وشهد شاهد من اهلها : الكتاب النادر للشيخ \ عبد العزيز بن سريان العصيمى ( من مكة المكرمة ) : كشف الحقائق الخفية عند مدعى السلفية - والتعليق على الكتاب للشيخين : عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين ( رحمهم الله )- نشر ت بتاريخ :1-10-2011
كاتب الموضوع
رسالة
الفلكى احمد شاهين Admin
عدد المساهمات : 1260 تاريخ التسجيل : 09/11/2011
موضوع: وشهد شاهد من اهلها : الكتاب النادر للشيخ عبد العزيز بن سريان العصيمى ( من مكة المكرمة ) : كشف الحقائق الخفية عند مدعى السلفية - والتعليق على الكتاب للشيخين : عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين ( رحمهم الله )- نشر ت بتاريخ :1-10-2011 الإثنين نوفمبر 21, 2011 6:36 pm
- منذ فترة وانا احتفظ بنسخة من الطبعة الشرعية للشيخ \ عبد العزيز بن سريان العصيمى لكتاب : كشف الحقائق الخفية عند مدعى السلفية وهذا الشيخ من مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية
- وفى الحقيقة ان ما بالكتاب قد يكون صدمة لكثير من الناس وخاصة ان هناك الان على الساحة من يدعى السلفية وانه منفذ شرع الله على الارض ؛ ومنهم من يقول من ليس معنا فهو ضدنا--الخ ولكنها الحقيقة التى يجب ان تقال ؛ فالساكت عن الحق شيطان اخرص ؛ وكما يقول الكتاب الكريم : "وشهد شاهد من اهلها" ؛ فان هذا الكتاب هو اكبر دليل على كذب وادعاء من يدعون السلفية كحزب او كمذهب اوحد لا يجوز اتباع سواه
- هذا الكتاب يشرح المفهوم الحق للسلفية وكيف ان كل المسلمون سلفيون بالفطرة اى اتباع الطريق وليس المذهب
- وكما ذكرت فى حوار صحفى لى سابق بجريدة النبأ - منشور على مدونتى هذه - الصفات الفلكية للمرشحين واحتمالات فوزهم ؛ وذكرت من ضمنهم - حازم صلاح ابو اسماعيل - وكيف ان صفاته لاترقى ابدا الى صفات الرجل الذى يصلح لحكم مصر
- وما هو مذكور فى هذا الكتاب الذى بين ايدينا الان يدعم الكلام السابق لى ؛ حيث ان الموجودون الان على الساحة هم مدعووا سلفية - الا ما رحم ربى -
-وهذا الكتاب الذى نحن بصدده يشرح كيف ان التحزب فيه خطر على الامة وخصوصا من الاحزاب الدينية ؛ فقديما كان هناك : الخوارج والمعتزلة والجهمية والرافضة ؛ والان : الاخوان والسلفيون والتبليغيون وما اشبه - على حد قول الشيخ \ محمد بن صالح العثيمين وكيف ان السلفيون ادعياء لا ينبغى للمرء ان يلتفت لهم ؛ فليس هذا هو المنهج الصحيح
وكيف اننا كلنا سلفيون بالفطرة ومن الخطا ان تسمى طائفة نفسها بالسلفيون وتدعو الناس الى اتباعها وان من خالفهم فهو مخالف للشريعة الاسلامية
- الكتاب يبدأ بكلمة للشيخ \ عبد العزيز بن باز ( رحمه الله ) وهى كالتالى :
(( ... الواجب على طلبة العلم وعلى أهل العلم معرفة واجب العلماء ، والواجب عليهم حسن
الظن وطيب الكلام والبعد عن سيئ الكلام ، فالدعاة إلى الله – جل وعلا– حقهم عظيم على المجتمع .
فالواجب أن يُساعَدوا على مهمتهم بكلام طيب وبأسلوب حسن ، والظن الصالح الطيب ، لا بالعنف
والشدة ، ولا بتتبع الأخطاء وإشاعتها للتنفير من فلان وفلان .
يجب أن يكون طالب العلم ، ويكون السائل يطلب الخير والفائدة ، ويسأل عن هذه الأمور ، وإذا وقع
خطأ أو إشكال سأل بالحكمة والنية الصالحة ، كل إنسان يخطئ ويصيب ، ما فيه أحد معصوم إلا
الرسل – عليهم الصلاة والسلام – معصومون فيما يبلغون عن ربهم ، والصحابة وغيرهم كل واحد
قد يخطئ وقد يصيب ، والعلماء كلامهم معروف في هذا والتابعون ومن بعدهم .
ليس معنى هذا أن الداعية معصوم أو العالم أو المدرس أو الخطيب ، لا . قد يخطئون فالواجب إذا نُبه
أن يتنبه ، وعلى من يشكل عليه شيء أن يسأل بالكلام الطيب والقصد الصالح حتى تحصل الفائدة
ويزول الإشكال من غير أن يقع في عرض فلان أو النيل منه .
العلماء هم ورثة الأنبياء ، وليس معنى هذا أنهم لا يخطئون أبداً ، فهم إن أخطأوا لهم أجر ، وإن
أصابوا لهم أجران .
يقول الرسول : (( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، فإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله
أجر )) . (1)
وإخواننا الدعاة إلى الله – عز وجل – في هذه البلاد حقهم على المجتمع أن يََُسَاعَدوا على الخير ،
وأن يُحسن بهم الظن ، وأن يبين الخطأ بالأسلوب الحسن ، ليس بقصد التشهير والعيب .
بعض الناس يكتب نشرات في بعض الدعاة ، نشرات خبيثة رديئة لا ينبغي أن يكتبها طالب علم ،
فلا ينبغي هذا الأسلوب ....))(2)
- وكلمة اخرى للشيخ \ محمد بن صالح العثيمين ( رحمه الله )
(( أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة فلا تنتم إلى حزب ، فقد ظهرت طوائف من قديم الزمان مثل
الخوارج والمعتزلة والجهمية والرافضة ، ثم ظهرت أخيراً إخوانيون وسلفيون وتبليغيون وما أشبه
ذلك ، فكل هذه الفرق اجعلها على اليسار وعليك بالإمام وهو ما أرشد إليه النبي في قوله :
" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين "
ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف لا الانتماء إلى حزب
معين يسمى السلفيين .
والواجب أن تكون الأمة الإسلامية مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى ما يسمى
( السلفيون) فهناك طريق السلف وهناك حزب يسمى ( السلفيون) والمطلوب اتباع السلف)) (1)
- ثم مقدمة الكتاب والتى هى كالتالى :
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلى الهدى ،
ويبصرون منهم على الأذى ، يُحيون بكتاب الله الموتى ، ويُبصرون بنور الله أهل العمى ، فكم من
قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من ضال تائه قد هدوه ، فما أحسن أثرهم على الناس ، وأقبح أثر الناس
عليهم ، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية
البدع ، وأطلقوا عقال الفتنة ، ويتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون
عليهم ، فنعوذ بالله من فتن الضالين . (1)
وأشهد أن لا إله إلا الله القائل في كتابه : يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن
إثم و لا تجسسوا و لا يغتب بعضكم بعضاً ..... (الحجرات: من الآية12) .
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، وخيرته من خلقه ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ،
ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده ، فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ،
وعلى من تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم إلى يوم الدين ، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين . أما بعد ....
من أين أبدأ ؟! وكيف أبدأ ؟!
ما القضية ؟! وكيف المخرج ؟!
يا رب يا الله يا حي يا قيوم
أفرج همنا واكشف غمنا واهد ضالنا
واجمع على الحق كلمتنا ووحد على الهدى صفنا ، واغفر لنا واحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم
الكافرين .
ففي الآونة الأخيرة ظهرت عاصفة هوجاء ، وفتنة عمياء ، طمت وعمت في ساحة الشباب المستقيم
تشككهم في دعاتهم وعلمائهم بسبب خلافات فرعية مما يسع الاجتهاد فيها ، فانبرت لأخطائهم الأقلام
ولزلاتهم وجهت السهام ، دون رقيب أو حسيب ، تشهيراً وتنفيراً ، وحسداً وحقداً لتنزل عليهم كل
وصف شنيع وقول فظيع ، عياذا بالله من هذا الصنيع ، حمل لواءها فئام لئام من الأدعياء تظاهروا –
أمام الناس – بعلم العلماء وحكمة الحكماء في الشكل والظاهر بلباس باهر في تنسك فاجر ، فزعمت
النصح والنقد البناء ، وتصحيح الأخطاء ، ولكنه الجرح والفضح ، فضلوا الطريق ، فصدق عليهم "
وكم من مريد للخير لا يبلغه " وعلى إثرها انقسم الشباب تجاه الدعاة والعلماء ، وتفرقت كلمتهم
ما بين مادح أو قادح ، وما بين ذاب أو ساب ، وما بين مبشر أو محذر ، فتلاشت بينهم النصيحة وفشت
القطيعة ، فقلّ الائتلاف وطلّ الاختلاف ، وبدأ نور الوفاق يخبو ، ونار الفراق تربو ، فاتسعت
الفجوة وحلت الجفوة .
فعندها صار الفرح إلى ترح ، وحلّ القرح ، واتسع الجرح ، فسال دماً ، وأعقب ندماً ،
فبلغ السيل الزبى فإلى الله المشتكى ، وحسبنا الله ونعم الوكيل على من سلك طريق التضليل ، أو أراد
بنا البطش أو التنكيل .
والحق أنه ليس لدي رغبة في المنازلة ، ولا شهوة في المجادلة ، لأن العقلاء لا يمارون السفهاء ،
ولا ينازلون الطعناء ، امتثالاَ لقول : ( ومن اللباقة مجانبة أرباب الحماقة ) وتأملاً في حال السيف
ينقص قدره إذا قيل ( السيف أمضى من العصا ) .
فزاد ترددي كثيراً ، وتأملي طويلا في هذه الفتنة المطلة بأفكارها المضلة .
وسألت نفسي مراراً ، وأعدته عليها تكراراً .
هل أسطر فأنشر ؟! ...... أو أحجم فأكتم ؟!
أروي أم أطوي ؟! ....... أعرض الخفايا أم أُ عرض عن الرزايا ؟!
فجاء الجواب أن حرر الخطاب بكل أمانة وصواب ، عسى أن يكون هداية لأولي الألباب بما حواه
من سؤال وجواب ، نعمة من منزل الكتاب ، ومنة من مسبب الأسباب ، مجتنبا فيه السباب خشية أن
أكون به مغتاباً .
فبكل الأسى والحزن أسطر قصة ربيبة الفتن (1) التي أظهرت ما في النفوس قد بطن ، فلفظته ألسن
ممزوجة بالعفن ، في أنجس لحن لتبيع الغالي بأبخس ثمن ، والتي بسببها انتهكت حرمة الأعراض ، وهي
إحدى الحرمات الثلاث – الدم ، والمال ، والعرض – والذي أخشاه ولا أتمناه أن يؤول الأمر إلى استباحة ما
بقي من الحرمات الثلاث .
فمع القضية المهينة والقصة المشينة من جذورها النتنة ومروراً بفروعها النكرة إلى ثمارها النكدة ،
في رسالة خفيفة بعبارة لطيفة ، وهيئة ظريفة في خطوة جريئة ، وكلمات بريئة ، لدفع الصائل
وإجابة السائل ، بخطورة التصنيف المهين المبني على الظن لا اليقين ، كتبتها بالبنان هداية للحيران
من غواية الشيطان ، راجياً من ربي العفو والغفران ، والنجاة من النيران ، والفوز بالمنازل العليا في
الجنان ، موسومة بعنوان " كشف الحقائق الخفية عند مدعي السلفية ، سؤال وجواب هداية لأولي
الألباب " .
احتوت على خمسة عشر سؤالاً وجواباً ، كل سؤال وجواب يضيء فيكشف لك حقيقة ، وسؤال
وجواب آخر فيكشف لك حقيقة أخرى عن أولئك الأدعياء ، حتى إذا بلغت نهاية العقد ، اكتمل الضياء
وسرى السناء في كافة الأرجاء ، كنور البدر ليلة الخامسة عشر ، وقد تجلت أمام ناظريك جل
الحقائق الخفية عند مدعي السلفية .
وبهذه الكلمات التي سطرت ، أحتسب عند الله أنها كلمات الهداية إلى طريق الهداية ، وأني لأولئك
فيا لله كم جرت هذه الفتنة العمياء شباب الأمة إلى الوقوع في مسالك الضلال والتضليل ، والترويع
والتبديع ، والتنفير والتكفير ، والفساد والإفساد في الأرض بدعوى الإصلاح والإصلاح لا يكون
بالإفساد في الأرض .
وقال أيضاً :" وهذا الانشقاق في صف أهل السنة لأول مرة ، حسبما نعلم يوجد في المنتسبين إليهم
من يشاقهم ، ويجند نفسه لمثافنتهم والوقوف في طريق دعوتهم ، وإطلاق العنان للسان يفري في
أعراض الدعاة ، ويلقي في طريقهم العوائق في عصبية طائشة (1) .
فهذا - يا أخي - فيض من غيظ ، وقليل من كثير من بلايا ورزايا هذه الفتنة ، لذا فإن كشف الحقائق
والأدواء والأهواء ونقد المقالات المخالفة للكتاب والسنة ، وإجماع الأمة ، وتحذير الناس منها سنة
ماضية في تاريخ المسلمين ، وإنكارها والتصدي لها واجب شرعي يجب أخذه في الاعتبار ، وأما
ترك الفتنة تموج وتعصف بالشباب دون رد وبيان ، أو مناصحة ومكاشفة ، أو حوار هادف معهم ،
فهذا عين الخطأ ومكمن الغلط ، ولكي لا يتسع الخرق على الراقع .
إلى أن قال : " إن تحرك هؤلاء الذين يجولون في أعراض العلماء اليوم سوف يجرون – غداً –
شباب الأمة إلى مرحلتهم الثانية :
الوقيعة في أعراض الولاة من أهل السنة ، وقد قيل الحركة ولود والسكون عاقر)، وهو أسوأ أثر
يجره المنشقون ، وهذا خرق آخر بجانب الاعتقاد الواجب في موالاة ولي أمر المسلمين منهم .
قال الطحاوي – رحمه الله - في شرح الطحاوية :
( ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا ، وإن جاروا ، ولا ندعوا عليهم ، ولا ننزع يداً من
طاعتهم ، ونرى طاعتهم من طاعة الله – عز وجل – فريضة ما لم يأمروا بمعصية .
وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة ، ونتبع السنة والجماعة ، ونتجنب الشذوذ والخلاف والفرقة " (1) .
وهذا الذي يجب على كل مسلم أن يعتقده ويدين الله به ، وأما الطعن في الدعاة والعلماء ، والنيل من
أعراضهم والخروج عن السمع والطاعة وأمر الجماعة ، والولوج في الطوائف والأحزاب ، وشق
عصا الطاعة لولاة الأمر ، فهذا عين كل شر وفساد ، وكل بلاء وخراب ، وسفك وإرهاب .
قال الله – جل وعلا - : يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم .. (2) .
فأولي الأمر هم العلماء والأمراء فطاعتهم واجبة في غير معصية الله وهي من طاعة الله ورسوله .
- قضية الادعياء :
س2 / ما أساس القضية عند هؤلاء الأدعياء ؟
ج / أساس القضية الأصلية عندهم تنحصر في شبهة أو شهوة لديهم ، وهي حصر المنهج السلفي في
مسائل معينة وعلى فهم شخص واحد أو أشخاص معينين من المعاصرين ، ومن خالفهم في هذه
المسائل – التي لا يخرج أكثرها عن مسائل الاجتهاد المعتبر – فهو خارج عن المنهج السلفي ،
ومنابذ لأهل التوحيد والسنة ، ومناصر لأهل الأهواء والبدع ، وذلك لعدم فقههم في كيفية التعامل مع
المخالف لأهوائهم .
والحق والعدل في ذلك أن الدعوة السلفية منهج شامل متكامل في العقيدة والفقه والسلوك والعبادة ،
والأخلاق والدعوة ، والعلم والتربية ، والتأليف والتصنيف ، والنقد والحكم على الآخرين ، فمن طبق
المنهج السلفي بتكامله وشموله كان سلفياً حقاً ، ومن أخذ بالمنهج في بعض الجوانب دون الباقي ،
كان سلفيا في ما أخذ وطالبناه بالباقي .
يقول الشيخ العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان ( حفظه الله ) :
" هناك من يدعي أنه على مذهب السلف لكن يخالفهم ، يغلوا ويزيد ، ويخرج عن طريقة السلف ،
ومنهم من يدعي أنه على مذهب السلف ويتساهل ويضيع ويكتفي بالانتساب .
الذي على منهج السلف يعتدل ويستقيم بين الإفراط والتفريط ، هذه طريقة السلف لا غلو ولا تساهل ،
ولهذا قال الله تعالى : ... والذين اتبعوهم بإحسان ..
فإذا أردت أن تتبع السلف لا بد أن تعرف طريقتهم ، فلا يمكن أن تتبع السلف إلا إذا عرفت طريقتهم
وأتقنت منهجهم من أجل أن تسير عليه ، وأما مع الجهل فلا يمكن أن تسير على طريقتهم وأنت
تجهلها ولا تعرفها ، أو تنسب إليهم ما لم يقولوه ولم يعتقدوه ، تقول : هذا مذهب السلف ، كما يحصل
من بعض الجهال – الآن – الذين يسمون أنفسهم (سلفيين) ثم يخالفون السلف ،ويشتدون ويكفرون ،
ويفسقون ويبدعون .
السلف ما كانوا يبدعون ويكفرون ويفسقون إلا بدليل وبرهان ، ما هو بالهوى أو الجهل ، إنك تخط
خطة وتقول : من خالفها فهو مبتدع ، فهو ضال ، لا – يا أخي – ما هذا بمنهج السلف .
منهج السلف العلم والعمل ، العلم أولاً ثم العمل على هدى ، فإذا أردت أن تكون سلفياً حقاً فعليك أن
تدرس مذهب السلف بإتقان ، وتعرفه ببصيرة ، ثم تعمل به من غير غلو ومن غير تساهل ، هذا
منهج السلف الصحيح ، أما الادعاء والانتساب من غير حقيقة فهو يضر ولا ينفع " (1) .
فإلى هؤلاء أقول :
كونوا دعاة لا أدعياء ، ادعوا إلى السلفية الحقة قولاً وعملاً على ضوء الكتاب والسنة بلا إفراط ولا
تفريط ، ولا تدّعوا السلفية قولاً بلا عمل .
والدعاوى ما لم يقـيمـوا عليهـا بـيـنــات أبنـاؤهـا أدعـيـــاء
- شعار الأدعياء :
س3 / ما هو شعار هؤلاء الأدعياء ؟
ج / شعارهم ادعاء (( السلفية )) أو قولهم : " نحن سلفيون " أو " أنا سلفي " أو يذيلون أسماءهم
بلقب ( السلفي ) في أختام مثل ( فلان بن فلان السلفي ) ، أو الأثري وهكذا ، ادعاء مظهري خاوي
من المضمون الجوهري .
سئل صاحب الفضيلة العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان ( حفظه الله ) هذا السؤال /
بعض الناس يختم اسمه ( بالسلفي )أو ( الأثري ) فهل هذا من تزكية النفس أو هو موافق للشرع ؟
الـجــواب :
" المطلوب أن الإنسان يتبع الحق ، المطلوب أن الإنسان يبحث عن الحق ويطلب الحق ويعمل به ،
أما أنه يتسمى بأنه ( سلفي ) أو ( أثري ) أو ما أشبه ذلك فلا داعي لهذا ، الله يعلم سبحانه وتعالى
قل أتعلمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم
فالتسمي ( سلفي ، أثري ) أو ما أشبه ذلك ، هذا لا أصل له ، نحن ننظر إلى الحقيقة ولا
ننظر إلى القول والتسمي والدعاوى ، قد يقول أنه سلفي وما هو بسلفي ، أو أثري وما
هو بأثري ، وقد يكون سلفياً أو أثرياً وهو ما قال إنه أثري أو سلفي .
فالنظر إلى الحقائق لا إلى المسميات ولا إلى الدعاوى ، وعلى المسلم أن يلزم الأدب مع
الله سبحانه وتعالى ، لما قالت الأعراب : آمنا أنكر الله عليهم قالت الأعراب آمنا قل لم
تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولكن قولوا أسلمنا ، الله أنكر عليهم أن يسمون ويصفون أنفسهم بالإيمان وهم ما بعد وصلوا لهذه المرتبة ، أعراب جاءوا من البادية ويدعون أنهم
صاروا مؤمنين على طول ، لا . أسلموا دخلوا في الإسلام ، وإذا استمروا وتعلموا دخل الإيمان في
قلوبهم شيئاً فشيئاً ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وكلمة ( لما ) للشيء الذي يتوقع ، يعني
سيدخل الإيمان ، لكن أنك تدعيه من أول مرة هذه تزكية للنفس .
فلا حاجة أنك تقول : " أنا سلفي ، أنا أثري " أنا كذا ، أنا كذا ، عليك أن تطلب الحق وتعمل به
وتصلح النية ، والله الذي يعلم – سبحانه - الحقائق " (1) . انتهى كلامه ( حفظه الله ) .
وكم لهذا الشعار من أثار على من يحمله ، فهو يولد عند حديثي الأسنان من السفهاء استعلاء التدين
على إخوانهم ، والزهو والغرور بالانتساب إلى السلفية ، وأنه أصبح اسمه ( فلان السلفي ) ، وبهذا
الشعار يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً بأنهم قد نجوا من الفرق الهالكة ، وأصبحوا في عداد الفرقة
الناجية أو الطائفة المنصورة ، فيُصبّرون من تبعهم بها على ضلالهم .
فيا لله من هذا العُجب الذي أتى بالعجب .
وانظر إلى هؤلاء الأدعياء كيف تجرؤا على أن ينجوا أنفسهم بأنفسهم ، ويهلكوا إخوانهم بزعمهم ؟!
والله سبحانه وتعالى يقول :
إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ، النحل 125 .
ثم اعلم أنه لا يلجأ إلى تزكية النفس إلا ضعيف النفس ، مقبل على شهواتها ، مغفل عن دسائسها
وأما عالي الهمة فيعلم أنها من الله منة ونعمة ، فيسترها بالتواضع ، لأن كل ذي نعمة محسود .
فإلى هؤلاء الأدعياء أقول :
كفوا عن هذه الدعاوى فإنها تحزب وهراء،وكفوا عن رمي إخوانكم بالحزبية فإنه كذب وافتراء .
هذا هو الحق وإلا فما ذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون (2) .
- الوظيفة الإبليسية :
س4 / ما هو العمل الرئيس الذي يجمعهم وتعرفهم به ؟
ج / عملهم الرئيس هو ( تصنيف الناس ) على حسب الهوى والوسواس ، وهو شغلهم الشاغل في
مجالسهم ومنتدياتهم ، وعملهم الدؤوب الذي لا يحسنون غيره بإتقان ومهارة .
فلو سألتني ماذا تقصد بالتصنيف ؟
فسأجيبك بما قاله العلامة / بكر أبو زيد ( رحمه الله ) :
" ولا يلتبس هذا الأصل الإسلامي بما تراه مع بلج الصبح ، وفي غسق الليل من ظهور ضمير أسود
وافد من كل فج استعبد نفوساً بضراوة أراه : ( تصنيف الناس ) وظاهرة عجيب نفوذها هي ( رمز
الجراحين ) أو ( مرض التشكيك وعدم الثقة ) حمله فئام غلاظ من الناس يعبدون الله على حرف ،
فألقوا جلباب الحياء ، وشغلوا به أغراراً التبس عليهم الأمر فضلوا وأضلوا .
نشرات خبيثة ، وردود رديئة تحت عناوين ضخمة ، وعبارات استفزازية
وقحة ، بعيدة كل البعد عن شرطي النقد ( العلم وسلامة القصد ) بأقلام
مدادها السم الناقع ، وحصادها النقد اللاذع ، بلا ضمير رادع ولا رقيب مانع .
فيا سبحان الله ..... أيسلم منكم أعداء الدين من اليهود والنصارى وغيرهم ، ولا
يسلم منكم إخوانكم من الدعاة والعلماء ؟!!
وهذه الأصناف وغيرها قد يجتمع من
وشهد شاهد من اهلها : الكتاب النادر للشيخ \ عبد العزيز بن سريان العصيمى ( من مكة المكرمة ) : كشف الحقائق الخفية عند مدعى السلفية - والتعليق على الكتاب للشيخين : عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين ( رحمهم الله )- نشر ت بتاريخ :1-10-2011