-احتلال الجوف :
والجوف قبل كل شئ هو (دومة الجندل) المكان التاريخي الذي عقد فيه المؤتمر الشهير بين أنصار علي بن أبي طالب يرأسهم أبو موسى الاشعري بينما أنصار معاوية يرأسهم الرأسمالي الماكر
عمرو بن العاص.
( وقد سمي هذا المكان التاريخي (دومة الجندل) باسم الجوف فيما بعد لأنه يقع في منخفض ( 500
قدم تقريبا عما حوله من سطح الصحراء.. وتتكون الجوف من: الجوف العاصمة، وسكاكا، والطوير،
وجاوه، وعدد من القرى، والمناطق التابعة لها، ومزارع الفواكه والنخيل كثيرة جدا في هذه المنطقة
التاريخية وممتازة جداً ومنها نخل الحلوة الشهيرة في البلاد.
وموقع الجوف الجغرافي مهم في استراتيجيته فهو يقع في شمال الجزيرة العربية على الطريق المباشر
للاردن، فلسطين، سوريا، والجوف قريبة من العقبة والعراق أيضاً، وقد اشتهر شعبنا في الجوف بعناده
وشجاعته وكفاحه بوجه آل سعود وغيرهم… وما سردنا النبذة التاريخية هذه عن الجوف وما حدث في
الجوف سابقا من خداع "معاوية" لأبي موسى الاشعري ورهطه إلا لنقارن بينه وبين ما حدث في
الجوف حينما قام جون فيلبي وعبد العزيز آل سعود بخداع بعض "الزعماء" في الجوف كغيرهم من زعماء
شعب الجزيرة العربية الذين خدعوا بالدعوة السعودية الكاذبة باسم الإسلام وكانت دعوة من نسيج انكليزي
سعودي اطلقت في بداية القرن العشرين زاعمة أن ابن السعود قد ارسل كمبعوث للعناية الالهية لا
كمبعوث للمكتب الهندي الانكليزي، وقيل يومها اّنه حامل لواء الإسلام لتوحيد البلاد.. وجعل الامر شورى
فيما بين الناس والناس سواسية كأسنان المشط!… وانخدع شعبنا "بأسنان المشط" هذه، فظن البعض أنه
المشط العربي الذي نص عليه الرسول العربي محمد، لا المشط "الانكلوا امريكاني" المتفاوت الاسنان…
فاجتمع شعبنا في الجوف وقرر "زعماؤه" ارسال وفد منهم إلى عبد العزيز بن السعود باسم الشعب في
الجوف حاملين رسالة جاء فيها:
(بسم الله الرحمن الرحيم… من أهالي عموم الجوف وقبائله إلى عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فان بلادنا قد اصبحت لاتطيق الظلم على رحابتها. ولهذا فالاخوة الذين يحملون هذه الرسالة
مندوبين عن أهالي الجوف يبلغونكم ترحيبا بكم لتكون الجوف تحت حكم الله وحكم الدعوة الإسلامية التي
تدعون إليها لسن شريعة العدل بين كافة الناس وتوحيد البلاد وأخذ حق الظالم من المظلوم.
وتطبيق حكم الشورى، وكما تقول بانك ستبقى خادماً لهذه الشريعة وأمة محمد وان حكام البلاد سيكونون
منها حسب اختيار الامة لهم فنحن نختار هؤلاء المندوبين عنا للمفاوضة معكم والايام بيننا والسلام على
من اتبع الهدى)!… هدى!..
كان هذا موجز لنص الرسالة التي بعث بها المجتمعون في الجوب إلى ابن السعود.. وقد حملها كل من:
حمد بن مويشير (من زعماء المعاقلة بمقاطعة الجوف) ومنصور الباسط (من زعماء القرشة بمقاطعة
الجوف) وعيد الضميري (من زعماء المطر بمقاطعة الجوف) وعلي الطريف (من زعماء القرشة بمقاطعة الجوف) واتصل هذا الوفد بابن السعود وبدأ التفاوض معه فوجدوه كما عبر أحدهم عنه بقوله عن الخداع
السعودي متمثلا في بيت الشعر العربي:
(ان الحيايا وان لانت ملامسها عند التقلب في انيابها العطب)
وبالطبع وافق عبد العزيز الذي كان جون فيلبي يقبع عن يمينه على كل شروطهم وعقدوا معه
معاهدة كانت كل موادها توحي في البداية أنها لصالح الشعب في الجوف، ولكن: خلفها مصيدة غادر
(يتمسكن حّتى يتمكن) ومع كل ما أبداه عبد العزيز بن السعود من لين الجانب… إلا أن الوفد الشعبي قد
عاد من لدنه ولديه بعض الشكوك من تصرفات ابن السعود ومن ملاحظاتهم (اّنه يخضع للانكليز الذين
يقعدون إلى جانبه)!… ورغم جسامة هذه الملاحظة إلا أنهم تغاضوا عن ملاحظاتهم تلك وصرفوا النظر
عن شكوكهم معللين ذلك بأنه (عارض يزول، وما دام ابن السعود قد وّقع المعاهدة فتوقيع الرجال شرف
يوضع على الرأس ولا يداس!.
وما دام أنه قد قبل كل هذه الشروط ونحن الذين فاتحناه بها وعنينا إليه فلنتفق فيما بيننا على أنه مخلص
في عهده)!… واتفقوا… وهكذا أرسل معهم مندوبا سعوديا من عنده يدعى (عساف الحسين) وبهذه المعاهدة
"الحيلة" قدر للظلم السعودي أن يسود الجوف.. وكما قلنا: تمسكن الغادر ابن السعود لشعب الجوف حّتى
تمكن من الجوف، وتنكر بعدها لعهوده ومعاهداته وايمانه ومواثيقه الغلاظ… وراح يردد "انشودته"
المفضلة التي ما زال يرددها من بعده أولاده (أخذناكم بحد السيف)!… وما زالوا يصبغون سيوفهم في
رقاب وأيدي وأرجل الشعب ويسومونهم سوء العذاب، ومنذ ذلك الحين، وحتى بعد تدفق مليارات البترول،
وما زال آل سعود يرسلون أذنابهم من (الخراصين) لجمع ضرائبهم الفاحشة من البادية والفلاحين
والمواطنين لانفاقها على شهواتهم السعودية… ومن هذه الضرائب التي فرضوها على شعبنا ليس في
الجوف فقط وانما في كافة أنحاء الجزيرة العربية: ضريبة الزكاة!… ضريبة الجهاد في سبيل الله!…
ضريبة حماية الاعراض!… ضريبة المكوس والجمارك… ثم.. ضريبة فلسطين والدفاع عنها!.. بعد أن
باعها آل سعود… وأخيرا.. ضريبة مرضى السل!.. والذين يقومون بجباية هذه الضرائب مجموعة من
الجهلة الاميين واللصوص الذين يستولون على ربع ما يجبونه من الشعب، أما الربع الثاني فلحكام
المناطق، وأما النصف الآخر فللعائلة السعودية، تأخذه من الفقراء لتنفقه في "جهاد الحريم الاكبر" وتشتري
به ملهياتها ومسكراتها وملذاتها وشهواتها الحيوانية السعودية.. وكثيرا ما يصادر (الخراصون) أراضي
الفلاحين ونخيلهم ومزارعهم وابل واغنام أبناء البادية بحجة (أنهم أخفوا شيئا مما أوجب الله عليه دفع
الزكاة لآل سعود)!.. مما جعل أكثرية من الشعب تعيش على هامش الحياة في الفقر المدقع والمرض
المفزع والجهل المفجع والارهاب المروع، ولكن مع كل هذا لم يفقد شعبنا احساسه في كرامته وانسانيته
وعروبته وشجاعته، فانتفض شعبنا في الجوف بوجه الظلمة الاثمين السعوديين سلالة بني القينقاع واجتمع
1940 وقرر الشعب ما يلي: /5/ في يوم 23
1 أن ابن السعود خائنا.
2 ان ابن السعود نكث مواثيقه.
3 ان ابن السعود بغى وعلى الباغي اللعنة.
4 أن ابن السعود طغى وجهنم للطاغين.
ولكنه يجب أولا ارسال مندوبين عن الشعب لمعرفة رأي ابن السعود في هذه الجرائم التي تمارس باسمه
في حقنا وعرضها عليه لنرى هل له إطلاع عليها أم أنها تدار من خلف ظهره وتسمى بإسمه، فان كان لا
يعلم بها فعلينا أن نعلمه. وان كان فما هذا إلا انذار منا لنقضه الاتفاق والوعود ومن انذار فقد اعذر!…
وعلى هذا الأساس رأى شعبنا في الجوف أن يرسل مندوبين عنه إلى عبد العزيز آل سعود بالرياض
واستقر الرأي بأن يكلف بهذه المهمة كل من : الشيخ حجاج بن دايس (زعيم خذما) والشيخ معزي بن دهام
(زعيم العقلية بالقريات) ووصلا الرياض واجتمعا بالطاغية عبد العزيز " وكعادته الثعلبية" رحب بهما وهو
يكتم غيظ نيته السعودية اليهودية في صدره وتظاهر بأكرامهما بينما كان يخفي لهما اللؤم… ونادى على
واحد من عبيده فوسوس له… ثم… ثم طلب القهوة العربية كعادته… وأردف قائلا: (زد لنا الزعفران)!.
ولم يكن الزعفران إلى اشارة بين العبد وسيده عبد العزيز… وجاءت القهوة التي لم تكن عربية!.
(وانما يهودية).. لقد وضع فيها (سما) نعم وضع السم في القهوة… وهذه ليست عادة غريبة عليه… فقد
قتل بهذه الطريقة المئات من رؤساء العشائر والمجاهدين... فتخلص منهم باحقر اسلوب عرفه الصهاينة…
فاشار إلى "العبد" بأن يسكب للشيخين فقط قائلا (والله وتالله ان لكم محبة خاصة في قلبي لانكم دائما
تظهرون الحق… ووالله وتالله انني أكره من يسكت على الظلم… ووالله وتالله ما سكت على الظلم إلا
شيطان أخرس!) وهكذا يقسم الغادر الاثيم!.. فارتشف الشيخ حجاج بن دايس القهوة.. أما الشيخ معزي بن
دهام فقد تنبه للخطة واستغل فرصة التهاء الطاغية "بالايمان الغلاظ" وانصراف "العبد" ساكب القهوة لسكب
عدد من قهوته السعودية إلى زميله الذي لم يكن يظن أن النذالة ستبلغ بابن السعود هذا الحد البشع… فألقى
الشيخ معزي بن دهام بالقهوة إلى جانب مقعده في غفلة من الاذناب وأشار بيده للعبد "أنه قد اكتفى" أما
الطاغية فقد اطمأن لهذا العمل.. وودعهما وهو يكرر عهوده وأيمانه بأنه على عهده ولم يخنه ولكنه لا
يستطيع الالمام بكل الأمور هذه وانه "الخادم للرعية" وأنه سوف يحذر أمير الجوف الحاكم آنذاك ولن
يتكرر ما حصل!.. ثم ودعهما.. وفي الطريق لقي الشيخ حجاج بن دايس حتفه "بالسم" السعودي بينما نجا
الآخر الشيخ معزي بن دهام..
ومع أن الشعب في الجوف قد اكتشف هذه الخطة الملعونة إلا أنه صبر على أحر من الجمر ليرى ماذا
يفعل ابن السعود بمواعيده وايمانه... ولكنه لم يفعل شيئاً إلا زيادة المظالم… ومرت الايام والطغيان
السعودي يزداد مع الايام غدراً وطغياناً… ومرة أخرى حرر شعبنا في الجوف ايقاد مندوبين عنه لابن
سعود" ممن عرفوا بالصلابة وقوة البأس ومنهم: رجاء ابن مويشير، ومسعر البلهيد، وكبريت الدرعان،
وصنيتان الدرعان، ومخلف المانع، ومتروك الخلف، ومرعيد الدنوني، ونويديس بن خفلية السهيان،
ومناور بن هايس، وسهيان الشكر، وثلج البطي، وغيرهم من المؤمنين… وقابل ذلك الوفد عبد العزيز بن
سعود وعرضوا عليه مشاعر الشعب نحوه ونقمته عليه وعلى حكمه وحكامه، لكنهم رفضوا هذه المرة
شرب "القهوة" أو أكل أي شئ معه أو لديه، وأفهموه أنهم أقسموا على عدم أكل أو شرب أي شئ لاعتباره
ناكث عهد، ولم يحقق أي مطلب شعبي.. ومرة أخرى أخذ يكرر الطاغية أيمانه ويؤكد (أنه سيرسل تلك
الساعة من ينوب عنه ليحقق كل ما يطلبون ولن يتم إلا كل ما يرضيكم وما لا يرضيكم سيزول!.) وعاد
الوفد إلى الجوف بين مصدق وم ّ كذب وما أن وصلوا حّتى وجدوا أن ابن السعود قد أرسل للجوف لوائين
من "جيش الاخوان" المتوحش وكان قد أعاد تشكيله من جديدة لثاني مرة عام 1948 ،1947 بعد أن ألغاه
في السابق عندما كونته المخابرات الانكليزية بقيادة شكسبير وجون فيلبي في مطلع القرن العشرين لكن هذا
الجيش ثار ضد آل سعود بقيادة فيصل الدويش فالغاه كما قلنا وأعاد تشكيله عام 1947 ، ومنذ ذلك العام
"والجيش الحافي" يزداد 1، وبدأ
ذلك الجيش الحافي يشن هجمات النهب والسلب والسرقة.. وقام عبد العزيز بعزل شيوخ القبائل والزعماء
المؤمنين واستبدلهم بغيرهم وأخذ يستعمل سلاح غدر جديد… سلاح (الفتنة) التي أخذ يثيرها أذنابه بين
القبائل والشعب في كل المناطق… سائرا بالمثل اللئيم الذي علمه له أسياده الانكليز (فرق تسد) فساد هذا
الفساد.. لكن إلى حين… فمات عبد العزيز وخلفه ابنه سعود، ولم ينخدع شعبنا في الجوف بابن الطاغية
لأيمانه عن خبرة أنه لا يمكن للفأرة أن تلد إلا فارة أو فاراً، أي لا يمكن أن يخلف عبد العزيز إلا ذريته
الطغاة الذين لحقوا به.. وكان الخصام بين المواطنين قد بلغ أشده من جراء فتنة التفرقة التي أوجدها
الطاغية عبد العزيز.. ولكن المواطنين قد أحلوا الوئام مكان التفرقة وأجمعوا أمرهم (على أن لا يبايعوا
سعوداً عند قدومه إلى الجوف لأخذ البيعة) ووصل سعود الذي أعلن نفسه ملكا بوفاة والده عام 1373
1953 م وجاء ليأخذ البيعة من المواطنين.. لكنه لم يجد من يقابله إلا حاكم السعودي على الجوف
والاذناب، أما الشعب فقد داهمه في الصباح الباكر بمظاهرة عدائية كبرى قبل أن يقوم من مخدعه المتنقل معه (وهو عبارة عن صالون كبير تجره سيارة كبيرة، مكيف بالهواء مليء بالخمور والحريم) وما كان من
سعود بعد تلك المظاهرة إلا أن أمر أتباعه بحزم أمتعتهم والحفاظ على حريمه وخموره!… ولاذ بالهرب
من الجوف إلى غير رجعة… وترك على الجوف حاكما من خونة السعوديين ومنذ ذلك التاريخ وشعبنا في
الجوف يعاني صنوف القهر والنهب والاستبداد…
- بعض أسماء الشهداء في الحجاز :
وحتى يتضح أنه ليس لآل سعود وأتباعهم من هدف ديني صحيح أو اجتماعي أو اصلاحي، ولكي تتجلى
صهيونية آل سعود نورد بعض أسماء الذين قتلوهم من رجال الدين المؤمنين وغيرهم من الشهداء:
الشيخ عبد الله مرداد قاضي مكة المكرمة وعالمها الكبير وسنه ( 70 سنة)
الشيخ عبد الله الزواوي مفتي الشافعية بمكة
الشيخ يوسف زواوي شقيق المفتي
الشيخ عمر أحمد كمال من قضاة الحجاز وعلمائها الاعلام
الشيخ عبد القادر الشيبي وشقيقه سادن الحرم المكي
الشيخ علي صقر من علماء الحجاز الكبار
الشيخ عبد الله فريد من وجهاء مكة
الشيخ عبد الله عطار وشقيقه أحمد عطار
الشيخ عبد القادر بن إبراهيم رمل عمدة محلة الشامية بمكة
السيد شيخ… الخ.. ومثل السعوديون بستة شبان من اسرة قطب بمكة… كما مثلوا بطفلين وامرأة وثلاثة
رجال من أسرة آل الطيب وشخصين من أسرة الشالي، والشيخ حسن مكاوي وقاضي الطائف الشيخ سليمان مراد، والشيخ عبد اللطيف السكوتي وسراج زمزمي، والشيخ عبد الرحمن قاضي جدة وعثمان
قاضي مدير البريد والبرق، وأبو حمامة وعبد الله محمد فريد…
هذه عينة فقط من أسماء الشهداء…
وفيما يلي عينة أخرى من أسماء الذين زج بهم صهاينة آل سعود في السجن واستشهدوا في سجنهم جميعا
ومنهم:
الشيخ حسين الدباغ ومسعود الدباغ والشريف حسن بن زيد والشيخ عبد الله بن النفيس.
وفيما يلي عينة أخرى من أسماء الآلاف الذين شردهم صهاينة آل سعود ومنهم العالم الكبير
الشيخ حبيب الله الشنقيطي مات بمصر، والعالم زيدان الشنقيطي مات في اليمن
والعالم الشيخ خضر الشنقيطي وقاضي قضاة الحجاز مات بالاردن شيخ العلويين السيد أحمد سقاف
مات في جاوه الطيار عبد الله المنديل مات بمصر الزعيم أحمد الداغستاني،
الشيخ محمد الشرقاوي.
الشيخ حسين صبيان من كبار ادباء الحجاز مات بمصر
الطيار حسن شيبه 1
والشيخ مرزوق قراره مات بمصر
الشيخ عبد العزيز يماني…
وغيرهم الكثير ممن شردوا إلى انحاء آسيا وافريقيا والذين لا تعرف أماكن لاقامتهم…
ولكي نؤكد أن آل سعود إلا صهاينة تلبسوا بلباس العروبة والدين.
نوضح هنا بعض اعمالهم الاجرامية ضد العروبة والدين وشعائر الدين، حينما دمروا أول إمكان نشأت
فيها الدعوة الإنسانية ولم يتركوها حّتى ولو من باب وأنها آثارا عربية، ومنطلق كفاح خالد وملاجئ لمحمد
حينما كان يطارده الاعداء ويكافح كفاح المؤمنين الصديقين الابطال لا نجاح رسالته مقسما ذلك القسم
التاريخي العظيم عندما اشتدت عليه وطأة الظلم: (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي لن
أرجع عن هذه الدعوة حّتى تنجح أو اموت في سبيلها)
ولكن كيف يرجى من صهاينة آل سعود الذين أمروا جندهم المخدوع بهدم كل أثر من آثار تاريخ أجدادنا
العظام ورسالتنا الخالدة… تصورا ماذا فعل هؤلاء السعوديون اليهود…
- هدم الاماكن الخالدة والاسلامية والتاريخية :
هدم آل سعود البيت الذي ولد فيه النبي العربي محمد بن عبد الله بشعب الهواشم بمكة.
2 هدم آل سعود بيت السيدة خديجة بنت خويلد، زوجة النبي أول امرأة آمنت برسالته الإنسانية.
3 هدم آل سعود بيت ابي بكر الصديق ويقع بمحلة المسفلة بمكة.
4 هدم آل سعود البيت الذي ولدت فيه فاطمة بنت محمد، وهو في زقاق الحجر بمكة.
5 هدم آل سعود بيت حمزة بن عبد المطلب عم النبي وأول شهيد في الإسلام قال عنه النبي محبذا
باستشهاده استشهاد كل من يحارب الطغيان: (أول شهيد في الإسلام حمزة وثاني شهيد من حارب حاكم
ظالم وأمره ونهاه فقتله) ويقع بيته في المسفلة بمكة.
6 هدم آل سعود بيت الارقم أول بيت تكونت فيه الخلايا الثورية المحمدية وكان يجتمع فيه الرسول سرا
مع أصحابه حيث قامت الدعوة من هذا البيت، وفي هذا البيت تمت أول مقابلة تاريخية بعد عداء شرس
بين محمد وعمر حينما أعلن عمر بن الخطاب في هذا البيت ايمانه برسالة محمد وانتصرت بذلك الثورة
المحمدية انتصارها الاول، وصعقت الرأسمالية القرشية حينما خرج "بلال" ليؤذن بالثورة بأمر من عمر
الذي قال له: "أذن يا بلال ان الدين جهرا"…
كما تمت في هذا البيت أول مقابلة لمحمد مع الاشتراكي العظيم خامس واحد في الإسلام ابي ذر
الغفاري الذي شهد له النبي العربي محمد بقوله: "ما حملت الغبراء ولا أ ّ ظلت السماء ذو لهجة صادقة
مثل ابي ذر الغفاري" ويقع هذا البيت بجوار الصفا بمكة… أما الآن فقد شيد في مكانه قصر أعطى لتاجر
الفتاوى السعودية الباطلة عبد الملك بن إبراهيم ليتاجر به وذريته ويفسدون…
. 7 هدم آل سعود قبور الشهداء الواقعة في المعلى بأعلى صوته مكة وبعثروا رفاتهم 1
8 هدم آل سعود قبور الشهداء في بدر وكذلك هدموا مكان العريش "التاريخي" الذي نصب للنبي العربي
القائد الاعظم وهو يشرف ويقود معركة الفقراء المسحوقين ضد اغنياء اليهود وقريش!…
9 هدم آل سعود البيت الذي ولد فيه علي بن أبي طالب والحسن والحسين…
10 سرق آل سعود الذهب الموجود في القبة الخضراء ووضعوه سيوفا وخناجر وأحزمة تربط في
اسفلها أغطية ذهبية لفروج حريمهم، وقباقيب ذهبية وأحذية وخواتم وخلاخيل وأساور…
11 دمر آل سعود بقيع الغرقد في المدينة المنورة حيث يرقد المهاجرون والانصار من صحابة محمد
وبعثروا رفاتهم… ولقد هم بنو القينقاع آل سعود بتدمير القبة التي تظلل وتضم جثمان صاحب الرسالة محمد بن عبد الله ونبشوا ضريحه، لكنهم توقفوا حينما وقف الشعب وبعض العلماء الصالحين من شعبنا
ومن كافة البلاد الإسلامية.
وحدثت ضجة كبرى ضدهم… فارتدوا على أعقابهم خاسئين…
كل ذلك بقصد أن لا يبقى أثر واحد من آثار اولئك المؤمنين الابطال أجدادنا الذين سحقوا أجدادهم بني
القينقاع وبني النضير وقريضة وأمثالهم من اليهود ومن معهم ممن حاربوا رسالة محمد بالمال وشراء
أشباه الرجال…
ولقد أراد آل سعود بذلك أن لا يبقى ا ي ذكر لتاريخنا، وأن لا يبقى للعرب من تاريخهم إلا الاسم السعودي
المزيف المهين…
ولكن ما فعلوه من خراب قد عكس وكشف ما قصدوه من ازالة للتاريخ العربي وابطاله واثبت انهم من
اليهود الحاقدين على شعبنا مهما وضعوا لانفسهم من "اشجار عائلية" تزعم انهم من أصل النبي محمد!…
بل ان تزويرهم لمثل هذه "الاشجار" العائلية يتمثل به قول الشاعر:
(كاد المريب أن يقول خذوني)…
أي ان هذا التزييف نفسه يكشف انهم من أصل يهودي، وإلا ما معنى وضع هذه الشجرة العائلية
السعودية؟… ان الشعور بالجريمة، ومعرفتهم لاصلهم الحاقد هو الذي جعلهم يدفعون 35 الف جنيه
مصري للمؤرخ مزيف الاشجار محمد التميمي ليزور هذه الشجرة…
انّه ما من أحد من الناس الشرفاء وغير الشرفاء يهمه أن يعرف عن أصله أكثر من أربعة إلى اربعة عشر
من أجداده!.
مهما كان أصله وفصله… بل ان النبي العربي لم يحسب له من الاجداد مثل هذا العدد الهائل الذي لفقه آل
سعود، ولم يفاخر بحسبه ونسبه وانما كان يزجر كل من يفاخر بهذه الاحساب والانساب فيقول: (ان من
يفاخرون بانسباهم ليسوا منا بل هم أحقر عندنا من رائحة الجعلان) ولم يتمكن الح سابون ان يحسبوا لمحمد
بن عبد الله اكثر من( 21 ) جدا…
فكيف استطاع المزور محمد أمين التميمي 1 أن يحسب أكثر من ( 470 جدا) لهذه العائلة السعودية و( 470
جدا) للعائلة الوهابية ويجعل العائلة الوهابية والعائلة السعودية متقاربة الاصول مع بعضها ومرتبطتين
بنسب النبي محمد!…
فينسب العائلة السعودية اليهودية إلى (نزار) الجد الثامن عشر للنبي محمد بن عبد الله، وينسب لعائلة محمد
بن عبد الله، وينسب العائلة الوهابية الواردة من تركيا إلى (الياس) الجد السابع عشر إلا ب جدين اثنين
فقط!..
لكيلا يبتعد بهاتين الاسرتين بعيدا عن اصول النبي محمد!… ولم يكن هذا المزور وحده، فقد زور قبله
وبعده آخرون، لكنه هو واضع الشجرة التي وصل بها اسم "مرد خاي" الذي اطلق عليه اسم (مرخان بن
إبراهيم ابن موسى اليهودي) فوصله بأسماء كثيرة لا علاقة لآل سعود بها، منها: ربيعة، ومانع، والمسيب،
والمقلد، وبدران، ومالك، وسالم، وغسان، وربيعة، والحارث، وسعد، وهمام، ومرة، وذهل، وثعلبة،
وعكاية، وصعب وبكر، ووائل…
(ووائل هذا هو الذي يدعي المزورون أنه يجمع آل سعود بقبيلة عنزة)…
ثم بعد ذلك: قاسط، وهنب، ودعمي، وجديلة، واسد وربيعة، ثم (نزار) الجد الثامن عشر للنبي محمد !
وحفيد عدنان.. وهكذا سلكت العائلة الوهابية نفس المسلك في الشجرة السعودية المزورة إذ قال الم زور
نفسه (انها تلتقي مع آل سعود في نسب النبي محمد من خلال جد النبي السادس عشر المزعوم: (الياس بن
مضر بن نزار) بل ان العائلة الوهابية قد سبقت آل سعود بجدين اثنين نحو النبي محمد! حسبما جاء
بالتاريخ المزيف…
ولنترك الاثباتات والدلائل قليلا لنسأل القارئ الكريم عن اسم: "مردخاي" أو "مرخان" لا فرق، … أليس هو
اسم يهودي؟ هل سمع بتاريخ الاسماء العربية كلها باسم كهذا؟…
ثم يليه اسم: جدة إبراهيم وموشى… واسم (مرخان مرد خاي) قد فات على من زورا شجرة آل سعود
حذف اسم مرد خاي من الشجرة؟..
ثم دع الاسماء جانبا وانظر إلى وجوههم وانوفهم… اليست هي وجوه اليهود وانوفهم؟… وان كنت لست
من ذوي الخبرة في وجوه وانوف اليهود فتتبع أفعالهم… تتبع أعمال آل سعود الاجرامية وتسببهم بقتل/
16000 / مصري في اليمن وقتل أكثر من/ 150000 / من أبناء اليمن منذ قيام الثورة اليمانية….
واستعانتهم بجنود الصهاينة اليهود في المخابرات الامريكية إلى بلادنا وتعاونهم مع إسرائيل بالتعاون مع
أمريكا لقتل شعب اليمن ومرور جنود اليهود الذين ارسلتهم لتدريب المتسللين في الجزيرة العربية إلى
اليمن عام 1962 ، وقد القي القبض على اثنين منهم بعد قيام الثورة اليمانية واعترفا بذلك… اعترافاً كاملاً،
وقال: (انهما يعملان في الجيش الاسرائيلي وأنهما أرسلا ضمن مجموعة من اليهود اليمانيين الذين هاجروا
إلى "إسرائيل" في عهد الامام أحمد وتدربوا في الجيش الاسرائيلي..
وأرسلوا بمهمة كخبراء لدخول اليمن تحت اشراف المخابرات الامريكية في "السعودية".
والمعروف أن العرش السعودي جمع نحو ستة الاف مرتزق من بعض القبائل السورية والاردنية
والسعودية بإشراف المخابرات الامريكية يقودهم ضباط من اليهود المذكورين الذين كانوا من أصل يماني
لمعرفتهم بالارض اليمانية بالاشتراك مع ضباط من جيش العرش السعودي والملكي الاردني…. لكمنهم ما
أن وصولا إلى حرض بغية احتلال اليمن حّتى طوقتهم القوات العربية المصرية واليمنية وأمطرتهم
الطائرات العربية المصرية برصاص الرحمة فابيدوا إلا قليلا منهم…
هذه أمثلة قليلة تثبت "أصالة" آل سعود… ثم انظروا أيها الناس إلى ما ترتكبه العائلة السعودية نفسها بنفسها
جنسيا بقربى ولا إلى أية رابطة عائلية كريمة… ان بعضهم يلوط بعضا … ان الاخ يزني باخته والابن
يزني بزوجة والده أو امه أو بنت خالته أو خاله .. ويقدم مالا يعرفه تاريخ العرب، وهو ما يعرفه شعبنا
عن آل سعود وعاداتهم اليهودية ودعارتهم وتصرفاتهم اللا أخلاقية والتي لا يمكن لعربي يفاخر بأنسابه أن
يرتكبها… انهم لا يعملون ذلك إلا ليدمروا سمعة العرب خارج البلاد العربية وداخلها، انهم يفعلون ذلك
لاذلال العرب… بحجة انهم قادة العرب… فيبيعوا الإسلام لأمريكا والصهاينة: بحجة أنهم وكلاء لله وحماة
الحرمين… ليسخر العالم بالعروبة ما دامت هكذا، وتنفر البشرية من اسلام كهذا… وهذا ما يريده يهود آل
سعود
- مكتبات من أثمن المكتبات في العالم
أحرقتها الهمجية السعودية بمكة والمدينة :
وحالما دخل جند الاحتلال السعودي مكة شاهرين السيوف والبنادق، اتجهوا لتدمير كل ما هو ورق… وكل
ما هو كتب، وكل ما هو وثائق وصور، وكل ما هو تاريخي… من ذلك على سبيل المثل ما ارتكبوه
"بالمكتبة العربية" التاريخية العلمية التي احرقوها، وهي التي تعد من أثمن المكتبات في العالم قيمة
تاريخية، إذ لا تقدر بالمال أبدا، ولا بمليارات العملات أيضاً.. لقد كان بهذه المكتبة ( 60.000 ) من الكتب
النادرة الوجود الجامعة لمختلف المناهل العلمية والتاريخية… وفيها ( 40.000 ) مخطوطة نادرة
الوجود من مخطوطات "جاهلية" خطت كمعاهدات بين طغاة قريش واليهود.
تكشف الغدر اليهودي وعدم ارتباط اليهود بالدين والوطن من قديم الزمان وتكشف مؤمرات اليهود على
محمد وفيها وثائق خطت قبل الثورة المحمدية بمئات السنين وفيها ما أعطى فكرة ممتازة عن تلك
الحضارات العربية القديمة… وفي هذه المكتبة وغيرها من مكتبات المدينة بعض المخطوطات المحمدية
التي كتبت بخط النبي محمد في أيام كفاحه السري، وهناك ما هو بخط علي بن أبي طالب وأبي بكر وعمر
وخالد بن الوليد وطارق بن زياد وعدد من الصحابة، ومن هذه المخطوطات ما يسجل العديد من الخطط الحربية التي أرسلها خالد بن الوليد لعمر بن الخطاب والتي أرسلها عمر لخالد والتي يظهر بعضها
بعض الخلاف الاجتهادي في وجهات النظر…
ومن تلك المخطوطات ما هو مخطوط على جلود الغزلان، وعلى فرش من الحجارة وألوح من عظام فخوذ
الابل وغيرها من الوسائل القابلة للكتابة كالالواح الخشبية والفخارية والطين المصهور بالافران… والمكتبة
العربية التاريخية في مكة بالاضافة إلى كونها مكتبة نادرة فهي متحف أيضاً يحتوي على مجموعة
من آثار ما قبل الإسلام وبعده، وأنواع من أسلحة النبي محمد وفيها آخر الاصنام المعبودة التي حطمتها
الثورة المحمدية، مثل: اللات، والعزى، ومناة، وهبل…
وغيرها… ويحدثنا أحد المشايخ المؤرخين المعاصرين "ونمتنع عن ذكر اسمه خشية عليه من جهنم آل
سعود" فيقول (كنت أزور هذه المكتبة مع والدي قبل الاحتلال السعودي وكان يرودها العديد من الدارسين،
فتقدم بعضهم بشكوى إلى الحسين بن علي يطلبون منه "احراق بعض المخطوطات النادرة لأن فيها
كفريات".
فقال لهم الحسين: "انني معكم قد لا اؤيد هذه "الكفريات" وبعض هذه المخطوطات إّنما ليس من حقي أو
حقكم أو حق أي كائن من البشر احراق التاريخ"!… وقال: ان في هذه المكتبة وثائق تكشف أصل آل سعود
بأنهم من اليهود الذين أسلموا، وان فيها مخطوطات بأقلام مجموعة من الصحابة ومنهم عبد الله بن مسعود
سجلوا فيها عداً من الايات القرآنية الكريمة التي دار الصراع عليها، وقال التجار انها "منسوخة" وقال
الفقراء في اللجنة أنها غير "منسوخة" من القرآن الكريم، وفي تلك المخطوطات اتهام واضح لعثمان بن
عفان في محاولاته حذف آيات من القرآن الكريم ويرى عدم تسجيلها في المصحف الذي شكلت لجنة
لتحقيقه الذي أمر بجمعه في عهده من افواه وصدور الرواة من حفظة القرآن ومن السجلات الجلدية
وغيرها وقال المؤرخ: ان من هذه الايات التي رأى عثمان عدم اثباتها في القرآن واعتبارها آيات منسوخه
تلك الايات التي تقطع في اعطاء الفقراء حقوقهم ودعوتهم للقتال من أجلها، وكذلك مساواة النساء بالرجال
ومساواة الناس اجمعين ودعوة المغلوبين على أمرهم لأخذ حقوقهم والشر والسراء والضراء، وان ملكية
الاشياء والارض مشاعة وان الملوك بغاة….
إلى غير ذلك… وقال: ان بعض من هذه المخطوطات كانت بخط الصحابي الجليل عبد الله بن سعود، وهو
من أوائل الذين رافقوا النبي محمد ومن المسؤولين عن "لجنة" أو جماعة الاشراف التي تشكلت في عهد
عثمان لجمع القرآن في كتاب موحد، وكان ابن مسعود ممن يعربون عن رأي محمد وعلي والكادحين
لكونه من رعاة الاغنام فشهر ابن مسعود سيفه بوجه "يمين" اللجنة وبحضور عثمان وقال ما معناه: والله لا
أعيدن سيفي إلى غمده حّتى تعيدون للقرآن أية الكنز التي تأمر بحرق أصحاب الاموال بالنار….
(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبش رهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار
جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم.
هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون)…
- شهادة من رئيس المخابرات السعودية تدين العمالة السعودية للاستعمار والصهيونية :
انها شهادة من سعيد الكردي الرئيس الاسبق للمخابرات السعودية في عهد سعود أدلى بها في لحظة ألم
داخلي لهول ما عرفه عن جرائم آل سعود في الحجاز وغير الحجاز حينما استشاره الوزير الاسبق للدفاع
السعودي الامير مشعل بن عبد العزيز في مجلسه في جده اثناء الحديث عن الحجاز وقال مشعل:
(ليس لأحد من هذا الشعب علينا منة ولا معروف.
لقد أخذناكم يا لحجازيين بالسيف مثلما أخذنا نجد وغيرها)…
حينما استشاط سعيد كردي بسخرية وهو يبتسم: (لا يا طويل العمر!… لقد كنت انا من قادة جنود الشريف
حسين بن علي الذين حاربوكم في الطائف، وكنت من قادة جيش الشريف علي بن الحسين الذين حاربوكم
في الرغامة في جدة.
وانا الآن رئيس استخباراتكم ولدي من المعلومات سابقا وحاليا الشئ الكثير… والله لو اعتمدتم على جمالكم
وسيوفكم العتيقة لما دخلتم الحجاز وحكمتموه لحظة واحدة، ولكنها مدافع الأنكليز وبواخرهم واسلحتهم
الهائلة وارادتهم المصرة على تسليمكم عرش الحجاز بعد ان رفض الحسين مطلب الانكليز بتقسيم الوطن
العربي إلى دويلات ورفض اعطاء فلسطين لليهود ووافق والدكم على ما رفضه الحسين، هذا هو السبب
الأول، والسبب الثاني هو أن الانكليز استطاعوا اغراء "الشريف" خالد بن لؤي ضد ابناء عمه الحسين
وأولاده فقادكم ابن لؤي إلى بلاده، وأما أنا، فانظر يا سمو الامير إلى اسناني: انها كاسنان بقية
الجنود التي تساقطت من حصار الجوع والعطش الذي فرضته البوارج الحربية الانكليزية على الحجاز
لصالح والدكم، فمنعت قوات الانكليز عنا وعن المواطنين الطعام الوارد من البحر ومنعوا الماء في الوقت
الذي نرى جنود والدكم في مخيم الرغامة وغيره ي ّ كدسون فضلات الطعام ويسكبون المياه في الصحراء
ونحن بحاجة إلى ما يسد الرمق، أما الاسلحة التي تفرغها البوارج الانكليزية للجند السعودي فاننا نراها
مكدسة كالتلال، ونحن لا سلاح يذكر لدينا… ولا ذخيرة من الانكليز… هذه هي السيوف الحقيقية التي
أخذتم بها الحجاز وغيره يا طويل العمر ولا تحرجني أن أقول أكثر من هذا!!.
لا تحرجني أن أقول أنكم لم تجرأوا على مزايدة الحسين بالدين، في الوقت الذي أطلقتم على ابن الرشيد أنه
كافر بالدين واتهمتم أهل نجد وعسير واليمن والاحساء والجوف بالكفر؟)…
فعض الامير مشعل على شفته… وحيث لم يجد الجواب، قال: (ظنيناك كردي و"آثاريك"
عربي وظنيناك صديق لنا وآثاريك عدو قديم يا رئيس استخباراتنا)!..
فقال الكردي: (الإسلام جمع الناس على حق)!…
وكان فيصل وآل فهد قد نسقوا خططهم للتخلص من الخصوم… الذين يقفون إلى جانب الملك سعود
وغيره، ولان سعيد الكردي كان رئيس المخابرات في عهد سعود وكانوا يعملون للتخلص من سعود نفسه
فقد تخلصوا من اعوان سعود ومنهم سعيد الكردي بان دسوا له السم الذي اشتهر ال سعود باتقان وضعه
للخصوم…
ومما يشهد به لسعيد الكردي أنه كان يتستر على العناصر الوطنية بل كان يذهب لمن ترد بحقه معلومات
تقول: اّنه يتكلم أو يعمل ضد الاحتلال السعودي.
فيحّذره من مغبة أعماله وينصحه!… وحينما يجد سعيد الكردي من يلتقي بهم كان يتكلم ضد الوضع
السعودي… وكان يقول: (لقد قاومنا الحصار السعودي لجدة لاحبا في الشريف حسين وأولاده ولكن لأن
أمالنا بالشريف حسين وطموحاته كانت كبيرة ولقد شارك معنا مجموعات من اهل حائل واهل الرس في
نجد وكذلك مجموعات من الفلسطينيين والسوريين امثال زيد الاضرس وغيره، على أساس أن الحسين هو
قائد الثورة العربية الوحدوية الموعودة وأثناء الحصار أخذ الانكليز يتصلون بجدة من الداخل لتقوية
"العملاء السعوديين في جدة" ممن أصبح يطلق عليهم أبناء الحجاز "عملاء الوهابية"…. وأخذ عبد العزيز
يقيم في بيوتهم كلما جاء إلى الحجاز إلى ما قبل موته…
ومن ضمنهم "محمد نصيف" وبهذه الطريقة وغيرها تم الاستيلاء على "جدة" في يوم السبت 3 جمادي
الثانية 1344 ه 20 ديسمبر 1925 ويقول:
(وبعد مجزرة الطائف، خلع الانكليز على "عبد العزيز" لقب "امام المسلمين" نكاية بالملك حسين الذي لقب
نفسه "ملك المسلمين": وكان عبد العزيز إلى ما قبل احتلاله للحجاز يحارب الملك حسين "لأنه كافر": وان
من أسباب كفره "أنه أطلق على نفسه لقب…
الملك… وملك المسلمين أيضا.. وليس للمسلمين ملوكا)… وهكذا يحرم ابن السعود على غيره ما
يبيحه لنفسه… وقد نكث عبد العزيز كافة عهوده التي قطعها على نفسه لحجاج المسلمين الذين وفدوا للحج
أثناء محاصرته وأسياده الانكليز لمدينة جدة وزعم "أنه ما جاء إلا ليحارب الملكية الباطلة في القرآن وأنه
سيدعو كافة المسلمين لعقد مؤتمر في مكة ينتخب فيه المسلمون حكومة للحجاز ينتخبون من يريدون حاكما
لهم"…. ولكنه كذب… واعلن نفسه ملكا بمجرد أن ولاه الانكليز على جدة والمدينة… مما أثار الرأي العام
العالمي وأغضب المسلمين عامة). الخ.
وهذا ما توضحه رسالة بعث بها المستشار السعودي الخاص حافظ وهبه (عضو مجلس الربع) واكبر
مستشاري عبد العزيز بن جون فيلبي، بعد أن ذهب حافظ وهبة إلى مصر محاولا خداع الشعب العربي في
مصر بعد أن عجز عن خداعه فيلبي وأمين الريحاني وزعموا "ان عبد العزيز يرفض الملكية وانه
امام الصالحين فقط"، وكان الرأي العام في مصر قد أغضبته تصرفات عبد العزيز وجرائمه واعلانه نفسه
ملكا على الحجاز…
وهذا هو نص رسالة حافظ وهبة التي لم يخف فيها شدة غضب الرأي العام على الملك الدجال عبد العزيز
الذي استاء حّتى حافظ وهبة من اعلان عبد العزيز نفسه ملكا وأوضح ذلك في الرسالة التي بعثها له من
القاهرة وفسرها حافظ وهبة: ولم يلقبه بالملك فيها:
المستشار السعودي الخاص يؤنب عبد العزيز آل سعود لاعلانه لنفسه ملكا على الحجاز
(من حافظ وهبة إلى صاحب الشوكة والعظمة الامام عبد العزيز بن عبد الرحمن: أفيدكم بأن روتر قد نشر
اليوم تلغرافا بأنكم ناديتم بأنفسكم ملكا على الحجاز فان كان هذا الامر صحيحا فقد غشكم من أشار عليكم
بذلك لان هذه المسألة أثارت الرأي العام في الخارج ضدكم، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أنه لا ينطبق
مع العهود التي قطعتموها على أنفسكم امام العالم الإسلامي في تشكيل حكومة الحجاز ولو تريثتم لحين
انعقاد المؤتمر الإسلامي وتقرير مصير البلاد لكان خيرا وأبقى، والنتيجة كانت لكم في النهاية، ويظهر أن
هنالك يدا أثيمة حسنت في نظركم هذا الامر حّتى تقضي على فكرة المؤتمر الإسلامي وتقضي في الوقت نفسه على سمعتكم… 21 يناير 1926
- مذابح الاحتلال السعودي في الحجاز يرويها عبد العزيز آل سعود :
ورد في الجزء الثاني من كتاب (صقر الجزيرة "عبد العزيز آل سعود") الذي أنفق عبد العزيز المال لطبعه
بعد إملاء "الصقر نفسه" عبد العزيز المستوي على عرشه ذلك على العميل السعودي الذي أخذ
كل ما يمليه عليه لمدة سنة كاملة حّتى سجل العطار فيها من فم الطاغية الجزار كل هذه الجرائم التي
كان الطاغية يفاخر بها فيصوغها العطار بأسلوبه بالحروف التالية:
قال "العطار" عن "عبد العزيز": (اهل هلال المحرم من سنة 1343 وأخذ حجاج بيت الله الحرام
يغادرون الحجاز إلى اوطانهم وفي العاشر منه خلا الحجاز من الوافدين جميعا فحان الوقت الموعود للغزو
السعودي واجتمعت الجيوش بالرياض واستعدت له أكمل استعداد، كما أن جيشا آخر سعوديا تجمع "بتربة"
تحفزا للوثوب وقبيل أن ينتصف محرم تلقى خالد بن لؤي 1
وكان بتربة امر الغزو وخطته من الرياض، فبارحها ومعه ستة عشر لواء على كل لواء أمير.
وهذه هي الالوية الستة عشر مع أسماء أمرائها:
1 لواء الغطغط وعدده ( 5000 ) مع أميرهم سلطان بن بجاد "وجعله ابن سعود القائد العام للقوات
الزاحفة لاحتلال الحجاز".
2 لواء أهل تربة والخرمة وعدده ( 4000 ) وأميرهم خالد بن منصور ابن لؤي، وعينه ابن سعود اميرا
على الحملة كلها ووكل إليه النظر في المصالح العامة في البلاد التي يحتلها الجيش السعودي" فانخدع ابن
لؤي بهذا المنصب الوهمي الذي ما لبث أن سحبه منه ابن السعود أيضاً"…
3 لواء أهل ساجر وعدده ( 1000 ) بيد اميرهم عقاب بن يحيى.
4 لواء أهل عرو وعدده ( 3500 ) ومع رئيسهم جهجاه بن حميد.
5 لواء أهل عسيلة وعدده ( 1000 ) وأميرهم نافل بن طويق.
6 لواء أهل هجرة الارطاوية وعدده ( 3000 ) مع زعيمها قعدان بن درويش.
7 لواء أهل العمار وعدده ( 1500 ) مع عبد المحسن بن حسين.
8 لواء سكان رنية وعدده ( 1000 ) مع قائدهم وشيخهم فيحان بن صامل.
9 لواء أهل المدينة وعدده ( 1000 ) وأميرهم عبد الله بن معمر.
10 لواء أهل عرجا وعدده ( 1000 ) وأميرهم ذعار بن الزميع.
11 لواء الرين العليا وعدده ( 1500 ) بيد حزام بن عمر.
12 لواء الرين السفلى وعدده ( 1500 ) بيد هذال بن سعيدان.
13 لواء أهل النصيف وعدده ( 1000 ) وأميرهم معيض بن عبود.
14 لواء أهل صبحا وعدده ( 1000 ) وأميرهم حزام الحميداني.
15 لواء أهل حلبان وعدده ( 1000 ) وأميرهم ماجد بن حميد.
. 16 لواء أهل الروضة وعدده ( 2000 ) وأميرهم هذال بن فهد 1
ويتابع أحمد العطار روايته عن "عبد العزيز آل سعود"، فيقول:
(واجتاز هذا الجيش حدود الحجاز واحتل أول ما احتل قلعة كلاخ ثم احتل الاخيضر، فانضم إليه بعض
"الشرفاء" 2 من بني الحارث ورجال من ثقيف، وأخذوا يحتلون القرى ويقاتلون القبائل التي تمتشق الحسام
للدفاع حّتى أشرفت على الحوية 3 صباح السبت الموافق غرة صفر سنة 1343 ه 1 سبتمبر سنة
1924 م).
ويتابع "العطار السعودي" فيقول:
(وما كان أحد بمكة أو بالطائف يعلم بأمر هذا الغزو المباغت بل لم تعلم به الحكومة الهاشمية الا حينما
دخل الجيش السعودي الحوية فأصدر صبري باشا وزير حربية الشريف حسين أمره بالدفاع، فخرج من
حامية الطائف أربعمائة جندي نظامي كامل العدة ومعهم المدافع الجبلية الضخمة والمدافع الرشاشة واتجهوا
إلى الحوية لرد ال " 40.000 " الغزاة الذين اشتهروا باسم "الاخوان" وكان بين الفريقين معركة حامية
الوطيس أمطر فيها الجيش الهاشمي خصمه قنابلاً ورصاصا كالمطر سبع ساعات ولكن ماذا يفعل
الرصاص بآلاف الاخوان الذين شدوا عزائمهم ووحدوا صفوفهم وانقضوا انقضاض الوحوش على
الجيش الهاشمي البالغ 400 جندي فقط فقابلهم بهجوم مضاد عنيف وضغطت المدفعية السريعة على
جناحيهم ضغطا شديدا وزحزحتهم عن الاماكن التي تقدموا إليها وأعطت افرصة الكافية للجنود للتقهقر إلى
الوراء تدريجيا والانسحاب من ميدان الحوية بانتظام في موضع أحسن ملاءمة من الموضع الحالي "وكان
الخبراء الانكليز بقيادة جون فيلبي وراء هذه الخطط العسكرية النظامية التي لا يعرفها البدو"…
ومرة ثانية، زحف ابن بجاد وخالد بن لؤي بجيشهما فأصلتهم المدافع نارا حامية، وارهقهم البدو المنتسب
للحسين الهاشمي فلم يستطيعوا التقدم ودامت المعركة ثلاثة أيام بلياليها ابتداء من يوم الاثنين 3 صفر حّتى
عصر الاربعاء 5 صفر وكان النصر يحالف الجيش الهاشمي لولا أن البدو الذين كانوا معه في الصفوف
الامامية خانوا وانضموا إلى "الاخوان" حّتى اضطر الجيش النظامي للحسين المدافع إلى التقهقر بالتدريج.
في حين أن الاخوان أخذوا يتقدمون قليلا قليلا ويحتلون الهضاب والتلول التي يخليها العدو الهاشمي
المتقهقر الذي وقف عند أسوار الطائف يدافع باستبسال وحماسة واستماتة.
وسمع الملك الحسين بخيانة البدو التابعين له وتراجع جيشه المكون من 400 أمام 40000
فأرسل ابنه عليا بجيش من الخيالة والهجانة قوامه 200 وأمره أن يسلك طريق كرا، وبعث جيشا
آخراً ولكن قوامه 200 من طريق السيل ليلتقي طرفا الكماشة ويستطيع الهاشميون تطويق أعدائهم،
والملتقى بعد الطائف.
ودوى أزيز الرصاص والقنابل في ضواحي المصيف الوديع الهادي.
وأثار الفضاء فانتشر الذعر والهلع بين السكان المدنيين ففر من استطاع تاركا كل ما معه ناجيا بروحه،
وبقي من بقي يفتك فيه الخوف والقلق فتكا، وخبأ الاغنياء الذهب والاحجار الكريمة وأغلقوا الابواب
وحصنوها من الداخل بأحجار كبيرة ليستعصى فتحها إذا ما احتل الغزاة المدينة.
غير أن دخول الامير علي الطائف ليلة الجمعة 7 صفر هدأ القلوب بعض التهدئة الا أن مغادرته اياها
فجرا ليعسكر في الهدى أيأسها وملأها رعبا.
أما الجيش الذي غادر مكة وسلك طريق السيل فلم يصل بعد.
فتقهقر الجيش النظامي من أمكنته حّتى دخل البلدة صباح الجمعة بعد أن كبد الاخوان خسائر، وحوصرت
الطائف من ثلاث جهات ولم يستطع الاخوان احكام نطاق الحصار من الجهة الرابعة لوجود مدفعية قوية
تذود من يأتي منها، بل ركزوا كل المدافع من ناحية الغرب ليكون الجيش على اتصال بالهدى فمكة
وليكون له منفذ واحد على الاقل ان أراد النجاة.
وتوافدت الاعراب إلى جيش "الشريف" خالد بن لؤي (السعودي) والتحقوا حّتى امتلأت البطاح، بطاح
الطائف وسهوله وضواحيه وبذلك وصل الجيش السعودي إلى أكثر من / 50000 / وروع البلد الجميل
بالقذائف المتفجرة فتداعت البيوت القديمة وتطاير فوق جوه الحالم البديع الرصاص كشرر جهنم.
وعلا صراخ الاطفال وعويل النساء وبكاء الرجال خوفا على أفلاذ الاكباد وعلى الارواح، فهم لم يشهدوا
الحرب من قبل وهم الآن سيشهدونها بل بدأوا يشهدون فصولها المتوحشة البدائية وأيد ما يرون ما سمعوا
من قبل من أن الحرب عمياء جارمة جائرة تساوي برئ الذيل بالمجرم فيا ويل المدنيين منها ومن
لظاها!…
انهم ينظرون من الثقوب فيرون الاخوان الوحوش والاعراب يملؤون البطاح ويطوفون بالسور والسيوف
تتدلى كأنها تهتز من طرب بما تحتسي من دماء هي رحيقها الذي فنيت في طلابه.
وفي أيديهم البنادق يجثم الموت على أفواهها وكأنه من سبغه جاث على ركبه فاغر فاه ينتظر الطعام…
وما طعامه الا أجساد أبناء آدم الاشقياء!. التعساء!. الابرياء!.
لهم الله!. لهم الله!.
قد تخلى عنهم النصير ولكن لم يتخل الله عنهم! فهو ناصرهم ومجيرهم!.
فهذا أمير الطائف الشريف شرف بن راجح، وهذا وزير الحربية صبري باشا، وهؤلاء الجنود وهؤلاء
"الشرفاء" والموظفون وأسرهم يغادرون الطائف قبيل مغرب يوم الجمعة تحت حماية المدفعية التي أخلت
لهم السبيل وأبعدت عنهم الاعداء ويسلكون الطريق إلى الهدى زاعمين أنهم يريدون الانضمام إلى الامير
علي هناك وتعزيز مراكزهم الدفاعية.
ولكن لماذا اصطحبوا أسرهم ان كان القصد الدفاع وحده والانضمام إلى جيش الهدى!.
لقد أخلوا البلدة وتركوا الاهلين بها بحجة "أنهم لا يريدون تعريضها للدمار فبعدوا عنها حّتى يكروا عليها
وينقذوها من يد الغزاة" ولكنهم جهلوا أو تجاهلوا أنهم عرضوا الناس للنوى والقتل.
خلت المدينة فلا تسمع الا همسا وتدفق الغزاة إلى الداخل كما تدفق الاعراب الطفيليون معهم وهم يهتفون
هتافات عالية قوية يشقها أزيز الرصاص المنطلق من البنادق والرشاشات في الفضاء.
وزرعوا الشوارع والاسواق وقتلوا كل من وجدوه بها واحتلوا المراكز الحكومية والابراج والقلعة ونهبوا
ما بها.
وكان في البلدة كثير من قبائل الطويرق وعتيبة والبقوم والنمور المتخلفون عن الجيش الهاشمي قد انضموا
إلى المهاجمين المحتلين واختلط القاتل بالفاجر، وانتهز الذؤبان الادميون الضراة فرصة فقدان السلطة من
البلدة وانتشار الاضطراب فيها فراحوا يقضون الليل في السلب والنهب والقتل وهتك الاعراض بلا رادع
من دين أو ضمير أو سلطان وهاجموا البيوت وحطموا الابواب ودخلوا على الابرياء ومزقوهم بالسيوف
وأطلقوا عليهم الرصاص، واستلبوا كل ما وجدوا من غال ورخيص)…
ويتابع العطار السعودي صياغته لاعترافات عبد العزيز آل سعود، فيقول: (وقد وجد البدو ممن لهم
ثارات عند الاهلين فرصة نادرة للانتقام فزحفوا إلى بيوتهم واقتحموها عليهم وقتلوهم شر قتلة تشفيا منهم،
وهتكوا أعراضهم، وبعد أن ذبحوهم وضعوا رقابهم في حنفيات الماء والصهاريج فشربوا من دمهم
وتوضأوا بالماء الملوث بالدماء البريئة وصلوا!…
ولم يكلفوا أنفسهم عناء استلام الاساور الذهبية من أيدي النساء الممدة بل قطعوا أيديهن وأرجلهن ولبس
"الاخوان" الحلي وهذه الاساور بأيديهم ووضعوا القلائد الخرزية والذهبية في رقابهم كي لا تعيقهم عن بقية النهب والقتل… وهكذا "دخل سلطان الدين السعودي " أي سلطان بن بجاد البلدة وأخلاها من
السكان المدنيين وحشدهم كلهم في حدائق شبرا وقصرها العتيد، وكان النساء سافرات لاول مرة في هذه
البلاد وكن مع الرجال ومكثوا أياما بلا طعام ولا ماء!).
ويقوللي عبد العزيز آل سعود: (لقد وصلني وأنا في الرياض خبر المذبحة في الطائف فبكيت حّتى تبللت
لحيتي!… واعترتني الكآبة وغامت على وجهي سحابة من الحزن البالغ العميق وتمنيت لو لم ينتصر
سلطان بن بجاد بهذا الثمن، وتمنيت أنني حاضر، ولكنني بعثت رسولي إلى سلطان بن بجاد وخالد مهددا
وطلبت اليهم الكف عن القتال، ولما قدمت مكة عزمت أولياء القتلى وأهليهم على وليمة ورتبت لهم وألفت
لجنة للتعويضات على منكوبي الطائف وأعطيت كل واحد عشرة ريالات فرنسية وصاع من القمح)!!.
يا سلام!.. صاع من القمح؟! والصاع عبارة عن 3 كيلو قمح، والعشرة ريالات عن جنيه استرليني!.. يا
بلاش!..
ويتابع العطار قوله: "وأنا كمؤرخ أبرئ ابن س