- ملوك عينهم اليهود وملوك خلعوهم ومنحوهم عروش بدل ضائعة…:
ولم تمض خمس سنوات على سنة 1925 ومذابحها السعودية للحجازيين وخلع اليهود
الملك "هاشمي" وتعيين ملك يهودي في الحجاز حّتى صالحوا بينهم في عام 30 بعد أن عوضوا أولاد
/ الحسين "الرافض" بعروض في الاردن السورية وفي دمشق والعراق، تناسى الجميع أرواح / 75000
ذبحهم آل سعود منهم جيش "الشريف عبد الله" بكامله، في تربة والخرمة والطائف ومكة وجدة ومناطق
شمال الحجاز..
وكل ما في الامر صدور بيان رسمي من مكتب المخابرات الصهيوني الانكليزي "المكتب الهندي " يبرر
وجهة نظره في هذه المذابح الذي ت وجها بتعيين عبد العزيز ملكا يقول: (لقد تم اختيار عبد العزيز ملكا
نظرا لطهارة فرجه) أجل.. ربما … وربما تم ذلك بعد فحص دقيق لفروج الهاشميين فوجدوها أقل رطوبة
وقملا من فروج آل سعود…
- مكتبات من أثمن المكتبات في العالم
أحرقتها الهمجية السعودية بمكة والمدينة :
وحالما دخل جند الاحتلال السعودي مكة شاهرين السيوف والبنادق، اتجهوا لتدمير كل ما هو ورق… وكل
ما هو كتب، وكل ما هو وثائق وصور، وكل ما هو تاريخي… من ذلك على سبيل المثل ما ارتكبوه
"بالمكتبة العربية" التاريخية العلمية التي احرقوها، وهي التي تعد من أثمن المكتبات في العالم قيمة
تاريخية، إذ لا تقدر بالمال أبدا، ولا بمليارات العملات أيضاً.. لقد كان بهذه المكتبة ( 60.000 ) من الكتب
النادرة الوجود الجامعة لمختلف المناهل العلمية والتاريخية… وفيها ( 40.000 ) مخطوطة نادرة
الوجود من مخطوطات "جاهلية" خطت كمعاهدات بين طغاة قريش واليهود.
تكشف الغدر اليهودي وعدم ارتباط اليهود بالدين والوطن من قديم الزمان وتكشف مؤمرات اليهود على
محمد وفيها وثائق خطت قبل الثورة المحمدية بمئات السنين وفيها ما أعطى فكرة ممتازة عن تلك
الحضارات العربية القديمة… وفي هذه المكتبة وغيرها من مكتبات المدينة بعض المخطوطات المحمدية
التي كتبت بخط النبي محمد في أيام كفاحه السري، وهناك ما هو بخط علي بن أبي طالب وأبي بكر وعمر
وخالد بن الوليد وطارق بن زياد وعدد من الصحابة، ومن هذه المخطوطات ما يسجل العديد من الخطط الحربية التي أرسلها خالد بن الوليد لعمر بن الخطاب والتي أرسلها عمر لخالد والتي يظهر بعضها
بعض الخلاف الاجتهادي في وجهات النظر…
ومن تلك المخطوطات ما هو مخطوط على جلود الغزلان، وعلى فرش من الحجارة وألوح من عظام فخوذ
الابل وغيرها من الوسائل القابلة للكتابة كالالواح الخشبية والفخارية والطين المصهور بالافران… والمكتبة
العربية التاريخية في مكة بالاضافة إلى كونها مكتبة نادرة فهي متحف أيضاً يحتوي على مجموعة
من آثار ما قبل الإسلام وبعده، وأنواع من أسلحة النبي محمد وفيها آخر الاصنام المعبودة التي حطمتها
الثورة المحمدية، مثل: اللات، والعزى، ومناة، وهبل…
وغيرها… ويحدثنا أحد المشايخ المؤرخين المعاصرين "ونمتنع عن ذكر اسمه خشية عليه من جهنم آل
سعود" فيقول (كنت أزور هذه المكتبة مع والدي قبل الاحتلال السعودي وكان يرودها العديد من الدارسين،
فتقدم بعضهم بشكوى إلى الحسين بن علي يطلبون منه "احراق بعض المخطوطات النادرة لأن فيها
كفريات".
فقال لهم الحسين: "انني معكم قد لا اؤيد هذه "الكفريات" وبعض هذه المخطوطات إّنما ليس من حقي أو
حقكم أو حق أي كائن من البشر احراق التاريخ"!… وقال: ان في هذه المكتبة وثائق تكشف أصل آل سعود
بأنهم من اليهود الذين أسلموا، وان فيها مخطوطات بأقلام مجموعة من الصحابة ومنهم عبد الله بن مسعود
سجلوا فيها عداً من الايات القرآنية الكريمة التي دار الصراع عليها، وقال التجار انها "منسوخة" وقال
الفقراء في اللجنة أنها غير "منسوخة" من القرآن الكريم، وفي تلك المخطوطات اتهام واضح لعثمان بن
عفان في محاولاته حذف آيات من القرآن الكريم ويرى عدم تسجيلها في المصحف الذي شكلت لجنة
لتحقيقه الذي أمر بجمعه في عهده من افواه وصدور الرواة من حفظة القرآن ومن السجلات الجلدية
وغيرها وقال المؤرخ: ان من هذه الايات التي رأى عثمان عدم اثباتها في القرآن واعتبارها آيات منسوخه
تلك الايات التي تقطع في اعطاء الفقراء حقوقهم ودعوتهم للقتال من أجلها، وكذلك مساواة النساء بالرجال
ومساواة الناس اجمعين ودعوة المغلوبين على أمرهم لأخذ حقوقهم والشر والسراء والضراء، وان ملكية
الاشياء والارض مشاعة وان الملوك بغاة….
إلى غير ذلك… وقال: ان بعض من هذه المخطوطات كانت بخط الصحابي الجليل عبد الله بن سعود، وهو
من أوائل الذين رافقوا النبي محمد ومن المسؤولين عن "لجنة" أو جماعة الاشراف التي تشكلت في عهد
عثمان لجمع القرآن في كتاب موحد، وكان ابن مسعود ممن يعربون عن رأي محمد وعلي والكادحين
لكونه من رعاة الاغنام فشهر ابن مسعود سيفه بوجه "يمين" اللجنة وبحضور عثمان وقال ما معناه: والله لا
أعيدن سيفي إلى غمده حّتى تعيدون للقرآن أية الكنز التي تأمر بحرق أصحاب الاموال بالنار….
(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبش رهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار
جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم.
هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)…
- مكر اليهود :
بعد أن تعالت الاحتجاجات في العالم الإسلامي والعربي ضد المجازر السعودية وجرائم النهب وهتك
الاعراض في الحجاز، حاول الاحتلال السعودي والخبراء الانكليز تضليل الناس والقاء جرائم الدماء على
"الاخوان" الذين تتكون أكثريتهم من قبائل عتيبه ومطير، وزعموا أن هؤلاء هم الذين ارتكبوا هذه المذابح
دون معرفة ابن سعود بدليل أن رجال الدين الوهابيين المؤتمرين بأمره قد أصدروا الفتوى بعدم دخول مكة
بالسلاح وقالوا:
"ان دخول الحرم الشريف بقصد القتال حرام وان ابن سعود أعجب بصراحة علمائه وتقواهم فأمر جيش
خالد بن لؤي ألا يدخل مكة بقصد القتال فيها،أما إذا وجدها خالية فلا بأس من دخولها، فإذا ظهر له أن
دخولها سيحدث قتالا فيها فليرجع"!! "فليرجع"… كذا؟!.
وبعد هذه الفتوى المقصود بها الاستهلاك الخارجي… طلب ابن السعود من "عملائه" أو علمائه أن يجتمعوا
باستمرار لاصدار الفتاوى ضد الاخوان!!.
أي .. ضد الجيش السعودي المتوحش المؤتمر بأمرهم!..
"وبينما هم كذلك ورد ابن سعود خبر دخول خالد بجيشه مكة بدون قتال فرأى أن الوقت قد حان لتحقيق
أمانيه الإسلامية وأماني المسلمين المخلصين في الاراضي المقدسة، فصمم العزم على أن يبعث أحد أبنائه
إلى مكة للاجتماع بوفود المسلمين والتشاور معهم في العمل النافع الذي يضمن لها سعادتها ويرد إليها
مجدها المسلوب وعزتها الضائعة، ثم رأى أن حرمة بيت الله تقضي عليه أن يذهب بنفسه إلى مكة ليتولى
شؤونها ويجتمع بأهلها وبالمسلمين لتقرير مصيرها وعزم على السفر"* يا سلام!!.
وكتب عبد العزيز إلى الامام يحي امام اليمن:
"أما بعد، فقد استقبلت الطريق إلى مكة غير باغ ولا آثم "!" فليتفضل الاخ العظيم بارسال من يمثله في
مؤتمر مكة حبا بنشر السلام بين أمم الإسلام"!.
كما بعث هذه الكلمة نفسها إلى ملوك المسلمين وامرائهم المستقلين!.
مستقلين جدا!… ثم جمع من كان لديه من "العلماء" والامراء والقادة والقى عليهم كلمة ابان لهم فيها
غرضه من السفر إلى مكة فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه.
وشكرا الانكليز!…
"اني مسافر إلى مكة لا للتسلط عليها "!" بل لرفع المظالم والمغارم التي ارهقت كاهل عباد الله"!… الله…
الله! يا بدوي جاب اليسرى!…
أية مظالم ومغارم وتسّلط غير ما فعلته السعودية من مظالم ومغارم وتسلط؟؟!.
وقال: "اني مسافر إلى حرم الله لبسط أحكام الشريعة وتأييدها "!" فلن يكون بعد اليوم سلطان إلا للشرع "!"
ويجب أن تطأطئ جميع الرؤوس له"!! ياله من هراء سعود!!.
ويتابع قوله: "ان مكة للمسلمين كافة فيجب أن يكون أمر ادارتها وتنظيمها طبق رغائب العالم الإسلامي"!!.
فهل أصبحت للمسلمين حقا؟!!.
ويتابع أكاذيبه: "اننا سنجتمع بوفود العالم الإسلامي هناك، وانا سنتبادل معهم الرأي في كل الوسائل التي
تجعل بيت الله بعيدا عن الشهوات السياسية "!" وتحفظ راحة قاصدي حرم الله".!!! كذا…
وزعم عبد العزيز حرفيا: "أن الحجاز مفتوحا لكل من يريد فعل الخير من الافراد والجماعات"!.
فهل أصبح الحجاز كذلك يا ف جار القول والعمل؟؟.
*
انّه مغلق، في وجوه العرب والاصدقاء ومفتوح للامريكان.. ولكنه كما قال للعطار: "لقد أردت بهذا
الخطاب أن اقطع الطريق على خصومي حّتى لا يستغلون قدومي إلى الحجاز ويؤولوه تأويلا سيئا، واقطع
به كل مظنة المغرضون!".
هنالك صدق الطاغية…
وسافر المستشار السعودي حافظ وهبة إلى مصر ليكتب بعض الهراء ويرد به على أقوال الصحف
المصرية حينما كتب في جريدة "البلاغ" التي تصدر في الاسكندرية تعليقه على كلمة ابن سعود تلك فقال:
"بهذا المنهج يذهب سلطان نجد إلى أم القرى مشهداً الله والناس على أنه لا يتردد في تنفيذ ما صحت نيته
على تنفيذه وما انتوى عمله، فما أسمى الغاية التي ينشدها؟؟
وما أحراه بتأييد العالم الإسلامي قاطبة له في تلك المهمة الشاقة التي عهدت الظروف إليه اداءها، وان
لهجة السلطان لتذكرنا بلهجة السلف الصالح! كما أن سيرته واستقامته وقوة إيمانه تبعث الاطمئنان
والارتياح في نفوس المسلمين فالرجل لا يسعى وراء الجاه والحطام الفاني "!" وانما يريد جعل أم القرى
كما كانت في العهد السالف منبع الحكمة وموطن الشريعة، اّنه يريد تطهيرها من الارجاس والخبائث التي
انتشرت فيها منذ أن انصرف اشرافها عن شؤون الدين وأوغلوا في التعلق بالدنيا والتفاني في زخرفتها
وزينتها فلم يرعوا حرمة المكان ولم يبالوا سعدت البلاد أم شقيت!! ارتفعت كلمة الدين أم انحطت؟؟ ما دام
نصيبهم من الحطام الفاني مضمونا يستولون عليه لسد شهواتهم، وقد علمتنا الحوادث ان السلطان ابن
سعود ما وعد إلا وفى، ولا صمم على شئ إلا نفذه بقدر ما استطاع فإذا قال: اّنه ذاهب إلى أم القرى
بالمنهج الذي ذكرناه فاننا نثق بأقواله ونؤمن باخلاصه وصدق طويته"!!!…
- السعوديون "يطهرون" الانكليز :
ولقد ثار "الاخوان المسلمين" السعوديين ثانية لاكتشافهم أن هذا العدد الضخم من الضباط الانكليز جميعهم
غير "مطهرين"!.
فحاولوا قتلهم مما اضطر عبد العزيز لحشد الضباط الانكليز أمام "الاخوان" في حفل حاشد وأمر بقطع
أغلفة ذكورهم أي تطهيرهم!!!، وفرض على كل انكليزي "يط هر" أن ينطق: بالشهادتين: "أشهد أن لا
اله الا الله وأن محمداً رسول الله"…
وقد تم ذلك بحضور مشايخ الدين الوهابي: عبد الله بن حسن، عبد الرحمن بن عبد اللطيف من سلالة محمد
بن عبد الوهاب، عبد الرحمن بن داود، محمد بن عثمان الشاوي، عبد الله بن زاحم، مبارك بن بار…
الذين أفتوا بدخول الانكليز الإسلام بعد أن أصبحوا غنائم للمسلمين ضمن أسلحة الشريف حسين وضمن
الحجاز كله…
لكن كل هذه المناورات لم تنطلق على قادة الاخوان بل كشفت "اسلام" آل سعود الزائف، ومزاعم عبد
العزيز لقادة الاخوان التي زعم فيها: "أن أهل الحجاز كفار مشركين" و"أنه جاء ليحارب الشريف حسين
لانه أعلن نفسه ملكا، والاسلام ضد الملوك والملكية" لكن ما أن دخل الاخوان الحجاز واستسلمت جدة حّتى
أعلن ابن السعود نفسه ملكا!…
فثار الاخوان بقيادة أكبر القادة السعوديين المتوحشين فيصل الدويش وسلطان بن بجاد..
أما عن العميلين أمين الريحاني وطالب النقيب فقد لعبا مع رب الجواسيس السعوديين جون فيلبي
في القاهرة أدوارهم لصالح ابن السعود بقطع الطريق على الحسين بن علي بعد أن انتقل من جدة إلى
العقبة فاتصلوا "بالمكتب العربي" مكتب المخابرات الانكليزية الذي كان يتبع له الحجاز ولورنس قبل ابعاده
عن الحجاز، وهذا المكتب لا يتعاطف بعض أفراده مع ابن السعود، لانه لا سيطرة مباشرة لليهود فيه،
فاستطاع فيليب والريحاني والنقيب التأثير على المكتب فرفض الانكليز نزول الحسين لدى ابنه عبد الله في
الاردن كما رفضوا أن يذهب لسوريا أو القاهرة أو العراق، فبقي الحسين بالعقبة يمد ابنه بالآراء ويبعث
بالرسل إلى المانيا وروسيا وايطاليا يطلب السلاح ويمد ابنه علي بالرجال من أنصار الثورة العربية
الاوائل من فلسطين وسوريا…
وراح الريحاني والنقيب يتصلان بوجوه مصر الذين رفضوا استيلاء آل سعود على الحجاز ومنهم إمام
الازهر آنذاك.
لاقناعهم بصلاحية عبد العزيز آل سعود على الحرمين وينشرون في بعض الصحف المصرية المديح لابن
السعود وذم الحسين وأولاده.
ومع ذلك فقد تولت بعض الاقلام النزيهة في مصر كشف العمالة السعودية للانكليز وأدوارهم القذرة في
مذابح الآمنين في الجزيرة العربية، فحاول الانكليز تغطية أدوارهم فأعلن الانكليز في بعض الصحف في
مصر في 10 سبتمبر 1925 م "انهم عرضوا وساطتهم على ابن السعود لكنه أجاب، بأنني أعطي للعالم
الإسلامي عهدا بأن يكون الحجاز ومكة ملكا مشاعا للمسلمين وانه لن يعلن نفسه مليكا عليها" وانتهى!!!..
وقد قصد الانكليز بهذا التصريح اعطاء ابن السعود المجال لرفض الوساطات العربية والاسلامية ما دام قد
رفض وساطة الانكليز!…
وفي 3 ربيع الأول 1344 ه 21 سبتمبر 1925 وصل إلى الحجاز وفد مصر يتكون من الشيخ الاكبر
محمد مصطفى المراغي رئيس المحكمة العليا وعبد الوهاب طلعت سكرتير الملك فؤاد وعرضوا
الوساطة، وسلموه رسالة من الملك فؤاد يعرض عليه التوسط.
فأرسل ابن السعود حافظ وهبة ليقول للوفد المصري بكل صراحة "اّنه ليس من اللياقة واللباقة أن يرفض
عبد العزيز وساطة الانكليز أولياء نعمته وأصحابه وقادة جيوشه ويقبل وساطتكم"!!! كذا… وبكل صراحة
وقلة حياء قالها للوفد.
وخرج الوفد غاضبا رغم نوعية ذلك الوفد الملكي.. وانزعج عبد العزيز لتحركات الحسين بن علي في
العقبة.. فطلب من بريطانيا "ابعاده إلى مستعمرة انكليزية بعيدة غير عربية وغير إسلامية "ولما قال له
الانكليز سنبعده إلى قبرص!!.. تساءل عبد العزيز "وهل في قبرص أحد من العرب والمسلمين".
قالوا له: "لقد سبق أن مروا فيها قبل ألف سنة!!".. قال لهم: "إذا إلى هناك أبعدوه"..!!
- احتلال المدينة :
تحرك الجند السعودي بقادته الفعليين من الخبراء الضباط الانكليز بقيادة جيسم لارسن، المسؤول
التنفيذي للخطط الحربية "ويجيئ في المرتبة الثانية بعد جون فيلبي" فاشيع عنهم "انهم خدم الدين وال ملة
وانهم اسلموا بعد تطهيرهم في جدة"!…
إلا أن القيادة الظاهرية لهذا الجند قد أوكلت لكل من صالح بن عذل ووكيله إبراهيم النشمي، فحاصرت
القوات السعودية "المدينة المنورة" من كل جهاتها وقطعوا عنها كل امداد، وبدأوا بنهب الابل والاغنام وقتل
كل من تقع عيونهم عليه لا تمييز في ذلك بين ذكر وامرأة وطفل… فنقلت جريدة "المقطم" المصرية عن
وكالة رويتر التي نقلت عنها الصحف الفرنسية أيضاً استغاثة من قائد حامية المدينة جاء فيها: "ان بلد
الرسول معرض للخطر، ان ضريح النبي تضربه المدافع السعودية الانكليزية.
اننا نستغيث بالعالم الإسلامي وبالعالم المتحضر.. ان الوهابيين الوحوش اخذوا يطلقون النار على أهل
المدينة بلا انقطاع وبلا تمييز ولم يبالوا بكرامة المدينة ولا بقداستها منتهكين بذلك حرمة الله بمثوى
1975 م"!… /7/ الرسول عليه الصلاة والسلام 20
فتحركت الاحتجاجات من مصر والشام والعراق والهند وافريقيا.. وارسل الملك فؤاد برقية إلى عبد العزيز
1925 م) تقول: /8/ في 11 صفر 1344 ه ( 3
"عظمة السلطان عبد العزيز سلطان نجد"
"ان الحرب القائمة حول المدينة المنورة قد اقلقت خواطر المسلمين قاطبة لما عساه يحدث من تأثيرها في
الاماكن النبوية المقدسة التي نجّلها، ونحافظ على آثارها الكريمة، ولا يخفى على عظمتكم ما لهذه الأماكن
من الحرمة التي توجب ان تكون بعيدة عن كل اذى رغم ما يقتضيه أي نزاع أو خلافه".
وتسلم الملك فؤاد في 13 صفر 1344 ه ( 1 سبتمبر 1925 م) برقية من الملك علي بن الحسين، جاء
فيها:
"صاحب الجلالة فؤاد الأول ملك مصر المعظم "!"
"اهدي جلالتكم اعظم الشكر على غيرتكم، ولا يستكثر ذلك من سليل محمد على الكبير الذي سبقت له
خدمة هذه الديار المباركة من قبل في مثل هذه الكارثة نفسها مادة ومعنى.
فقضى بذلك على اجداد هؤلاء الوحوش السعوديين.
"ونبرأ إلى الله ان يكون احد منا نحن ابناء الحرمين الشريفين اراد القتال أو أخذ على الاستمرار في
سواء ذلك في مكة المكرمة أو المدينة المنورة ونسجل على المتسبب السعودي مسؤولية ما تهدم فيها من
الآثار وما لا يزال يصيبها من اذى كجعل القبة الخضراء النبوية هدفا للرصاص وسائر قبب وقبور آل
البيت بالبقيع وتخريب مسجد سيدنا حمزة وهدم ضريحه الشريف طبقا للاساس الذي قام عليه المذهب
الوهابي المعلوم!".
وطال الحصار ولم يجد من أبناء المدينة من يناصره من العملاء لكنهم زعموا أن أحد العملاء واسمه
"مصطفى عبد العال" المرسل لابن السعود برسالة نيابة عن كبار اهل المدينة يطلبون منه فيها احتلال
بلادهم!..
كذا… وقد قتل ابن السعود هذا المواطن فيما بعد، بعد أن فّند المواطن عبد العال الكذبة السعودية.
وفيما يلي النص الحرفي للكذبة:
(وعندما كان ابن سعود في بحرة قدم إليه احد المدنيين واسمه "مصطفى عبد العال" برسالة من كبار اهل
المدينة وحكومتها يعرضون فيها تسلم المدينة إلى السلطان بشرط ان يؤ من اهلها وموظفيها وكل من بها
ويؤمن اموالهم وبأ ّ لا يتسلمها إلا أحد أفراد آل سعود.
فاجاب بالقبول وأمر ابنه محمداً بتسلم المدينة المنورة وكان في الرابعة عشرة من عمره وغادر مكة إليها
في 23 ربيع الثاني 1344 يرافقه خاصة ابيه وكبار آل سعود ولكن الحامية ابت التسليم لانها كانت تنتظر
المدد من جدة في الايام القريبة فما كان من الامير الصغير الا ان يشدد الحصار عليها ليضطر الحامية إلى
التسليم)!..
إذاً فقد يكون "عبد العال" قد اتصل وقد لا يكون اتصل، لكنه من المؤكد أن الشعب في المدينة قد رفض
الاحتلال السعودي، بدليل ما ينقله العطار في كتابه عن ابن السعود، حيث يقول: (وأهل هلال جمادى
الاولى فلم يبق عند الحامية إلا شئ يسير من الزاد فأبرقت في اليوم الخامس من هذا الشهر للملك علي
برقية تقول له فيها: الذي يهمنا الأرزاق للجند وعدتمونا بارسال الدراهم المتيسرة بالطيارة، إلى الآن ما
رأينا اثراً لها.
دبروا وارسلوا لنا دراهماً ولو ببيع احدى البواخر فترون منا ما يسركم)!…
ويتضح من هذه البرقية ان الشعب غير منظم وانه لا يقاوم لكنه يرفض الاحتلال السعودي، وان الاعتماد
على حامية لا يتجاوز عدد افرادها عن 200 شخص فقط.
(وأبرقت الحامية في الثالث عشر من جمادى الاولى إلى الملك علي أيضاً تقول له: "انقضى الامر ولم يبق
في اليد حيلة، الجنود ما عندم ارزاق الا لثلاثة أيام إذا لم تصل الطيارة غداً الظهر سنفاوض العدو")..
44 بان من الواجب /5/ فاجيب قائد الحامية ومن معه في نفسه بان الطائرة ستأتيهم غدا فابرقوا إليه في 14
مجئ الطائرة ففي ذلك فوق مهمتها الاساسية ارهاب للعدو وتقوية لمعنوية الجيش…
فتلقت الحامية الجواب بان ارسال الطائرة قبل عشرة أيام متعذر لعدم وجود البنزين!…
مرت الايام الثلاثة فنفذت مؤونة الحامية ومع ذلك صبر الجنود ثلاثة أيام أخرى.
ثم تلقى الملك علي برقية من الحامية ووكيل الامارة في 17 جمادى الاولى وفيها "نريد تأمين معيشة الجند
منذ ثلاثة أيام حرم الطعام، ان اليوم هو آخر عهدنا، دبرونا اليوم إلى المساء وإلا نسلم عليكم"!…
فأجابهم الملك علي يطلب اليهم الصبر!.
ولكن صبرهم نفذ… ولم يجد قائد الحامية عبد المجيد ومدير الخط الحديدي "عزت" الا أن يفاوضا الاعداء
ومالهما في اليد حيلة وقد نفذت الذخيرة والزاد!.
فذهبا ورئيس ديوان الامارة عبد الله عمير، صباح الجمعة إلى الطفل 14 سنة الامير محمد بن عبد
العزيز ابن عبد الرحمن وقدما له كتابا يطلبان منه أن يجيبهم إلى مقابلته، فبعث اليهما بالموافقة ومثل عبد
المجيد وعزت أمام الامير الطفل محمد، وفاوضاه!.
في "التسليم على شرط اعطاء الامان لجميع الجنود والضباط والاهلين واعلان عفو عام عما مضى عن كل
أحد بالمدينة، وفي قبالة ذلك تسلم المدينة إليه!."..
ان عمر الامير محمد الآن أكثر من 70 سنة وعقله لا يستوعب أو يدرك أي نوع من أنواع التركيز على
أي مسألة من المسائل عدا المسألة الجنسية، فكيف به يستطيع التركيز وعمره 14 سنة على عقد مثل هذه
الاتفاقية السياسية لكن جون فيلبي هو الذي عقد الاتفاقية في صباح السبت 19 جمادى الاولى 1344
ه( 5/ ديسمبر/ 1925 م) وسلمت المدينة المنورة في نفس اليوم بعد حصار دام عشرة أشهر وفتحت أبوابها
فدخل الامير ناصر بن سعود وعبد الله الفضل بقسم من الجنود مع عزت وتسلموا قلعة سلع وما فيها من
ذخائر وعتاد، ووضعت فيها قوة عسكرية سعودية ثم تسلموا دور الحكومة والمراكز العسكرية والملكية.
وفي صباح الاحد دخلها الامير محمد "ابن السلطان" عبد العزيز وجنوده.
واستمر الامير محمد أكثر من 66 سنة وما زال يتقاضى مرتباته الضخمة كأمين للمدينة علما
أنه لم يحكمها إلا ليوم واحد هو يوم الاحتلال ، إذ حكمها بعض الخدم بضعة أشهر، ومن ثم حكمها الجلاد
ابن إبراهيم يعاونه لفترة يسن الرواف، فارتكب ابن إبراهيم ابشع الجرائم بأهل المدينة وباديتها والفلاحين،
فقطع أدي وأرجل النساء والاطفال وقطع الرؤوس، وبطش "بالنخاولة" وهم فئة من الفلاحين تخصصوا
بزراعة النخيل والاشراف عليها في المدينة خاصة، ومن اسم النخيل اشتق اسمهم "النخاولة" ولكونهم
فلاحين والفلاح إنسان عامل شريف عمل الاحتلال السعودي لتعميق الهوة الاجتماعية بينهم وبين
المواطنين: إلى الحد الذي صدقه بعض السذج وزعم أن النخولي أو "النخيلي" إنسان يختلف عن البشر،
ولكون النخاولة من أبناء الشيعة أيضاً أساء الاحتلال السعود اليهم كثيرا، وكره آل سعود وتجار دينهم
للشيعة ناتج عن صراعات نضالية قديمة بينهم وبين آل سعود…
وما زالت المدينة مزرعة يتوارثها أمراء آل سعود…
- احتجاجات عالمية إسلامية ترفض اعلان الملكية السعودية في الحجاز :
أحدث اعلان عبد العزيز نفسه "ملكا على البلاد المقدسة" ضجة كبرى في العالم الإسلامي عامة
وغضب شديد في مصر والهند بوجه خاص وأعرب حّتى المستشار السعودي حافظ وهبة عن الرفض
لأعلان الملكية السعودية في الحجاز كما ورد في رسالته…
ونتيجة لذلك لم ير عبد العزيز بدا من دعوة المسلمين إلى عقد المؤتمر الموعود في الحجاز… فوجهت
الدعوة باسمه إلى عدد من الاقطار وحضرت بعثات عربية إسلامية ومنها بعثة برئاسة الشيخ محمد
الاحمدي الظواهري شيخ الازهر آنذاك ومحمد المسيري مدير ادارة الحج بوزارة الداخلية المصرية،
والاستاذ محمد توفيق قنصل مصر بجدة… وألقيت كلمة باسم الملك عبد العزيز، ألقاها حافظ وهبة… راح
يلعن فيها الحسين بن علي ويقول (اّنه وضع البلاد المقدسة تحت السيطرة الاجنبية غير الإسلامية)!.
وراح حافظ وهبة يتهم الشعب في الحجاز ويزعم (بأن أبناء الحجاز هم الذين يتهمون النجديين بالكفر،
وانما كل إنسان يرى أعمال السعوديين الإجرامية يجزم مؤمنا انها لم تنتج إلا عن أعرق الفجار فجرا وأكفر الكفار كفرا بكل القيم.. واستطرد عضو مجلس الربع حافظ وهبة في خطاب العرش للمؤتمر قائلا:
(اننا نقر أن يكون حكما مستقلا في الحجاز يمارس فيه الناس الاستفتاء في اختياركم حاكم الحجاز…
ونحن لا نقصد بانقاذ الحجاز من حكامه الاولين أن نتملك الحجاز أو نتسلط عليه بالمعنى الذي كان معهوداً
فيه) ثم راح حافظ وهبة يخبط… ويكذب على رؤوس الاشهاد… ويقول: (أيها الخوة انكم تشاهدون بأعينكم
وتسمعون بأذانكم ممن سبقكم إلى هذه الديار: أن الامن العام في جميع بلاد الحجاز، حّتى بين الحرمين
الشريفين، بدرجة الكمال، التي لم يعرف لها مثيل ولا ما يقرب منها منذ قرون كثيرة بل لا يوجد ما يفوقها
في أرقى دول الدنيا نظاما وقوة، ولله الفضل والمنة.
ففي بحبوحة هذا الامن والحرية التي لا تتقيد إلا بأحكام الشرع، أدعوكم إلى الائتمار والتشاور في كل ما
ترون من مصالح الحجاز وتطهيره من البدع والخرافات والفواحش والمنكرات التي كانت فاشية فيه بدون
نكير! وباستقلاله المطلق، وسلامته من كل نفوذ أجنبي الخ…
وما أن سكت حافظ وهبة عن الدجل والزيف الانكلو سعودي… حّتى وقف الشيخ شوكت علي شيخ
المسلمين في الهند، ليلقي كلمته الهامة فعلاً باسم المسلمين في الهند، وجاء فيها:
(ليس بوسعي الموافقة على الضرائب التي يفرضها السعوديون على الحجاج الذين يحضرون لأداء فريضة
الحج لا للسياحة والقول الهزل، وليس بوسعي أن أبيح أن تكون الحجاز تحت سيطرة ملكية مهما كان
نوعها، وإذا كان ما تقولونه صادقاً عن اعطاء الحجاز استقلاله في ظل الانتخابات فليكن هذا برعاية
مؤتمرنا هذا، واني لست مستعدا لمنح هذه الحكومة السعودية غير المشروعة شهادة حسن حال وسلوك لما
رأيناه بأعيننا، واني أقول مثلما قاله الأخ شعيب أن الحاج يريد أن يرى قبلة الإسلام طاهرة ويراه يحصل
على حريته)، وقال: (وقد لا يأتي إلى الحجاز حجاج، فالحجاج يتضررون من الحالة الحاضرة والحجاز
يتضرر أيضاً، ويجب أن لا ننسى أن الحاج لا يأتي إلى هنا إلا لغرض ديني) وقال الشيخ شوكت علي:
(ان هذه الحكومة السعودية لم تحصل على استحقاق الشكر).
ووقف يوسف يس المندوب السعودي قائلا بيت الشعر العربي القديم المعبر عن عدم رضاه وسادته عن
شيخ الإسلام في الهند:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا
ثم قال: ان هذه الاعتراضات تكررت من كل الوفود في كل موضع وفي كل مناسبة فأرجو أن لا نسمع
شيئا من هذا بعده وإذا كان أمر مساعدة الهنود متوقفا على ما نراه وإذا كان اسعاد الحجاز متوقفا على
مساعدة الهنود فلسنا بحاجة).
هكذا تكلم هذا القواد وبكل وقاحة، اقول، قواد، لأن وارده من الرقيق بلغ أكثر من 700 جارية… وبذلك
استحق لقب المستشار الأول.
وقال أحد أعضاء وفد سوريا ردا على يوسف يس: (ان البلاد المقدسة حّتى بعد تتويج سيدك نفسه ملكا لم
تعد لك ولا لسيدك ولا لبريطانيا التي سلمتكم أرضنا الطاهرة، ان الأرض هي ارض عربية أولا وهي
أرض إسلامية ثانيا، ونحن في مؤتمر إسلامي عقد اما لمنحكم الثقة وإلا لا ثقة، والحقيقة أن الثقة فيكم
معدومة).
وتكهرب الجو، وحاول أحد الهنود تلطيفه بإلقاء بعض الثناء على ابن السعود ولكن أعضاء المؤتمر أسكتوه
وقطعوا حديثه باقعاده وقام الشيخ الظواهري رئيس البعثة المصرية بالقاء كلمة ارتجالية قال فيها: (سأقول
بصراحة وأرجو أن لا يتالم أحد.
كم قال القائلون أن السعوديين يكّفرونكم وكنا نشك في بعض ما يقال.
ولقد رأيت بعيني هنا أمراً آلم نفسي… فقد كنت بالحرم أم ر خلف المقام بعد الطواف فشاهدت جماعة
يلتفون حول شخص مصري ويقولون له بعنف شديد وقسوة "أأنت قلت يا رسول الله؟!" هنا خاف الشخص
في نفسه وأنكر أنه قال يا رسول الله! وانكمش وذعر إلى درجة أفاضت عيني من الدمع وقد جاءني
بعد ذلك ومعه كثيرون من المصريين يقولون لي: "أرأيت كيف ينكرون علينا قولنا يا رسول الله ويدعوننا
إلى الكفر؟!" ف هدأت روع من جاءني وقلت لا تفزعوا حّتى يتبين الحق!.
وأنا أناشدكم الله ورسوله وإذا قلت ورسوله فلا أريد أن يعترض عّلي معترض لأن هذا هو اعتقادي!)..
وقال: (والحجاز مركز عام لاهل القبلة 1جميعا يفد عليه المسلمون من كل فج على اختلاف مذاهبهم الفقهية
والكلامية ليقضوا مناسكهم ولهذا يقرر المؤتمر أن يؤدي الحجاج عبادتهم ومناسكهم ولا يمنعوا منها أبدا
ولا تمس كرامتهم)…
ولما رأى السعوديون أن كل أعضاء المؤتمر قد وقفوا ضدهم وأدانوا الاحتلال السعودي، بالجرم المشهود
والافعال المنكرة حاولوا أن يخرجوا في هذا المؤتمر من يخفف من تلك الصفعات التي وجهها اليهم
أعضاء المؤتمر العالمي الإسلامي في مكة…، فاتفقوا مع أحد الباكستانيين على جملة من الكلام مقابل
صفقة مالية فوقف يشكر أعضاء المؤتمر على جهودهم واجتهادهم ويدعوهم للصلح والتسامح ثم تدرج
رويداً رويداً إلى كيل الشكر والثناء والمديح للملك الغاصب عبد العزيز بن سعود وقال: (ان ابن السعود
باعتباره حاكماً للحجاز فان له سيادة نوعية على العالم الإسلامي أجمع) فنهض الشيخ الظواهري مقاطعا
كلامه بقوله: (نحن لا نقرك على قولك هذا) ثم أعلن الهنود والجميع بأنهم براء من كلام هذا الرجل الشاذ
وأنه لم يخبرهم بما قاله من منكر!… وانتهى المؤتمر بمثل ما افتتح به من رفض مطلق لحكم الاحتلال
السعودي… فأقام ابن السعود وليمة للمؤتمرين وحاول أن يخدعهم بكثرة الطعام ومعسول الكلام… ولكن الجميع أعربوا له أنهم على علم بأنه سوف لن ينفذ أي قرار من قرارات المؤتمر وأنه ما دعاهم إلا تستراً
على أعماله الفاحشة وتضييعاً للوقت ليتمكن من السيطرة على الاراضي المقدسة بقوة الاحتلال السعودي،
وقال الشيخ الظواهري: (انني أريد أن أتكلم لك يا عبد العزيز في شئ مهم وهو أننا زرنا اليوم المآثر
والمقابر فرأينا ما فتت أكبادنا وأسال دموعنا ومالا يقره دين ولا شرف ولا انسانية.
فقد رأينا الكلاب ترتع وتبول على أرض مسها جسم النبي العربي عليه السلام وهدمتم كل آثار هذا النبي
ومآثر جهاده في سبيل اعلاء شريعة العدل والسماحة والمساواة والحرية وأصبحت كل هذه المآثر قاعا
بلقعا تتكاثر فيه الكلاب وقلنا: لا شك أن حاكم فعل هذا باسم الدين هو من الدين براء، بل هو لم يأت إلا
لخراب الدين وقواعده واسسه وكل ما يدل على تاريخه، يا عبد العزيز…
ان من كان قبلكم من الفاتحين المسلمين كانوا يحولون معابد غير الله إلى مساجد ومنابر لحرية الرأي
ومهما قلتم في أسباب هدمكم لمآثر النبوة والرسالة الإنسانية فلن يبلغ إلى مرتبة إلى مرتبة التصديق).
وهنا ألقى عبد العزيز باشارة إلى بعض حاشيته الذين أخذوا يحثوه على القيام، وقطع الحديث.. فقان بكل
قّلة أدب، مما أغاظ الحاضرين… ثم أرسل إلى الوفود بهذا الخطاب الذي كتبه جون فيلبي وحافظ وهبة
وينتقد فيه أعضاء المؤتمر من جهة، ومن جهة يكيل الوعود بالعمل للبلاد والحريات والبناء التي لم يفعل
منها آل سعود أي شئ حّتى الآن!..
- من جرائم آل سعود التى لا تغفر - مجازر بنى مالك والمدينة المنورة وتخريبهم لمكة :
هذه أمثلة قليلة عن أمنهم المزعوم، ومثال آخر: ان مجزرة بني مالك تفضح "الامن" السعودي المزعوم،
فما حدث لقبيلة (بني مالك) عام 1343 ه احدى قبائل الحجاز العظيمة شئ رهيب… فقد بدأ عبد العزيز
وعصابته يفرضون الضرائب والاتاوات والجزاءات باسم حق الله واسم الزكاة على الابل والاغنام
والارض والماء والطرقات (وحماية الاعراض) !.. كما يقولون وكما ذكرنا في موضع آخر، وأخذوا
يرسلون الجباة الخراصين لجميع الاموال والنساء لعبد العزيز وعصابته فوصل خمسة من جنود
رجل الخيانة إلى مواقع قبيلة بني مالك وحلوا ضيوفا على بيت عبد الله بن فاضل رئيس القبيلة، فقام ابن
فاضل بإكرامهم ووفر لهم ما لم يتوفر له ولقبيلته من طعام ومنام، وذبح لهم الخراف، ولكن لا كرامة للئيم،
فلم يكتف الخمسة السعوديون بهذا الكرم العربي ولا بما أرسلوا لسلبه من أرزاق أفراد هذا الشعب، بل
حاولوا سلب عدد من نساء القبيلة كهدايا لعبد العزيز كما قالوا .
فحاول البطل ابن فاضل أن يقنع رسل عبد العزيز بالتي هي أحسن وقال لهم: هذا يعتبر عيبا في العرف
العربي!… ولكنهم أصروا على العيب نفسه!.. واعتدوا على رئيس القبيلة بالضرب.
فما كان منه الا أن أدى واجبه نحو وطنه وقبيلته وشعبه وشرفه بقتل المجرمين شر قتلة متحملا كل ما
سيأتيه من ملك الشر الذي هو أقوى منه وهو يردد "النار ولا العار".
وما أن علم عبد الانكليز ابن سعود بمقتل رسله المجرمين حّتى جهز حملة قوامها عشرون ألفا "لتأديب
قبيلة بني مالك" المؤمنة المجاهدة وأباح تجار دينه دماءها وأموالها وأعراضها، وانقسمت تلك الحملة إلى
قسمين، قسم يقوده محمد بن سحمي العاصمي القحطاني وقد سلكت طريق تهامة نحو وادي بني مالك وقسم
يقوده إبراهيم النشمي وسلكت طريق الحجاز نحو الوادي المذكور فأحاطوا بهم… فحلت تلك الحملة
بواديهم الاخضر (وادي مهور) فأحرقته بالنار وقطعت أشجاره وهو من أخصب أودية الطائف في الحجاز
وأبادت قراه ومن فيها وقتلت نحو أربعة آلاف من الرجال والنساء والاطفال وشردت ما تبقى من القبيلة وقوامها يزيد عن العشرة آلاف نسمة، واستولت على عدد من النساء والصبيان وردمت الآبار ودفنت
الجداول وأهلكت المزارع، وقد وصف أحد الكتاب ما حل بهذه القبيلة من مأساة بقوله: (واكتسى الوادي
بأدغال موحشة 1 بدلا من أنسه، وصار مأوى للقردة والبوم بعد قطانه، وأبيدت زهاء ستين قرية لم يبق
منها إلا الاطلال فتوهمت اني أمر باقليم حلت به كارثة من كوارث الطبيعة عفت آثاره ومحت معالمه
ومضت عليه بعدها ألوف السنين حّتى جاء من يكشفه وينقب عما أبقته الكارثة من رسومه واطلاله)!!
وما فعلوه في قبيلة بني مالك وبلادها فعلوه أيضاً مع قبيلة الأشراف في وادي فاطمة فقد استولوا على
أراضيهم وهدموا آبارهم وأهلكوا أشجار الوادي وقتلوا منهم العديد، ولم يكتفوا بهدم بيوت حكام الحجاز
السابقين بل انهم أمعنوا في هدم معظم بيوت المواطنين وكان دافعهم لهذا، هدفين: الهدف الأول هو
التخريب لإرهاب الشعب الذي يعرفون كرهه لهم، والثاني: هو البحث عن الأموال لتوهمهم أن المواطنين
قد أخفوا أموالهم في جدران البيوت فأخذوا يحفزون أسس البيوت حّتى ينهار البيت!… وقد استقر بعض
الوحوش السعوديين في ثكنة جرول وكانت أجمل ثكنات الحجاز وأكبرها فاقتلعوا جميع أبوابها
ونوافذها وجعلوا منها وقودا ولم يبق منها سوى سقف الثكنة لانه كان من الإسمنت المسلح.
وكذلك فعلوا في قصر الشيبي بالابطح، وكانت العصابة السعودية تدفع جنودها كلما توقفوا على
التخريب… وهكذا فعلوا بسكة حديد الحجاز، الممتدة من الشام حّتى المدينة المنورة ليقطعوا أي اتصال بين
الجزيرة العربية وبلاد الشام!.. ولا زال الخط الحديدي الحجازي خربا رغم كل المحاولات التي بذلت من
الشعب السوري وحكوماته المتتالية… لخشية السعوديين أن يحصل تقارب بين بعض البلاد العربية ويحتك
الشعب العربي ببعضه فيتولد الشرر الثوري من هذا الاحتكاك، وكذلك بالنسبة لخط حديد الظهران، فقد
كان مقررا أن يعبر هذا الخط من الظهران إلى نجد والحجاز، ولكن شركة أرامكو الاستعمارية المكلفة
ببنائه رأت أن يتوقف في الرياض فقط، وقالت إن هذا هو أمر الملك، فالملك لا يريد أن يسهل اتصال
شعب الجزيرة ببعضه وأن لا تتقارب بينه المسافات!..
كانت المدينة المنورة متقدمة كثيرا حّتى في عهد الاحتلال العثماني الذي يعتبرونه عهد تخلف وانحطاط،
فقد كان العثمانيون يضعون في المدينة جهدهم للدعاية بحجة (أن من يكرم المدينة يكرم الرسول!) حّتى
جاء العهد السعودي الذي دمر كل ما فيها من آثار ثورية تدل على تلك الانتصارات العظيمة لرسول الإنسانية والاشتراكية محمد بن عبد الله على اليهود من بني القينقاع وبني النضير والملوك الخونة، فحاول
آل سعود هدم ضريح الرسول، وهدموا عددا من مساجدها ومآثرها وقبور الشهداء والصحابة فيها ودمروا
كل أثر يدل على أي انتصار من انتصارات العرب وأمعنوا في الآمنين قتلا ونهبا لشعبنا في المدينة وقتلوا
ونفوا كل رجل دين مخلص للدين الحقيقي الذي هو خدمة الشعب لا سواها وشوه السعوديون الآثمون
كل جمال في المدينة، فتشرد الكثير من أهلها، وعملوا على الإقلال من أهميتها وأحلوا بأهلها بعد ذلك
كوارث على يدي جزار سعودي اسمه عبد العزيز بن إبراهيم بعثوا به في 10 ربيع ثان 1346 ه ، لكنه
رغم هذا فقد قامت عدة انتفاضات فيها ومن حولها، منها: انتفاضة أبناء الشيعة الذين يسمونهم (النخاولة)
أي الفلاحين الذين لم يصبروا على إهانات العصابة السعودية، وقبلها بمدة عندما قامت ثورة بن رفادة
ومعه قبائل (جهينة وبلى والحويطات وبني عطية) فقد تمكنت أسرة بني القينقاع السعودية من إخماد تلك
الثورة الوطنية ونجحت لسببين، السبب الأول هو اّنه قام بالثورة عدد من القبائل في وقت كانت فيه كل
القبائل الباقية في الجزيرة إما مغلوبة على أمرها واما مخدوعة بما تدعيه عصابة الغدر السعودية من مثل
كاذبة، والسبب الثاني: بريطانيا!…
بريطانيا التي بذلت كل قواها وما بوسعها لا نجاح عميلها الجديد عبد العزيز… وهكذا فشلت ثورة ابن
رفادة… وكيف للثائر ابن رفادة أن ينجح وقد عرفت عنه حكومة ملكية في مصر آنذاك هي نفسها محكومة
للإنكليز؟… لقد خُدع الثائر ابن رفادة ولم يعلم أن كل حركة من حركاته وسكنه من سكناته كانت تصل
إلى عبد العزيز من سادة عبد العزيز الانكليز في مصر… وانتهى الثائر ابن رفادة وفشلت ثورته فقتل،
وقد أشاع السعوديون أن ابن رفادة كان يريد إعادة حكم الأشراف إلى الحجاز… وهذا زعم كاذب، وكانت
المجزرة، إذ قتل السعوديون ما يزيد عن سبعة آلاف شخص بعد إخماد تلك الثورة، رغم أن أكثرهم لم
يشتركوا فيها، وكان نصيب النساء والأطفال وافر من مجازر آل سعود.. وزاد عدد الذين فروما إلى مصر
والأردن عن عشرة آلاف خلاف الذين شردوا في الأقطار العربية الأخرى أو ماتوا غيلة في السجون
الوحشية السعودية في الحجاز، وكان السعوديون يعتدون على النساء عدوانا فاحشا بحجة (إنهن نساء
الكفار) وكان نصيب قبائل جهينة وبلي والحويطات وبني عطية وافر من ضحايا القتل السعودي
والتشريد..
لكن الذي مر على الحجاز من هذه المآسي.
مر على نجد وعسير والإحساء وحائل والجوف، على أيدي فرق القتل السعودية… وما فعله آل سعود في
عهدهم الأخير فعلوه سابقا في عهد الآفاق محمد بن عبد الوهاب وشريكه محمد ابن سعود حينما قاتلوا
شعبنا في الرياض واغتالوا حاكمه دهام بن دواس بحجة "أن أهل الرياض من الكفار" كغيرهم من أهل
(نجد) كلها بجميع مدنها وباديتها وقراها، (و لا زالت آثارهم في نجد تشهد على جرائم آل سعود).
ومن يذهب إلى وادي الدواسر مثلا فعليه أن يتأكد ممن عايشوا المجازر السعودية الأولى فيخبره
هؤلاء عن قصص الآبار المردومة والبيوت المهدومة والنخيل والأشجار المحروقة بعد أن قتل آل سعود
ثلاثة آلاف من أبناء شعبنا في وادي الدواسر بحجة أنهم "كفرة" رغم أن معظمهم قتل في المساجد غدرا
وهم يؤدون صلاة الصبح وهدموا عليهم المساجد وأحرقوا جثث أبناء الدواسر المؤمنين بالنار التي أوقدها
آل سعود بسقوف المساجد المهدومة على المصلين!.
ثم خرجوا على بيوت شعبنا في وادي الدواسر ونهبوها عن آخرها وكانوا يقطعون أصابع أرجل الأطفال
ثم يقطعون أرجلهم ثم يقطعون أصابع أيديهم ثم يقطعون أيديهم ويتركونهم أحياء ليموتوا موتا بطيئا،
وإمعانا منهم في إرهاب البقية، قاموا باستخراج عدد من عيون الأطفال بخناجر "جند الإسلام" المزعومين
وسلموا عيون الأطفال للأطفال أنفسهم بأيديهم، وقد حدث هذا في عهد عبد الله بن فيصل (الأول) وذلك
عام 1286 ه وكذلك حدث مثل ذلك لشعبنا في وادي الدواسر على يدي محمد بن عبد الوهاب وزوج
ابنته عبد العزيز بن محمد بن سعود عام 1179 ه 1766 م حالما تولى منصب والده محمد بن سعود
الذي مات من إسهال أصابه عندما هاجمه أبناء شعبنا من قبائل نجران بقيادة حسن بن هبة الله والعجمان
وبني خالد بقيادة حاكم الإحساء آنذاك عرار الخالدي، ( بعد أن تواعدوا بالزحف في آن واحد من نجران
والإحساء على "درعية" بني القينقاع آل سعود)..
وما من قبيلة أو مدينة أو قرية الا واتهمتها عائلة آل سعود اليهودية وشريكتها الوهابية "بالكفر" وقاتلوها
باسم الكفر بينما أهلها يصلون ويصومون ويشهدون بالله ورسوله!.. حّتى أهل الدرعية الحقيقيين من
الدواسر قتلهم الجد اليهودي الأول لآل سعود واستبدل اسم أراضيهم المعروفة باسم (الجزعة وغصيبة)
باسم آخر هو (الدرعية) مكايدة للعرب وتفاخرا من هؤلاء اليهود بأنهم "اشتروا" درع الرسول العربي
محمد بن عبد الله من كبار بعد هزيمة النبي محمد في معركة أحد…
- اليهود وآل سعود وأصحاب الاخدود :
اعتنق سكان نجران المسيحية في نحو عام 500 م. فكانت نجران أهم موطن للنصرانية في اليمن، ولعلها
الموطن الوحيد الذي رسخت هذه الديانة فيه في هذه البلاد.
وتتلخص قصة شهداء الاخدود في أنه كان يعيش، قبل الإسلام، في نجران جماعة من اليهود.
وكان الملك الظالم (ذو نؤاس) على دينهم. ولما تن صر أهل البلاد غضب غضبا شديدا فأراد أن يعيدهم إلى
دين اليهود الا أنهم لم يمتثلوا لارادته وأصروا على البقاء على معتقدهم المسيحي.
فأمر الملك حينئذ أتباعه اليهود بأن يشقوا في الأرض أخدودا عميقا طويلا يملأ بالوقود وتشعل فيه النار.
ثم طرحوا فيه كل المسيحيين فأكلتهم النيران ولم تبق على أحد منهم.
وكان ذلك في تشرين الأول من عام 523 م.
وكان الملك واليهود يشاهدون في سرور بالغ حرق آلاف المسيحيين الذين دعاهم القرآن (بالمؤمنين) حينما
قال مستنكر هذه الجريمة الملكية (قتل أصحاب الأخدود، بالنار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود، وهم على
ما يفعلون بالمؤمنين شهود، … أي أن ملك اليهود ما انتقم منهم إلا لكون المسيحيين كانوا يعبدون الله
مخلصين وهذا ما يذكرنا بمذابح آل سعود واليهود في فلسطين.
وقد ذكر مؤرخو العرب (نجران في كثير من كتبهم وبعضهم أشار إليها كأنها علم لبلاد كبيرة. واليها
ينسب (قس بن ساعدة الايادي) خطيب العرب المشهور المتوفي في نحو عام 600 م.
وفي عهد النبي عليه السلام أتته وفود نصارى نجران فدخلوا في الإسلام نظرا لكونه المدافع عنهم، وفيه
طبقت مساواة الجميع في الحقوق، وفيهم نزلت الآية الكريمة (والذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به
مؤمنون، وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به).
ويبلغ عدد قرى بلاد نجران أكثر من خمس وثلاثين قرية.
ويتمذهب معظم السكان حاليا بالمذهب الاسماعيلي.
والاسماعيليون طائفة واسعة الانتشار في العالم .
فهم منتشرون في اليمن والعراق وسوريا وايران وأفغانستان والهند وباكستان وبورما والملايو والتركستان
الصينية وفي الاراضي الروسية في قلب آسيا الوسطى وفي كينيا وتنجنيقا وزنجبار وأوغندا وغيرها.
والاسماعيلية فرقتان: الاولى الاسماعيلية النزارية وهم الذين ينتسبون إلى الامام نزار بن المستنصر
بالله الخليفة الفاطمي.
وزعيمها اليوم آغا خان الذي يعتبرونه من سلالة المعز الفاطمي.
والامير كريم، الاغا خان الرابع الحالي، يجئ في ترتيب الائمة الخامس والثمانين.
والثانية الاسماعيلية المستعلية وهم الذين اعترفوا بامامة "المستعلي بن المستنصر بالله" الذي نودي به
إماما سنة 487 ه.
والى هذه الفرقة تنتسب الدولة الصليحية التي تأسست في اليمن في القرن الخامس الهجري.
وقد انتشرت دعوة هذه الفرقة في الهند وعرفت هناك باسم "البهرة".
وهي كلمة هندية قديمة معناها التاجر.
وما لبثت أن انقسمت البهرة، في القرن العاشر الهجري إلى فرقتين: فرقة البهرة الداودية، وفرقة البهرة
السليمانية.
ويرجع هذا الخلاف على من يتولى الرتبة لرياسة للطائفة.
ودعيت كل منهما باسم الرئيس الذي اعترفت به.
ورئيس الداودية اليوم يقيم في بومباي ورئيس السليمانية يقيم في اليمن.
ولا يزيد أتباع طائفة جميع البهرة في العالم عن مائتي ألف نسمة.
وجميع رؤساء الاسماعيلية، على اختلاف فرقهم وطوائفهم، يتمتعون اليوم بسلطة روحية تامة على
أتباعهم.
ويرجع أتباع المذهب الاسماعيلي نسبة إلى اسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر الهاشمي، القريشي،
المتوفي في عام 143 ه ( 760 م) وهو أخو زيد امام الزيود في اليمن.
وبلدتهم الدينية (العان).
وتعتبر قرية (بدر) من مراكزهم الدينية.
ومن قرى نجران (زور) و(الموفجة) و(كتاف) و(حيوة) وغيرها.
وهناك من لا يتمذهب بهذا المذهب، لكن الجميع يمقتون آل سعود وتجار دينهم وحكامهم.
- كيف هربت السعودية اليهود من نجران إلى فلسطين :
وكان في نجران طائفة يهودية (عربية) كبيرة تبلغ 4000 شخص يستحوذون على كافة الصناعات اليدوية
ومعظم التجارة لكن ما يزيد عن 3500 شخص بعائلاتهم هاجروا إلى فلسطين ما بين اعوام 1944
و 1947 بتذاكر سفر سعودية (جوازات برية) بواسطة من جون فيلبي المستشار السعودي السابق وبموافقة
الملك عبد العزيز وصدور أمر من ابنه ونائبه على الحجاز الامير فيصل بن عبد العزيز (الملك فيصل
فيما بعد) وقد تأكد وأكد ذلك جون فيلبي أن جميع الرجال والنساء والاطفال الذين سهلت السعودية
سفرهم إلى فلسطين قد ساهموا مساهمة فعالة في تكوين "إسرائيل" وقتال أهلها واخراجهم!.
وبعد ثورة 1962 اليمنية الجمهورية وافقت السعودية على عودة ( 50 ) رجلا منهم ومن اليهود اليمنيين
الذين غادروا اليمن في السابق إلى فلسطين وهم في سن العشرين وافقت السعودية بعودتهم للمشاركة
في حربها مع اليمن وجاؤوا عن طريق الاردن بحجة أنهم هاربي