغير الي حالة أخري، فهو لايعدو أن يكون نهاية لذلك الوعي
ومعظم الناس جاهلون بالحقيقة ويخافون الموت، يعتقدون انه اسوأ الشرور
لكن الموت لايعدو ان يكون هو تحلل الجسد الفاني
وينتهي دورنا آحراس للعالم عندما نتحرر من روابط الجسد، فنعود مطهرين الي الحالة الأولي من طبيعتنا العلوية
وبعد أن نهجر الجسد، يتحرر العقل الذي هو رباني بطبيعته من آل متعلقاته
ويتخذ سمتا من ضياء، يتردد في آل الأآوان، تارآا الروح لتحاآم، وتعاقب حسب أعمالها
ولاتذهب آل الأرواح الي مكان واحد، ولا الي أماآن عشوائية، لكن آل روح تؤتمن الي المكان الذي يناسب طبيعتها
وعندما تترك الروح الجسد تتعرض لمحاآمة واستجواب رئيس الملائكة
وعندما يجد أن الروح شريفة ظاهرة يسمح لها بالحياة في مكان يناسب طبيعتها
حولها الي الأبد في الرياح إذا وجد أنها ملوثة بجهل عضال فإنه يقذف بها الي الأنواء والأعاصير، تصطخب أما
العاصفة، ما بين السماء والأرض
ولن يعرف آتوم سوي الروح الربانية التي لم ترتكب خطأ في حق احد
تلك الروح قد فازت في السبق الي الطهارة وأصبحت عقلا آليا
وبعد أن تهجر آينونتها المادية تصبح روحا في جسد من ضياء حتي تعمل في خدمة آتون
مصر صورة للسموات ويسكن الكون آله هنا في قدس معبدها
لكن الإله سوف يهجرها، ويعود الي السماء، ويرتحل من هذا البلد الذي آان مقرا للروحانية
ستصبح مصر مهجورة، موحشة، محرومة من وجود الإله، يحتلها الدخلاء الذين سيتنكرون لتقاليدنا المقدسة
إن هذا البلد الزاخر بالمعابد والأضرحة، سيضحي مليئا بالجثث والمآتم
والنيل المقدس سوف تخضبه الدماء، وستفيض مياهه محملة بالقيح
هل يحملك ذلك علي البكاء؟
بل سيتبع ذلك ماهو أنكي
بولاء عارم فتفضل بالإقامة في أرضها، البلاد التي علمت الروحانية لكل الكائنات الانسانية، وأحبت الإله يوما فهذه
العنف هذه البلاد ستتفوق علي الجميع في
وسيعرف المصريون بلغتهم فقط، أما سيتجاوز عدد الموتي الأحياء وعدد الذين اختفوا من علي وجه الأرض،
الآخري أعمالهم فلن تختلف عن أعمال الأجناس
!آه يامصر
لن يبقي من دينك شئ سوي لغو فارغ، ولن يلقي تصديقا حتي من أبنائك أنت نفسك
لن يبقي شيء يروي عن حكمتك الا علي شواهد القبور القديمة
سيتعب الناس من الحياة، ويكفون عن رؤية الكون آشيء جدير بالعجب المقدس
ولسوف تصبح الروحانية، التي هي أعظم برآات الله مهددة بالفناء، وعبئا ثقيلا يثيرا احتقار الغير
الأصيل، ولا آوسيلة للارادة يكون العالم جديرا بالحب آمعجزة من خلق آتوم، ولا آشاهد عظيم علي فضله ولن
الربانية التي تذآي في مشاهدها الاجلال والحمد
ستضحي مصر أرملة
فكل صوت مقدس سيجبر علي الصمت
وتفضل الظلمة علي النور، ولن ترتفع عين الي السماء
سيدمغ الصالح بالبلاهة، وسيكرم الفاسق آأنه حكيم
وسينظر الي الأحمق آأنه شجاع، وسيعتبر الفاسد من أهل الخير
تصبح معرفة الروح الخالدة عرضة للسخرية والانكار، ولاتسمع ولاتصدق آلمات تبجيل وثناء تتجه الي السماء
لقد آنت الشاهد من خلال العقل الواعي علي ماخفي في السماءوبالتأمل وصلت الي معرفة الحقيقة، وصببتها في هذهالمتون أسرار الاله في رموز انذا هيرميس العظيم ثلاثا، أول انسان وصل الي جماع المعرفة، سجلت في هذه ها
الصخور، وأخفيتها لعالم المستقبل، الذي سوف يحاول الانسان خفية البحث عنها
تعطلت حواسي أثناء تهدج صوفي، لانصبا ولا تذمرا، بل انتباها وخلوصا واعيا
أطير مع أفكاري متحررا من جسدي
وبينما آنت محلقا، نادتني باسمي آينونة هائلة بلا حدود
هيرميس علام تبحث؟
سألت من أنت؟
قال أنا المرشد، أنا العقل السامي، أنا أفكار اتوم الاله الواحد
معك أنا دائما في آل مكان
أعرف مكنون قلبك، صانع أنا لأسئلتك الواعية ومهييء أنا الاجابة عليها
قلت متوسلا أرني طبيعة الواقع، وبارآني بمعرفة اتوم
فجأة تغير أمامي آل شيء وانفتح الواقع في لحظة لأري المشهد اللانهائي، وذاب آل شيء في النور متوحدا بحب
غامر
لكن النور ألقي ظلالا آئيبة رهيبة، تهدر آأنها فيض مياه صاخب، ثم سمعت صرخة ذبيحة، ثم نطق النور بكلمة
بعثت الهدوء في اللجة الصاخبة
سألني مرشدي
ألا تفهم سر هذه الرؤية؟
أنا النور، فكر الإله الأزلي الذي آان قبل هيولي ظلمة مياه الإمكان
آلمتي التي بعثت الهدوء في الصخب هي ابن الله، هي فكرة النظام الجميل الذي يتسق به آل شيء مع آل الأشياء
الفكر الأول هو أبوالكلمة ويوازي في خبرتك الانسانية فكرك الانساني الذي يلد الكلام
فلا يمكن فصلهما حيث ينبجس الواحد من الآخر، اذ أن الحياة هي اتحاد العقل والكلم
والآن، أعمل فكرك في النور، وتوحد معه
النور، تشكل عالما متنوعا بلا نهاية، إنه نظر الي آواحد الي واحد فرأيت الفكر وأنا أرتعد قوة لا حد لها في جوهر ثم
ولكنه منضبط بلا حدود
وتعاظمت دهشتي
ورأيت في ظلام الأعماق مياها صاخبة لا شكل لها، نفذت إليها نسمة ذآاء من قوة ربانية
وفاضت آلمة آتوم علي المياه الصاخبة لتجعلها حبلي بجميع الأشكال
ووجدت العناصر الأربعة باتساق الكلمة، واتحدت لتكون جميع الأحياء
عنصر النار جلي آأبراج النجوم، وملائكة السموات السبع تدور في أفلاآها الي الأبد
ثم إن الكلمة رفعت من عناصر الطبيعة، لتعود الي فكر الخالق، تارآة المادة الحية مجردة من الذآاء
قال مرشدي
خلقت عناصر الطبيعة، انعكاسا للفكرة أدرآت لانهائية الفكر الأول التي آانت قبل البداية بمشيئة آتوم، والتي لقد
الأولي في مياه الإمكانية
تلك هي النماذج السابقة الأولي أصول آل شيء في الكون
آلمة آتوم فكرة خالقة، وقوة سامية لانهائية، تغذي وتخصب جميع الأشياء، وتخلق آل شيء
لقد أطلعتك علي آل الأمور فماذا تنتظر
اآتب الحكمة التي فهمتها بحروف مصرية وانقشها علي حجارة قدس الأقداس
واجعل نفسك مرشدا روحيا لأولئك الذين يستحقون المعرفة فينقذ، آتوم علي يديك الانسان
مدين أنا بالحمد للأب الواحد، الذي أفاض علي نظرة علوية
وأدعوك آتوم بخشية وتبجيل، متوسلا ألا أضل طريق تلك المعرفة التي أبدعتها، حتي أرسل النور لأولئك الذين مازالوا في ظلام وبدأت الحديث بالقوة التي منحتها فكان هناك من يضحك علي البعد من آلماتي، وآان ثمة من يسجد بين يدي
وطلبت منهم القيام حتي يتلقوا بذور الحكمة التي أود أن أغرسها في نفوسهم بتلك التعاليم
أنصتوا يامن خلقتم للفناء
وان توانيتم في الإصغاء ستتخطاآم آلماتي لتعود الي المنبع الذي منه أتتعميقة، تنبثق فقط آهبة تكريم، شتات فكرك، وانتبه بكامل وعيك، لمعرفة آينونة آتوم، إذ أنها تتطلب بصيرة استجمع
الانسان علي المتابعة، تارآة المتعلم والمعلم وراءها آمياه تنحدر في شلال، تفوق سرعتها قدرة
إدراك آتوم شاق وتحديده مستحيل،
فلايستطيع الناقص والفاني إدراك الكامل والخالد بيسر وسهولة
آتوم هو الواحد الصمد غير متحرك ومع ذلك هو أصل
الحرآة ذاتها
لايشوبه نقص
هو الباقي دوما، هو الخالد ابدا
هو الواقع الحق آما انه المطلق الأآمل الأسمي
هو جماع الأفكار التي لاتدرآها الحواس، ولا تدرآه المعرفة مهما عظمت
آتوم هو الفكر الأول، هو أعظم من أن يطلق عليه اسم آتوم
هو الخفي المتجلي في آل شيء
تعرف آينونته بالفكر وحده، وتدرآه عيوننا في الآفاق
لاجسد له، ولكنه في آل شيء
وليس هناك ما ليس هو
لا اسم له لأن جميع الأسماء اسمه
هو الجوهر الكامن في آل شيء
فلنعرفه بكل الأسماء ولنعرف آل شيء باسم آتوم
هو أصل ومنبع آل شيء
آل شيء له منبع سوي ذات آتوم، التي نبعت من ذاته
آتوم آامل، آمثل الواحد الذي يبقي واحدا لو ضرب في ذاته، أو قسم عليها، ومنه تأتي جميع الأرقام
آتوم هو آل الكل، ويحيط بكل شيء هو الواحد الذي ليس آمثله شيء هو الكل، وليس هو الكثرة
الوحدانية تشتمل علي آل الوحدات، ولكنها ليست الأشياء الكثيرة آما تراها متفرقة
بعضها ببعض، يضمها تناسق الوجود حين تراها متعلقة بالواحد، ونابعة من الواحد، يمكنك ادراك وحدتها، يرتبط أما
آتوم من اعلاه الي أسفله، وتخضع جميعها لارادة
الكون واحد، والشمس واحدة، والقمر واحد، والأرض واحدة، فهل يجوز الظن بتعدد الآلهة؟
هذا محال فالإله واحد
آتوم وحده هو الباري لكل ماهو ثابت ولكل ما يتغير
إن آنت تظن أن هذا غير معقول ففكر في ذاتك أنت، إنك تري، وتسمع، وتتكلم، وتلمس، وتذوق، وتمشي، وتفكر،
وتتنفس، وليس آل هذا بغريب عنك
إن ذلك الذي يستمتع بكل تلك الملكات هو آائن واحد يحملها جميعا
إن أردت أن تعرف آيف خلق آتوم آل شيء، ففكر في فلاح يبذر البذور، قمحا هنا، وشعيرا هناك، وشجرة عنب
الآن، وشجرة تفاح بعد ذلك
فكما يزرع الفلاح آل تلك المزروعات، فقد غرس آتوم الخلود في السماء والتغير علي الأرض، حيث تنتشر الحياة
والحرآة
إنهما أعظم ظاهرتين في الكون تشيران الي آتوم ومخلوقاته، آما تنبئان عن آل شيء في الوجود
لحياة، بل و يعمل في الطبيعة حسب آتوم أبا لأنه خلق آل الأشياء، وليس إنسانا يجاهد لميلاد طفل استمرارا ليس
جديد، ويعمل علي دوام الخلق قانون الضرورة ليبدع الموت، والنشور من
للكشف عن حكمته اعلم أن ما تراه العين أشباح واوهام
أما الفكر فهو الحقيقة، وأفكار الجمال والجلال هما أسماها، وأن لم ترها عين
وطالما عجزت العين عن رؤية آينونة آتوم فإنها لاتستطيع رؤية الأفكار العظمي التي يتصف بها آتوم وحده
ليس ثمة نقص في آتوم فليس هناك ما يتمناه
ليس ثمة ما يفقده آتوم، فليس هناك مايمكن أن يصيبه بالحزن
آتوم هو آل شيء
خالق هو لكل شيء
آل شيء جزء من آتوم
آتوم خالق ذاته بنفسه وتلك هي عظمة آتوم
آينونته الحقة هي قدرته علي الخلق، ويستحيل أن يتوقف عن الخلق، ويستحيل أن يتوقف عن أن يكون
آتوم في آل مكان، فالفكر لايمكن أن يحاصر بسياج، وآل ماهو موجود خاضع للفكر فليس هناك ما يماثله في السرعة
والقوة
انظر الي وجودك أنت، وتخيل نفسك في بلد غريب، وستكون هناك بفكرك آما تخيلت
فكر في المحيط، وهناك ستكون، لا لأنك سافرت، فأنت لم تتحرك آما تتحرك الأشياء
حلق في السماء بلا أجنحة فلن يعوقك وهج الشمس أو دوران النجوم
تقدم بفكرك الي حدود الكون إن اردت
هل يمكنك أن تشعر بالقوة التي تمتلكها؟
إن استطعت ذلك، فافعل هذا آله، ثم فكر من يكون باريك، وحاول أن تفهم أن آتوم هو الفكر
أنظر آيف جمع آتوم الكون، فكل شيء هو فكر آتوم
سل آتوم أن يبعث شعاعا من ضيائه ليمنحك القدرة علي فهم آينونته العلية بفكرك، حيث لايفهم ما خفي عن الحس إلا
بالفكر الذي هو خفي أيضا
متجليا بلا تحفظ في العالم لم تكن تري الأفكار، فهل تتوقع أن تري آتوم؟ أنظر بفكرك إذن وسوف يظهر لك فاذا
أجمع، فتري صورته بعينيك وتلمسها بيديك
هل تعتقد أن آتوم خفي؟
لاتقل ذلك! فليس هناك ماهو أآثر وضوحا من آتوم
لقد خلق آل الأشياء بحيث تراه من خلالها
هي رحمة آتوم العظيمة التي جعلته ظاهرا في آل شيء
فيمكن أن يعرف آل شيء حتي ماهو غير المادي، ومثلما يعرف العقل بالأفكار، آذلك يعرف آتوم بخلقه
آتوم هو صانع الأبدية المطلق، ينسج آل شيء في نسيج الواقع، وحيث أن الخلق منظور نستطيع رؤية الخالق، وهذا
هو غرض الخلق
وحيث أنه لايتوقف عن الخلق، فهو أبدا ظاهر للعيان، حتي نفكر، ونتعجب، ونعلم أننا قد بورآنا بمعرفة الأب
تفكر بعقلك آي تعرف آينونة آتوم، وتراه بعينيك، وتري أي نظام بديع في الكون
الضرورة هي التي تحكم آل ما تري، والخير والاحسان في آل ما آان وفي آل ما سوف يكون
أنظر إلي الحياة التي تملأ المادة وأشهد آتوم في تردداتها
تأمل الكون في جسده القديم، والذي يتجدد أبدا في عنفوانه
وانظر الي الكواآب الدوارة في الزمن الأبدي، والي نيران السماء الروحية التي تحيلها الشمس ضياء وتشع بالخير
علي العالم
انظر الي القمر المتغير أبدا يحكم الميلاد، والنماء، والفناء
انظر الي النجم القطبي، لايشرق، ولايغرب، لكنه ثابت في نقطة علي محور تدور حوله الأبراج والكواآب
أنظر الي الشهب التي تدعي نجوم النبي تظهر عدة أيام من بيتها الخفي تحت دائرة الشمس عندما ينتظر العالم مصير
جديد
فمن ذا الذي يحافظ علي مثل هذا النظام البديع؟
الشمس أعظم ملائكة السماء، إنها آملك يقدم اليه الآخرون فروض الولاء
إلا أن ذلك الملك القوي يخضع بتواضع، لتدور فوقه الكواآب الصغيرة، فمنذا الذي يطيعه هذا الملاك بخشية؟
وآل نجم يسبح في مداره في الكون، فلماذا لاتسير جميعا في مدار واحد؟
ومن ذا الذي آلف آلا منها بمداره؟
النجم القطبي يدور حول نفسه، ويحمل معه الكون بأآمله
فمن ذا الذي أسند اليه هذا الواجب؟
ومن ذا الذي أرسي الأرض وجعلها شواطيء للبحار؟
لابد أن يكون لكل هذا صانع وسيد
ولايمكن أن تكون قد حدثت بذاتها
آل الأنظمة لابد أن تخلق، ولايخرج عن ذلك القياس سوي ماهو حادث بالصدفة
إلا أن انعدام النظام في حد ذاته طوع للسيد الذي يفرض عليه النظام
الصلبة، والأنهار الجارية، آان من الممكن أن نكتسب أجنحة نطير بها بين السماء والأرض، فسوف نري الأرض إذا
الدوارة، والسماء الحاضنة تحيط بكل شيء والرياح الجوالة، والنيران الثاقبة، والأنجم
محمولا علي ومضة واحدة لادراك المحرك غير المتحرك، الذي يتحرك في آل ما فأية سعادة أن نري آل ذلك
يتحرك، الخفي الذي يتجلي في آل أعماله
تأمل للحظة آيف تأتي لك أن تخلق في الرحم
فكر في صنع القادر وابحث عن الصانع الذي ابدع جمال صورة الخالق
فمن ذا الذي أدار حدقة عينيك؟
ومن ذا الذي فتح أنفك وفمك وأذنيك؟
ومن ذا الذي مد اربطتك وربطها ببعضها؟
ومن ذا الذي انشأ عظامك وآسي لحمك بالجلد؟
ومن ذا الذي سوي أصابعك وبسط قدميك؟
ومن ذا الذي شكل قلبك وجوف رئتيك؟
ومن ذا الذي جعل جمالك ظاهرا، وأخفي قبح أمعائك؟
آم من الصنائع صنعت، وآم من الأعمال أبدعت لتجسيد المخلوق الانساني؟
فلا التماثيل ولا التصاوير تحدث من تلقاء ذاتها دون عمل ناحت أو راسم
أفلا يكون لهذا العمل المتعالي من خالق؟
الكون الحي
العقل الأول الذي هو حياة ونور، خلق عقل الكون
والعقل الأول ثابت لايتحرك، خالد لايتغير، يحتوي علي عقل الكون الذي لاتدرآه الحواس
والكون الذي تدرآه الحواس، هو نسخة وصورة من عقل الكون الخالد، آأنه انعكاس في مرآة
فأول الخلق بلا بداية آتوم، وثاني الخلق الكون، مخلوقا علي شاآلة آتوم، خالد أبدا
ولأن آل ما في الكون هو جزء منه، فمن المستحيل أن يموت
والكون هو الحياة بأجمعها
ومن أساس الحياة الأول، لم يوجد شيء إلا وينبض بالحياة
فلم يكن، ولن يكون في الكون أبدا ماهو ميت
آتوم هو النور، ومصدر الطاقة الخالد أبدا، مانح الحياة ذاتها أبدا، والتي يحكم مددها قوانين الكون الخالدة
ويستحيل عليها أن تتوقف أو تفني، تضمها الكون هي في الطاقة الخالدة أبدا، والتي تتبع منها آل أشكال الحياة، آينونة
وتربطها قوة الحياة الأبدية
ويمنح الكون هذه الحياة لكل الأشياء التي يحتويها، فالأبدية تمنح الكون الحياة، والكون بدوره يمنح الحياة لكل ما فيه
والعقل والروح تجسد للنور وللحياة، وآل شيء يتحرك بقوة الروح
وجسد الكون الذي يحتوي آل الأجساد مشبع تماما بالروح
والعقل يضيء الروح بكاملها، والعقل ينبع بتمامه من آتوم
الذي هو الكون، والذي يمنح تملأ وتحيط بجسد الكون بكامله، وتمنح الحياة للمخلوق العظيم الكامل الحي والروح
بدوره الحياة لكل المخلوقات الأدني التي يحويها
والكون هو الكل الذي يولد ويغذي آل مكوناته آالأب الذي يحدب علي أبنائه
ويستمد الكون قوامه من إحسان آتوم، وتلك هي قوة الخلق العظمي الحقيقية، فالكون صورة آتوم هو الخير المطلق،
فكذلك الكون هو خير
دورة الزمن
بمعني ما، فالكون لايتغير، إذ تخضع حرآاته لقوانين ثابتة تجعله يدور الي الابد بلا بداية أو نهاية
وأجزاؤه تظهر، وتختفي، وتخلق من جديد مرة بعد مرة، في نبضات الزمن التي لاتفتر
ومن خلال الزمن تنتظم الحياة وتستمر
ويجدد الزمن آل شيء في الكون بدورة التحولات التي يضبطها ملائكة السماء يعودون ابدا الي مواضعهم في
دورانهم السرمدي
ينبثق الحاضر من الماضي، وينبثق المستقبل من الحاضر
وتتوحد جميع الأشياء بهذه الديمومة
والزمن آالدائرة، تتصل نقاطها حتي أنك لاتستطيع تحديد أولها من آخرها، حيث تتبع آل نقطة ما يسبقها وتتبعها ما
تلحقها إلي الأبد
ليكون، وحتي الحاضر لايستمر، أن هناك فهما أعمق، حيث ينسلخ الماضي ولايكون أبدا، والمستقبل لم يولد بعد إلا
للحظة واحدة؟ فكيف يمكن القول بوجوده إذا لم يكن ثابتا
الملائكة
والقمر، والأفلاك السبعة التي تحكم المصير، والكواآب الخمسة المرئية والشمس خلق عقل الكون من النار والهواء،
تحكم مداراتها عالم الحواس
وهذه القوي الكونية تدرك بالفكر وحده، وتسمي الملائكة، وهي تترأس العالم
ويرأسها ملاك المصير الذي يعمل علي تحولات الأشياء تبعا لقانون النماء الطبيعي، ليخلق من الواقع الدائم الثابت
عالما مطرد التحولات
ويحكم آتوم الملائكة السماوية، ويمتح منها في المادة قبضا لاينقطع من الروح
والمادة رحم خصب يحمل آل شيء
وتتشكل المادة في آل الأشكال، وتحولها طاقة الروح دوما من شكل لآخر
ويشرف آتوم علي هذه التحولات بحيث يقدر لكل شكل روحا تناسبه في مقام الكائنات
والأرض هي مستودع آل المواد التي تعطي، ثم تأخذ بدورها الحياة من الأعالي
والشمس رع توحد السماء والأرض، وترسل طاقتها من الأعالي، وترفع المادة من الحضيض
ويجتذب رع الي ذاته الحياة، ويهب الحياة من ذاته بلا توان، يمنح الضياء للجميع
ولايقتصر نفع رع علي السماء وحدها، بل يحيط أيضا بأعماق الأرض الخفية
وهو ليس آآتوم النور الخفي الذي لايدرك إلا بالعقل وحده وبالتأمل الواعي
يحتل المرآز، ويلتف به الكون رع في الزمان والمكان، ويمكن أن نجتليه بأبصارنا ينشر الضياء في الكون، ويوجد
آإآليل يستضيء به من آل الجهات
آقائد عربة ماهر بمقود من ضياء، الكون سائرا في مداراته ولكنه لايسمح له بأن يضل، فقد ربط الكون إليه ويدع رع
يمنعها من الاندفاع في فوضي
والشمس صورة من الخالق المتعالي عن السماء، وآما يمنح الخالق الحياة للكون يمنح رع الحياة للحيوان والنبات
الحواس، فانها صادرة من ضياء مصدر الضياء المرئي، واذا آان هناك ماهو أشبه بالمادة التي لاتدرآها وجسده
الشمس، أما آنهها وآيف تشع فآتوم وحده يعلم
نتجت بضيائه وبيديه الشمس دوما ضياء وحياة، حيث يغذي رع آل النباتات لتثمر ثمارها الأولي التي وتصب
القويتين أخرج العطور الحلوة من أزهارها
إن أرواحنا تتغذي بنفس الطريقة آالزهور السماوية بنور آتوم وحكمته، وفي المقابل علينا أن نكرس في خدمته آل ما
ينمو في داخلنا
تراتب الخلق
خلق آتوم عقل الكون،
وعقل الكون خلق الكون،
والكون خلق الزمن،
والزمن خلق التغير
جوهر آتوم هو الاحسان الأول،
وجوهر عقل الكون هو الثبات والمثلية،
وجوهر الكون هو النظام الجميل،
وجوهر الزمن هو الحرآة،
وجوهر التغير هو الحياة
يعمل آتوم بالعقل والروح،
ويعمل عقل الكون بالخلود والدوام،
ويعمل الكون بالبدء والعود،
ويعمل الزمن بالزيادة والنقصان،
ويعمل التغير بالكيف والكم
وعقل الكون في آتوم،
والكون في الأبدية
والزمن في الكون،
والتغير في الزمن
عقل الكون مرتبط أبدا بآتوم،
والكون مكون من الأفكار التي في عقل الكون
وعقل الكون صورة من آتوم،
والكون صورة من عقل الكون،
والشمس صورة من الكون،
والانسان صورة من الشمس
خلق الإنسان
الخالق الذي ندعوه آتوم لعجزنا عن تسمية أفضل عندما خلق الملاك الثاني الذي هو الكون آان مبتهجا
لقد آان خلقه جميلا مترعا بالاحسان فأحبه آابن له
ولرحمته أراد آتوم أن يكون هناك مخلوق قادر علي الاعجاب بجمال خلقه
فخلق بمشيئته الانسان آي يقلد حكمته الربانية وحبه الالهي
وسأل آتوم آل ملاك في السماء ماذا يمكنك أن تقدم للإنسان الذي سوف أخلقه؟
فقالت الشمس إنها سوف تسطع طوال النهار تغذي بالضحكة والفرحة عقول الفانين والعالم أجمع
ووعد القمر بأن يمنح الانسان النوم والصمت ويضيء الليل
وقدم زحل العدالة والضرورة
وأعطي المشتري السلام
وتولي المريخ الصراع
والزهرة تطوعت بالحب والبهجة
أما عطارد والذي يدعي ايضا هيرميس فقال:سوف أعمل علي أن يكون الانسان ذآيا، وسوف أنقل له الحكمة ومعرفة الصدق، ولن أتواني عن نفع الانسانية
وسر آتوم عندما سمع تلك الكلمات وقال آلمته بان يخرج الانسان للوجود
العقل الكلي الذي هو حياة ونور، خلق الانسانية التي حملت صورته، ووجد مسرة في خليقته
لقد ارتبط الانسان بوشائج قربي للملائكة فبجلها بالتقوي والأفكار القدسية، في حين نظر اليه الملائكة باهتمام وحب
ورحمة
يرتبط بالأرض مالم يكن له درع مادي أول الأمر آان الانسان روحانيا وخالدا، ولكن آتوم رأي أن خلقه الجديد لن في
يمنحه جسدا فانيا وروحا خالدة
وهكذا خلق آتوم الطبيعة، وبكلمته خلق شكل المرأة، وآانت حلوة حتي ان الملائكة صعقت من جمالها
وجعل آتوم الطبيعة سيدة العالم
وتوحدت مع ذاتها حتي أنتجت آل البذور التي خلقها آتوم وبذرها بيديه علي الأرض التي هي أم لكل المخلوقات
الأرضية
وامتلأت الأرض حبا للانسان، وضمته إليها حتي توحدا بالحب
وامتزج فيه الفاني والخالد، حتي يستطيع الانسان أن يقوم بواجبه نحو آل من مصادر خلقه
أولا، أن يخدم الله بتقديس وتسبيح مافي السماء،
وبان يخدم بعضهم البعض، أن يرعي ما علي الأرض بزراعة التربة، وملاحة البحار، والبناء علي الأرض، وثانيا
وهي اقوي الروابط التي تصل الانسان بالانسان
ثم إن آتوم سيد الخليقة وهب الانسان قدسية التناسل المفعمة بالعاطفة والفرح والسرور والشوق وبكل الحب السماوي
الذي هو من آيانه
آان علي أن أوضح طبيعة تلك الرابطة المقدسة التي تربط الرجل والمرأة معا، مالم يكن آل منا قادرا علي ممارستها،
واستكشاف أعمق مشاعرها
فتأمل تلك اللحظة السامية، عندما يتوحد آل جنس مع الآخر
يمنح احدهما ويتعلق الآخر بشغف
وفي لحظة اختلاط الطبيعتين تكتسب الأنثي قوة الذآر، ويسترخي الذآر في أحضان الأنثي
وهذا الحدث الحلو المكرس الذي نحتفي به يتم في خفاء
فلو انه تم علنا امام عيون دنسة، فقد يسخر الجاهل، وسوف تنسحب القوي الربانية من الجنسين حياء
وعندما يتحلل الجسد يتحلل الشكل المادي أولا ولا يري بعد ذلك
وتعود الروح الحية الي الفضاء، وتعود الحواس الجسدية الي الطبيعة، حيث تتألف بطرائق جديدة، وتعمل اعمالا
اخري
وتصعد الروح الي أعلي في طبقات السماء،
ففي الطبقة الأولي تتحرر من النمو والضمور،
وفي الثانية تتحرر من الشرور والمكر،
وفي الثالثة تتحرر من الشهوة والخداع،
وفي الرابعة تتحلل من الغرور والسيطرة،
وفي الخامسة تتحرر من الصفاقة والتهور،
وفي السادسة تتحرر من الطمع والثروة،
وفي السابعة تتحرر من الخديعة والزيف
تتعالي الي الطبقة الثامنة لتبتهج من ان تتطهر بطبقات السماء من آل ما حاق بها تمتلك الروح قواها الحقة، وقد وبعد
آل الذين يرحبون بها وهم يسبحون للأب
ويسبح الملائكة الذين يسكنون فوق الطبقة الثامنة بأصوات تميزهم وحدهم، ينادون الأرواح آي تسلم لله، وتصير من
ملائكته بالتوحد مع آتوم
هذا هو الخير والاحسان القديم،
وهذا هو اآتمال المعرفة الحقة
وبعد ان يتم قبولها في الخلود، تتحول الروح الانسانية الي ملاك ينضم الي الملائكة الذين يهللون ويسبحون احتفالا
بانتصار الروح
جهل الروح
من المستحيل دوام السعادة طالما التصقت الروح بالجسد
وعلي الانسان تدريب روحه في هذه الحياة الدنيا حتي لايضل طريقه اذا دخل الحياة الأخري التي يستطيع فيها اجتلاء
آتوم
فهنا علي الأرض يكمن أمل الروح في حياة الخلود
وآثير من الناس لايصدقون، ويعتقدون انها حكاية فارغة تستحق السخرية، اذ ان ممتلكات الحياة الدنيا تبعث علي
السرور
ومثل تلك المسرات تخنق الروح، وتربطها الي الحياة
تمتلكنا املاآنا
لم نولد مالكين ولكننا احتزنا املاآا
وآل ما يستخدمه المرء لارضاء جسده غريب عن طبيعته الأولي، التي هي اشبه بالكائنات الإلهية
وليس الأملاك فقط، ولكن الجسد ذاته غريب عن النفس الحقة
ان عقل الكون لا يبلغ إلا بالفكر واحد
والروح التي لاتري عمياء عن خير وإحسان آتوم، تتخبطها الأهواء التي تعتري الجسد
فأي نار تحرق مثل الدنس؟
وأي وحش جائع لديه القوة علي تمزيق الجسد مثلما يفعل الدنس بالروح؟
ألا تري العذاب الذي تحترق فيه الروح الدنسة؟
إنها تصرخ
إنني أحترق وأتعذب في النار،
لا أدري ماذا أفعل أو ماذا أقول،
يلتهمني البؤس الذي يتملكني
أليست هذه الصرخات توسلات روح تتعذب؟
روح تحمل الجسد آسيد لها وليس خاتما
والعدم القبر الذي تحمل، اللص الذي ذلك الرداء الظلامي، ذلك النسيج الجاهلي، تلك القيود الماحقة، حياة الموت مزق
تحب، اللباس الذي يطحنك ويشدك الي الأرض يسكن المنزل، العدو الذي يكره كل ما تحبه
اسبح عكس التيار
وابحث عن مرفأ التحرر الآمن
ارس عليه، وستجد مرشدا يقودك الي بيت المعرفة
وهناك ستري بقلبك النور الساطع
أما إذا أغلقت علي روحك في جسدك وقللت من شأنك قائلا
لا استطيع أن أعرف، إني خائف لا أستطيع الصعود الي السماء
فأي شأن لك بآتوم؟
أيقظ روحك النائمة
فلم تسلم نفسك إلي الموت بينما تستطيع الخلود؟
لقد سكرت بالجهل عن آتوم، وقد أعياك جهلك، وأنت الآن تتقيأه
افرغ نفسك من الظلام وسوف تمتليء بالنور
ليس هنالك خطأ أعظم من أن تحوز القدرة علي إدراك آتوم لاتفعل
فمجرد الرغبة والأمل في معرفته طريق الي الخير
وهو طريق سهل
سوف يلاقيك آتوم في أي مكان، فانظر باحثا عنه، في أزمنة وأماآن لاتتوقع أن تجده فيها
سواء أآنت يقظا أو نائما، مسافرا علي البر أو في البحر، ليلا أو نهارا، صامتا آنت أو متحدثا، ذلك أن آتوم هو الكل
معرفة آتوم
آي تعرف آتوم عليك ان تتمثل به، فالشبيه فقط يعرف شبيهه بالحق
أهجر عالم المادة، وتخيل نفسك متسعا بلا نهاية
ارتفع عن الزمن الي الأبدية
واعتقد أنه لاشيء يستحيل عليك،
تخيل أنك خالد وعالم بكل العلوم
واسكن خطرات كل كائن حي
ضع نفسك فوق كل مايعلو، وتحت كل الأعماق
وتبن في ذاتك آل المتناقضات من حر وقر، من صلابة وسيولة
واعتقد أنك في آل مكان في نفس الوقت، علي الأرض، وفي البحر، وفي السماء
تخيل نفسك جنينا في الرحم، ولكنك أيضا شاب وشيخ وجدث ميت، وفي عالم ما وراء القبر
وتأكد أن كل شيء يتعايش مع كل شيء في العقل، كل الأزمنة والأماكن، آل الأشياء بكل الأشكال وبكل الأحجام
عندئذ ستعرف آتوم
واذا أمكن التحدث عن آنه آتوم، فمادته الإلهية هي العقل، ولايعرف آنهه سواه
العقل لاينفصل عن آتوم ولكنه يشع عنه آما الضوء عن الشمس
والعقل يلد الربوبية في بني البشر
فبالعقل يرتفع بعض بني الانسان الي اشباه للآلهة آما جاء في تعاليم أوزير
الآلهة أناسي خالدون، والناس آلهة فانون
العقل هو القسم الإلهي في الكائن الإنساني بقدرته علي التعالي الي السماء
المرتبط بالأرض، حتي لايهجر المادي الذي يتكون من النار، والماء، والتراب، والهواء، هو الجزء الفاني والقسم
العقل الجسد الذي اؤتمن عليه
تتغذي الروح بالنار والهواء، ويتغذي الجسد بالماء والطين
والعقل هو الجوهر الخامس الذي يأتي من النور، ولم يمنح سوي للانسان
ومن بين جميع الكائنات الحية، لم يوهب الروح الا الانسان، الذي ترفعه هبة العقل الي معرفة آتوم
وهذه المعرفة ليست رأيا هو نسخة باهتة من المعرفة، وصدي لصوتها، آضوء القمر الكابي مقارنا بوهج الشمس
العقل والكلام عطايا عظيمة، منحها آتوم للانسان وحده
وإذا استخ ï دمتا بحكمة، يمكن أن تجعلا الانسان مثل الكائنات الإلهية الخالدة، غير أنه متجسد في جسد من الطبيعة؛
وعندما يترك الجسد وراءه، فسوف يكون العقل والكلام مرشديه يقودانه الي صحبة الإلهيين والأرواح، التي اتخذت
مكانا عليا
للكائنات الأخري أصوات ولكنها ليست آلاما
فكل كائن حي له صوته المميز، لكن الناس جميعا يشترآون في الكلام
فالناس جميعا واحد (بالخلق)، واللغات جميعا واحدة بالمعاني
تترجم الكلمات من لسان الي لسان، وتظل المعاني واحدة سواء أكانت مصرية أو فارسية أو يونانية
ذلك أن المعاني صورة العقل، والعقل صورة آتوم
بمشيئة آتوم، العقل مثل جائزة يمكن للروح أن تفوز بها
لقد ملأ آتوم وعاء ضخما بالعقل وأرسله الي الأرض، ونودي عليه
!أنصت ياقلب الإنسان
عمد نفسك بالعقل
وتعرف علي علة خلقك
وارتق إلي من أرسل إليك هذا الوعاء
أولئك الذين عمدوا أنفسهم بالعقل وجدوا المعرفة الحقة، وصاروا كاملين
إلا أنهم لم يحسنوا في أعين الآخرين، فقد اعتبروهم مجانين يبعثون علي الضحك، وكان نصيبهم الكراهية والازدراء،
وقد يحكم عليهم بالموت
الميلاد من جديد
لن يصل أحد إلي الخلاص مالم يولد من جديد
فطهر ذاتك من أدران المادة إن أردت أن تولد من جديد
إن أولها الجهل،
وثانيها الحزن،
وثالثها عدم ضبط النفس،
ورابعها الشهوة،
وخامسها الظلم،
وسادسها الطمع،
وسابعها الخديعة،
وثامنها الحسد،
وتاسعها الخيانة،
وعاشرها الغضب،
والحادي عشر هو التهور،
والثاني عشر هو الحقد
وينضوي تحت تلكم جميعها آثير غيرها، تجبر الانسان الحبيس في سجن الجسد علي معاناة العذاب الذي تولده
ولكنها تنزاح آلها برحمة آتوم ليحل الفهم،
هذه طبيعة الميلاد من جديد، وهو الطريق الوحيد إلي الحقيقة، وهو الطريق الذي اتبعه أسلافنا للوصول الي الخير
والإحسان القديم
هو طريق إلهي مقدس علي الرغم من صعوبة سفر الروح في الجسد
وأولي خطوات الروح هي الحرب مع شهوات الجسد
وهو صراع بين الوحدة والتعدد،
فأحدهما يهدف إلي التوحد بينما يهرع الآخر إلي الانقسام
فمن يولد من جديد يتوحد مع الأب الواحد الذي هو النور والحياة
ولن تري الرؤيا العلية سوي بالامتناع عن الكلام عنها، فالعرفان سكون الحواس
والذي يعرف جمال الخير والاحسان الأول لن يعلم سواه
جمال الإحسان الذي سوف يجتذب يسمع شيئا، ولن يحرك جسده، وسينسي حواسه الجسدية، بينما يغتسل عقله في روحه ، ليوحده مع الكائن الخالد أبدا
فالإنسان لن يستطيع أن يصير ملاآا طالما آان يعتقد أنه جسد فحسب
فلابد له أن يتحول بجمال الإحسان الخالد حتي يصبح إلهيا
الحكمة رحم الميلاد من جديد
والحمل هو الصمت
والبذرة هي الإحسان
والذين ولدوا من جديد لم يعودوا كما كانوا من قبل، فقد أصبحوا إلهيين، أبناء آتوم الإله الواحد
فهم يتسعون لكل شيء، وهم في كل شيء
وليسوا من المادة في شيء فهم عقل محض
والميلاد من جديد ليس نظرية يمكن أن تحاول دراستها
ولكن بمشيئة آتوم سوف يذكرك
فالمرء لا يأمل في معرفة آتوم إلا بضبط شهواته، وترك الأقدار لتصنع ما تشاء بجسده الطيني الذي ينتمي الي الطبيعة وليس إليه
وليس له أن يحسن حياته بالسحر، أو يعارض قدره بالقوة، بل عليه أن يترك الضرورة لتسلك سبلها
وذو البصيرة يري آل الأمور حسنة مهما بدت لغيره سيئة
ويري آيف بدر الناس له المكائد في ضوء معرفته بآتوم الذي هو وحده يحول الشر الي خير
تعاليم سرية
والآن بعد أن تعلمت هذه الأسرار، تعهد بحفظها وأقسم علي ألا تعلن آيف تتم إعادة الميلاد
فهذه التعاليم وضعت آي يقرأها فقط من يرغب آتوم في معرفتهم
وبالتأمل فقط سوف تدرك أن آل ما قلته لك صحيح، ولن تدرك بغير ذلك ولن تصدقني
فالإيمان ينبع من التأمل، والكفر يصدر من قلة الفكر
الكلام للتفكر في الأشياء حتي قرارها، وحده لايستطيع التعبير عن الحقيقة، لكن قوة العقل فائقة، وحين يقودها الكلام
فإنها تجد سلام الإيمان الحق
ولن تفهم تعاليمي إلا بقوة العقل
لقد رسمت لك قدر استطاعتي شبها لآتوم، ولو نظرت إليه بعين قلبك فسوف يقودك إلي معراج التعالي
اولئك الذين رأوها وتأخذ