-احتلال الجوف :
والجوف قبل كل شئ هو (دومة الجندل) المكان التاريخي الذي عقد فيه المؤتمر الشهير بين أنصار علي
بن أبي طالب يرأسهم الساذج أبو موسى الاشعري بينما أنصار معاوية اللعين يرأسهم الرأسمالي الماكر
عمرو بن العاص.
وقد سمي هذا المكان التاريخي (دومة الجندل) باسم الجوف فيما بعد لأنه يقع في منخفض ( 500
قدم تقريبا عما حوله من سطح الصحراء.. وتتكون الجوف من: الجوف العاصمة، وسكاكا، والطوير،
وجاوه، وعدد من القرى، والمناطق التابعة لها، ومزارع الفواكه والنخيل كثيرة جدا في هذه المنطقة
التاريخية وممتازة جداً ومنها نخل الحلوة الشهيرة في البلاد.
وموقع الجوف الجغرافي مهم في استراتيجيته فهو يقع في شمال الجزيرة العربية على الطريق المباشر
للاردن، فلسطين، سوريا، والجوف قريبة من العقبة والعراق أيضاً، وقد اشتهر شعبنا في الجوف بعناده
وشجاعته وكفاحه بوجه آل سعود وغيرهم… وما سردنا النبذة التاريخية هذه عن الجوف وما حدث في
الجوف سابقا من خداع "معاوية" لأبي موسى الاشعري ورهطه إلا لنقارن بينه وبين ما حدث في
الجوف حينما قام جون فيلبي وعبد العزيز آل سعود بخداع بعض "الزعماء" في الجوف كغيرهم من زعماء
شعب الجزيرة العربية الذين خدعوا بالدعوة السعودية الكاذبة باسم الإسلام وكانت دعوة من نسيج انكليزي
سعودي اطلقت في بداية القرن العشرين زاعمة أن ابن السعود قد ارسل كمبعوث للعناية الالهية لا
كمبعوث للمكتب الهندي الانكليزي، وقيل يومها اّنه حامل لواء الإسلام لتوحيد البلاد.. وجعل الامر شورى
فيما بين الناس والناس سواسية كأسنان المشط!… وانخدع شعبنا "بأسنان المشط" هذه، فظن البعض أنه
المشط العربي الذي نص عليه الرسول العربي محمد، لا المشط "الانكلوا امريكاني" المتفاوت الاسنان…
فاجتمع شعبنا في الجوف وقرر "زعماؤه" ارسال وفد منهم إلى عبد العزيز بن السعود باسم الشعب في
الجوف حاملين رسالة جاء فيها:
(بسم الله الرحمن الرحيم… من أهالي عموم الجوف وقبائله إلى عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فان بلادنا قد اصبحت لاتطيق الظلم على رحابتها. ولهذا فالاخوة الذين يحملون هذه الرسالة
مندوبين عن أهالي الجوف يبلغونكم ترحيبا بكم لتكون الجوف تحت حكم الله وحكم الدعوة الإسلامية التي
تدعون إليها لسن شريعة العدل بين كافة الناس وتوحيد البلاد وأخذ حق الظالم من المظلوم.
وتطبيق حكم الشورى، وكما تقول بانك ستبقى خادماً لهذه الشريعة وأمة محمد وان حكام البلاد سيكونون
منها حسب اختيار الامة لهم فنحن نختار هؤلاء المندوبين عنا للمفاوضة معكم والايام بيننا والسلام على
من اتبع الهدى)!… هدى!..
كان هذا موجز لنص الرسالة التي بعث بها المجتمعون في الجوب إلى ابن السعود.. وقد حملها كل من:
حمد بن مويشير (من زعماء المعاقلة بمقاطعة الجوف) ومنصور الباسط (من زعماء القرشة بمقاطعة
الجوف) وعيد الضميري (من زعماء المطر بمقاطعة الجوف) وعلي الطريف (من زعماء القرشة بمقاطعة الجوف) واتصل هذا الوفد بابن السعود وبدأ التفاوض معه فوجدوه كما عبر أحدهم عنه بقوله عن الخداع
السعودي متمثلا في بيت الشعر العربي:
(ان الحيايا وان لانت ملامسها عند التقلب في انيابها العطب)
وبالطبع وافق عبد العزيز الذي كان جون فيلبي يقبع عن يمينه على كل شروطهم وعقدوا معه
معاهدة كانت كل موادها توحي في البداية أنها لصالح الشعب في الجوف، ولكن: خلفها مصيدة غادر
(يتمسكن حّتى يتمكن) ومع كل ما أبداه عبد العزيز بن السعود من لين الجانب… إلا أن الوفد الشعبي قد
عاد من لدنه ولديه بعض الشكوك من تصرفات ابن السعود ومن ملاحظاتهم (اّنه يخضع للانكليز الذين
يقعدون إلى جانبه)!… ورغم جسامة هذه الملاحظة إلا أنهم تغاضوا عن ملاحظاتهم تلك وصرفوا النظر
عن شكوكهم معللين ذلك بأنه (عارض يزول، وما دام ابن السعود قد وّقع المعاهدة فتوقيع الرجال شرف
يوضع على الرأس ولا يداس!.
وما دام أنه قد قبل كل هذه الشروط ونحن الذين فاتحناه بها وعنينا إليه فلنتفق فيما بيننا على أنه مخلص
في عهده)!… واتفقوا… وهكذا أرسل معهم مندوبا سعوديا من عنده يدعى (عساف الحسين) وبهذه المعاهدة
"الحيلة" قدر للظلم السعودي أن يسود الجوف.. وكما قلنا: تمسكن الغادر ابن السعود لشعب الجوف حّتى
تمكن من الجوف، وتنكر بعدها لعهوده ومعاهداته وايمانه ومواثيقه الغلاظ… وراح يردد "انشودته"
المفضلة التي ما زال يرددها من بعده أولاده (أخذناكم بحد السيف)!… وما زالوا يصبغون سيوفهم في
رقاب وأيدي وأرجل الشعب ويسومونهم سوء العذاب، ومنذ ذلك الحين، وحتى بعد تدفق مليارات البترول،
وما زال آل سعود يرسلون أذنابهم من (الخراصين) لجمع ضرائبهم الفاحشة من البادية والفلاحين
والمواطنين لانفاقها على شهواتهم السعودية… ومن هذه الضرائب التي فرضوها على شعبنا ليس في
الجوف فقط وانما في كافة أنحاء الجزيرة العربية: ضريبة الزكاة!… ضريبة الجهاد في سبيل الله!…
ضريبة حماية الاعراض!… ضريبة المكوس والجمارك… ثم.. ضريبة فلسطين والدفاع عنها!.. بعد أن
باعها آل سعود… وأخيرا.. ضريبة مرضى السل!.. والذين يقومون بجباية هذه الضرائب مجموعة من
الجهلة الاميين واللصوص الذين يستولون على ربع ما يجبونه من الشعب، أما الربع الثاني فلحكام
المناطق، وأما النصف الآخر فللعائلة السعودية، تأخذه من الفقراء لتنفقه في "جهاد الحريم الاكبر" وتشتري
به ملهياتها ومسكراتها وملذاتها وشهواتها الحيوانية السعودية.. وكثيرا ما يصادر (الخراصون) أراضي
الفلاحين ونخيلهم ومزارعهم وابل واغنام أبناء البادية بحجة (أنهم أخفوا شيئا مما أوجب الله عليه دفع
الزكاة لآل سعود)!.. مما جعل أكثرية من الشعب تعيش على هامش الحياة في الفقر المدقع والمرض
المفزع والجهل المفجع والارهاب المروع، ولكن مع كل هذا لم يفقد شعبنا
احساسه في كرامته وانسانيته
وعروبته وشجاعته، فانتفض شعبنا في الجوف بوجه الظلمة الاثمين السعوديين سلالة بني القينقاع واجتمع
1940 وقرر الشعب ما يلي: /5/ في يوم 23
1 أن ابن السعود خائنا.
2 ان ابن السعود نكث مواثيقه.
3 ان ابن السعود بغى وعلى الباغي اللعنة.
4 أن ابن السعود طغى وجهنم للطاغين.
ولكنه يجب أولا ارسال مندوبين عن الشعب لمعرفة رأي ابن السعود في هذه الجرائم التي تمارس باسمه
في حقنا وعرضها عليه لنرى هل له إطلاع عليها أم أنها تدار من خلف ظهره وتسمى بإسمه، فان كان لا
يعلم بها فعلينا أن نعلمه. وان كان فما هذا إلا انذار منا لنقضه الاتفاق والوعود ومن انذار فقد اعذر!…
وعلى هذا الأساس رأى شعبنا في الجوف أن يرسل مندوبين عنه إلى عبد العزيز آل سعود بالرياض
واستقر الرأي بأن يكلف بهذه المهمة كل من : الشيخ حجاج بن دايس (زعيم خذما) والشيخ معزي بن دهام
(زعيم العقلية بالقريات) ووصلا الرياض واجتمعا بالطاغية عبد العزيز " وكعادته الثعلبية" رحب بهما وهو
يكتم غيظ نيته السعودية اليهودية في صدره وتظاهر بأكرامهما بينما كان يخفي لهما اللؤم… ونادى على
واحد من عبيده فوسوس له… ثم… ثم طلب القهوة العربية كعادته… وأردف قائلا: (زد لنا الزعفران)!.
ولم يكن الزعفران إلى اشارة بين العبد وسيده عبد العزيز… وجاءت القهوة التي لم تكن عربية!.
(وانما يهودية).. لقد وضع فيها (سما) نعم وضع السم في القهوة… وهذه ليست عادة غريبة عليه… فقد
قتل بهذه الطريقة المئات من رؤساء العشائر والمجاهدين... فتخلص منهم باحقر اسلوب عرفه الصهاينة…
فاشار إلى "العبد" بأن يسكب للشيخين فقط قائلا (والله وتالله ان لكم محبة خاصة في قلبي لانكم دائما
تظهرون الحق… ووالله وتالله انني أكره من يسكت على الظلم… ووالله وتالله ما سكت على الظلم إلا
شيطان أخرس!) وهكذا يقسم الغادر الاثيم!.. فارتشف الشيخ حجاج بن دايس القهوة.. أما الشيخ معزي بن
دهام فقد تنبه للخطة واستغل فرصة التهاء الطاغية "بالايمان الغلاظ" وانصراف "العبد" ساكب القهوة لسكب
عدد من قهوته السعودية إلى زميله الذي لم يكن يظن أن النذالة ستبلغ بابن السعود هذا الحد البشع… فألقى
الشيخ معزي بن دهام بالقهوة إلى جانب مقعده في غفلة من الاذناب وأشار بيده للعبد "أنه قد اكتفى" أما
الطاغية فقد اطمأن لهذا العمل.. وودعهما وهو يكرر عهوده وأيمانه بأنه على عهده ولم يخنه ولكنه لا
يستطيع الالمام بكل الأمور هذه وانه "الخادم للرعية" وأنه سوف يحذر أمير الجوف الحاكم آنذاك ولن
يتكرر ما حصل!.. ثم ودعهما.. وفي الطريق لقي الشيخ حجاج بن دايس حتفه "بالسم" السعودي بينما نجا
الآخر الشيخ معزي بن دهام..
ومع أن الشعب في الجوف قد اكتشف هذه الخطة الملعونة إلا أنه صبر على أحر من الجمر ليرى ماذا
يفعل ابن السعود بمواعيده وايمانه... ولكنه لم يفعل شيئاً إلا زيادة المظالم… ومرت الايام والطغيان
السعودي يزداد مع الايام غدراً وطغياناً… ومرة أخرى حرر شعبنا في الجوف ايقاد مندوبين عنه لابن
سعود" ممن عرفوا بالصلابة وقوة البأس ومنهم: رجاء ابن مويشير، ومسعر البلهيد، وكبريت الدرعان،
وصنيتان الدرعان، ومخلف المانع، ومتروك الخلف، ومرعيد الدنوني، ونويديس بن خفلية السهيان،
ومناور بن هايس، وسهيان الشكر، وثلج البطي، وغيرهم من المؤمنين… وقابل ذلك الوفد عبد العزيز بن
سعود وعرضوا عليه مشاعر الشعب نحوه ونقمته عليه وعلى حكمه وحكامه، لكنهم رفضوا هذه المرة
شرب "القهوة" أو أكل أي شئ معه أو لديه، وأفهموه أنهم أقسموا على عدم أكل أو شرب أي شئ لاعتباره
ناكث عهد، ولم يحقق أي مطلب شعبي.. ومرة أخرى أخذ يكرر الطاغية أيمانه ويؤكد (أنه سيرسل تلك
الساعة من ينوب عنه ليحقق كل ما يطلبون ولن يتم إلا كل ما يرضيكم وما لا يرضيكم سيزول!.) وعاد
الوفد إلى الجوف بين مصدق وم ّ كذب وما أن وصلوا حّتى وجدوا أن ابن السعود قد أرسل للجوف لوائين
من "جيش الاخوان" المتوحش وكان قد أعاد تشكيله من جديدة لثاني مرة عام 1948 ،1947 بعد أن ألغاه
في السابق عندما كونته المخابرات الانكليزية بقيادة شكسبير وجون فيلبي في مطلع القرن العشرين لكن هذا
الجيش ثار ضد آل سعود بقيادة فيصل الدويش فالغاه كما قلنا وأعاد تشكيله عام 1947 ، ومنذ ذلك العام
"والجيش الحافي" يزداد 1، وبدأ
ذلك الجيش الحافي يشن هجمات النهب والسلب والسرقة.. وقام عبد العزيز بعزل شيوخ القبائل والزعماء
المؤمنين واستبدلهم بغيرهم وأخذ يستعمل سلاح غدر جديد… سلاح (الفتنة) التي أخذ يثيرها أذنابه بين
القبائل والشعب في كل المناطق… سائرا بالمثل اللئيم الذي علمه له أسياده الانكليز (فرق تسد) فساد هذا
الفساد.. لكن إلى حين… فمات عبد العزيز وخلفه ابنه سعود، ولم ينخدع شعبنا في الجوف بابن الطاغية
لأيمانه عن خبرة أنه لا يمكن للفأرة أن تلد إلا فارة أو فاراً، أي لا يمكن أن يخلف عبد العزيز إلا ذريته
الطغاة الذين لحقوا به.. وكان الخصام بين المواطنين قد بلغ أشده من جراء فتنة التفرقة التي أوجدها
الطاغية عبد العزيز.. ولكن المواطنين قد أحلوا الوئام مكان التفرقة وأجمعوا أمرهم (على أن لا يبايعوا
سعوداً عند قدومه إلى الجوف لأخذ البيعة) ووصل سعود الذي أعلن نفسه ملكا بوفاة والده عام 1373
1953 م وجاء ليأخذ البيعة من المواطنين.. لكنه لم يجد من يقابله إلا حاكم السعودي على الجوف
والاذناب، أما الشعب فقد داهمه في الصباح الباكر بمظاهرة عدائية كبرى قبل أن يقوم من مخدعه المتنقل معه (وهو عبارة عن صالون كبير تجره سيارة كبيرة، مكيف بالهواء مليء بالخمور والحريم) وما كان من
سعود بعد تلك المظاهرة إلا أن أمر أتباعه بحزم أمتعتهم والحفاظ على حريمه وخموره!… ولاذ بالهرب
من الجوف إلى غير رجعة… وترك على الجوف حاكما من خونة السعوديين ومنذ ذلك التاريخ وشعبنا في
الجوف يعاني صنوف القهر والنهب والاستبداد…
-كيف (حل) الاحتلال السعودي في القصيم؟…
ما من شك أن شعب القصيم قد كره أولئك الحكام الذين حكموه قبل حكم الاحتلال السعودي
بحكمهم الرجعي الذي لا يقوم إلا على جمع الزكاة من المواطنين والغنائم لانفاقها على الحروب الأهلية،
إلا أن شعبنا في القصيم لم يرحب أيضا بحكم آل سعود المؤيد من الانكليز أبدا… لكنهم احتلوا القصيم
عنوة واغتصابا.
احتلوه بقوة ودعم وتخطيط الانكليز وباثارة الفتن وبالغدر وبالدجل باسم الدين وبدفع الرشوات لتجار الدين
ولبعض العائلات الكبيرة في القصيم، فأفتوا بتكفير أي حاكم لا يعمل تحت امرة حكم عبد العزيز آل
سعود.. إلا أن صالح بن حسن آل المهنى حاكم بريدة آنذاك قد طعن في صحة تلك الفتوى السعودية…
ولما رأى (مجلس الربع) الانكلو سعودي تصميم ابن مهنى على مقاومة النفوذ السعودي الانكليزي،
أرسل "مجلس الربع" كتابا باسم عبد العزيز آل سعود يطمئن فيه ابن مهنى بأنهم لا ينشدون إلا صداقته
فقط وهم لا يطلبون منه مقاومة ابن الرشيد وانما يرجون منه عدم مقاومة ابن السعود فرد ابن مهنى عليهم
قائلا: (اّنه لايريد تدخلا في شؤون بلاده وسيحارب كل من يتدخل أما من يريد الصداقة فباب الصداقة
مفتوح لكل من يريد الصداقة صادقا)… وبعد أن وصلت هذه الرسالة اشار جون فيلبي (رئيس مجلس
المستشارين) على عبد العزيز بن سعود بقوله: (ما دام ابن مهنى يدعي أن باب الصداقة مفتوح لكل من
يريد الصداقة صادقا فلنرسل له بصندوق من الذهب كعربون للصداقة ومن ثم اطلب منه أن يزوجك باخته
لتبرهن له أنك تريد دخول الصداقة صادقا من بابها الواسع باب المصاهرة)! فكتب مجلس الربع الرسالة
باسم ابن السعود إلى ابن مهنى وأرفق بها عربون الصداقة صندوق الذهب فاستجاب ابن مهنى لطلب
ابن السعود الذي توجه ومجلس الربع ومجموعة من جيشه إلى بريدة… وباختصار… تزوج اخت ابن
مهنى… وبذلك أصبح صهره العزيز عبد العزيز!.
وأصبح عدو الامس "رحيم" اليوم.. ما دام أن العود قد أصبح من أهل البيت و"حمام الدار" فلابد اذن من أن
يسود جو الامان ويطمئن كل واحد للآخر… فالمثل الشعبي يقول (كن نسيبا ولا تكن ابن عم) أي أن
الصهر أقرب قرابة من ابن العم… وبعد شهر واحد فقط… انقلب (اليهودي) إلى أصله ال ّ غدار.. إذ اتفق
مجلس الربع مع كبار تجار الدين وبعض كبار الجماعة على الخطة… فوجه عبد العزيز بن السعود الدعوة
لشركاءه من تجار الدين والجماعة.. وكانت الدعوة في بيت نسيبه طبعا ولابد لنسيبه من حضورها…
وكانت بداية النهاية عندما أبلغ ابن السعود "نسيبه" ابن مهنى زاعما له: (أن لديه معلومات مؤكدة بأن ابن
الرشيد قد توجه إلى غزوك يا نسيبي بعد أن علم أنك قد زوجتني أختك معتقدا أننا قد أصبحنا نتآمر عليه
الآن، فأنا والانكليز سنبذل كل ما بوسعنا لصد العدوان عنك…. ولهذا لابد من توجيه الدعوة إلى مشايخ
الدين وكبار الجماعة للتشاور معهم، وهم فلان وفلان وفلان، الخ) فانطلت تلك الحيلة (السعودية الانكليزية)
على الرجل الطيب ابن مهنى حينما وجه الدعوة للمجموعة التي اقترحها "نسيبه" لذلك الاجتماع الهام!…
اما عن "النسيب" عبد العزيز ابن السعود فقد أحضر مجموعة سعودية مسلحة من جنده يثق بها كل الثقة
يرافقها "الحاج شيخ المشايخ والطرق عبد الله جون فيلبي"… وما أن تم الاجتماع وكمل العدد حّتى صوبت
البنادق صوب رأس "النسيب" ابن مهنى … ولم يكن للرجل من حيلة غير الاستسلام وهو يردد
(نسيبي؟!… كيف يا نسيبي تعمل هذا مع أخو زوجتك؟… لماذا هذا الغدر؟… ما هذه شيم الرجال.. أين
العيش والملح والشرف والقرابة والصداقة والعهود؟!.. ليست هذه طرق العرب)!.. ولم يمكن رد سليل
القينقاع إلا قوله الوقح: (حط الشرف وشيم الرجال والصداقة والنسب والحسب في دبرك… أنا ما تزوجت
أختك إلا لهذا اليوم… اقتلوه!) إلا أن جون فيلبي قد أشار بعدم قتله في بيته… وأقترح أن يشدوا وثاقه
ويحملوه بعيدا بحجة أنهم سيأخذونه إلى الرياض ونقله مع أولاده وأولاد أخيه السبعة لقتلهم في مكان بعيد،
فغضب وهاج شعبنا في القصيم لهذا الغدر بحاكمهم… فحاول ابن السعود أن يتحاشى تلك النقمة الشعبية
ضده إلى حين… فأعلن في البلد بواسطة تجار دينه الباطل وبعض كبار البلد: (أن ابن مهنى قد باع البلاد
لابن الرشيد وابن الرشيد "كافر" كما تعلمون ولهذا خلعنا ابن مهنى وأرسلناه هو وأولاده إلى ابن الرشيد
صديقه العزيز في حائل ومع ذلك سنحافظ على حياته حّتى يصل إلى حائل ومن أراد أن يراه فليشاهده
وهو في طريقه إلى حائل)!… لكنه من ناحية أخرى أوعز ابن السعود للحاكم المخلوع ابن مهنى بأنه إذا
أراد سلامة نفسه وأولاده فعليه أن يجيب إذا سئل (بأنه هو الذي أراد السفر من تلقاء نفسه إلى حائل ليلجأ
إلى ابن الرشيد!…)
ولهذا وجد ابن مهنى نفسه مضطرا للتصريح بما لقن به كذبا من قبل "العدو النسيب" لعدد من أبناء الشعب
عندما اعترضوا طريقه وطرحوا عليه الاسئلة (لماذا السفر؟ نحن سننقذك؟).. وما أن علم شعبنا في مدينة
عنيزة بذلك حّتى خرج جمع كبير بقيادة "ابن يحيى" حاكم عنيزة آنذاك وهو صديق لابن مهنى بغية
مناصرته واستلامه ليقيم في عنيزة إذا أراد، وفي الطريق، اعترض ذلك الجمع طريق ابن مهنى وطلب
من حراسه "السعوديين" تسليمه لأهالي عنيزة ليبقى عندهم… لكن الحراس السعوديين ردوا على أهالي
عنيزة قائلين: (انها رغبة ابن مهنى نفسه بالتوجه إلى حائل ليقيم عند صاحبه ابن الرشيد)!… فسألوا ابن
مهنى الذي أجاب بما هو مرغم على قوله (صحيح… صحيح سأبقى عند ابن الرشيد)! عند هذا تراجع جمع أهالي عنيزة وتركوه لحراسة الغلاظ… وما أن ابتعدوا قليلا عنهم حّتى أناخ الحراس الابل وقتلوا ابن
مهنى وقتلوا أولاده وأولاد أخيه السبعة!.
وكان من بين الاولاد طفل صغير لا يتجاوز سن الرابعة قتله الوحوش بعد أن قتلوا والده وأخوته الستة
رغم كونه طفل صغير لا يفقه شيئا من أمور الحياة!! هذه عينه من وحشية آل سعود…
وعاد ابن السعود.. ثم قتل خمسمائة رأس من رؤوس المعارضين له في (بريدة) كان بعضهم من
مشايخ (الصالحين) امثال القاضي الجليل الشيخ إبراهيم بن عمر الذي طلب منه ابن السعود (أن يفتي له
بتكفير المعارضين في الجزيرة العربية ومنهم أهل حائل وكل من يقف ضد الانكليز والسعوديين) فرد
القاضي ابن عمر قائلا (لا يمكن أن أقول انهم كفرة والدين يقول من كّفر مؤمنا فقد كفر!… وحتى لو كانوا
كفرة فالقرآن الكريم يقول لا اكراه في الدين.. وأنت لست نبيا يا ابن السعود… ومحمد عليه السلام أخبرنا
بقوله: لا نبيا بعدي.. أما عن الاتراك فكل ما أفتي به حولهم فهو: اننا لا نقبل تدخلهم في بلادنا ونحن
ضدهم ولا تنسى أننا حاربناهم يوم كنت أنت ووالدك عبد الرحمن تتلقى معونتهم إلى أن قطعوها أخيرا بعد
تعاملكم مع الانكليز… وأنا لا أريد أن أكّفر ابناء ديني ووطني لصالح الانكليز… وأعرف أنه ليس لديك
من السلاح والمال ما يعينك لتحارب به وانما السلاح والمال هما سلاح ومال الانكليز… يدفعونه لك
لتحارب به المسلمين… وبعد: كيف تريد مني تكفير أهل نجد وأهل الحجاز وأهل الجوف وعسير واليمن
وتكفير العرب المسلمين وأنا أرى الانكليز أمامي الآن يسوقونك لحرب المسلمين)!… ونزل هذا القول
كالصاعقة على رأس عبد العزيز آل سعود وسادته الانكليز حيث امروا بحفر حفرة عميقة وربطوا يدي
القاضي الجليل إلى ظهره وأخذوا يجرونه من لحيته حّتى أوقفوه على شفى الحفرة وقال له عبد العزيز:
(هذا قبرك، إذا كّفرت اعداءنا نجوت من الموت وان رفضت فسندفنك فيه حيا) فأجاب ابن عمر بقوله
(أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الموت حق والظلم باطل، ولن أكفر إلا المعتدين الانكليز
ومن يركن لهم من الظالمين السعوديين…) عند ذلك قذفوا به في الحفرة وأحرقوه بالنار ثم أهالوا عليه
التراب وهو حيا… وبهذه الطريقة السعودية القذرة استشهد القاضي الجليل ابن عمر… وكذلك القاضي
الشيخ إبراهيم بن جاسر، فقد طلب السعوديون منه نفس المطلب (تكفير العرب المؤمنين والمسلمين في نجد
والحجاز والجوف والاحساء وعسير واليمن) ممن قاوموا الظلم الاستعماري والسعودي ولما رفض ابن
جاسر تنفيذ باطل أقوالهم الانكلو سعودية نفوه إلى الكويت ومات في المنفى… كما قتلوا عدد من
الشعراء… منهم ابن صغير وابن سكران…
وكذلك الحال في عنيزة… نفس الاسلوب… نفس الفتن… فقد كان آخر من حكم مدينة عنيزة (آل يحيى)
ينازعهم في الحكم آل سليم، وآل سليم من مؤيدي آل سعود، ولهذا ناصرهم آل سعود بالمال والسلاح
واستولوا على عنيزة وقتلوا عدداً من آل يحيى الذين حاربوا الانكليز والسعوديين وذهب بقيتهم للاقامة في حائل وأخضعوا عنيزة للنفوذ السعودي ولا زال آل سليم يحكمون عنيزة كموظفين للحكم السعودي، لكن
شعبنا العظيم في عنيزة لم يخضع ابدا منذ أول يوم احتل فيه الظلم السعودي عنيزة حّتى الآن، فقد حدثت
في عنيزة انتفاضات عديدة ضد غشامة حكم السعوديين المنحل، وقد وقف علماء الدين ورجالها الاحرار
وقوف المؤمنين الصامدين للدفاع عن أرضهم، ولم تخرج من أفواه علماء الدين في عنيزة أية فتوى باطلة
لتكفير العرب المؤمنين اشقاءهم أو تكفير المسلمين!.
ومثالا على هذا ذلك الموقف المشهود الذي وقفه الشيخ الجليل صالح العثماني القاضي، بوجوه هؤلاء
الآثمين المشعوذين السعوديين ولهذا اصدروا الفتاوى الفاجرة بتكفيره وأمر عبد العزيز الطاغية جنده الفاسد
بضرب الشيخ صالح القاضي بعصيهم على سرته وهم يرددون: (هذه الكرش المليئة بالكفر في حاجة إلى
بقرها وتطهيرها من الكفر والندقة)!.. وكان الشيخ صالح القاضي هو امام الجامع الكبير في عنيزة، لكن
عبد العزيز بن السعود كان يخرج من عنيزة يوم الجمعة تاركا الصلاة خلف هذا الرجل الذي كان يصلي
خلفه كل أهل البلد (إلا عبد العزيز آل سعود) الذي يغادر عنيزة قبل صلاة الجمعة بقليل ليصلي خلف جون
فيلبي (أو الحاج عبد الله فيلبي كما سمى نفسه لغاية في نفسه) وكان عبد العزيز بن سعود يظن أنه
سيضايق الشيخ صالح القاضي "بهجره" له وتحريمه الصلاة خلفه!
(وأدائها خلف جون فيلبي)، إلا أن ابن السعود قد اضطر أخيرا لمقابلة الشيخ القاضي والاعتذار منه لغاية
في نفسه، لكن القاضي لم يقبل عذره قائلا (عذرك مردود يابن سعود، وس رتي هذه التي تريدون تطهيرها
من الكفر كما يقول جندك لم تعتاد على أكل المحرمات، وأنا لا أتشرف بأن يصّلي خلفي من يخضع
للإنكليز ويطلب مني تكفير العرب المسلمين)!.
ورغم هذا الجواب القاسي فان عبد العزيز الطاغية لم يمسه بسوء مباشر سوى المضايقات السعودية، نظرا
لوقوف الشعب البطل في عنيزة إلى صف القاضي…
ولم تكن هذه فقط مواقف شعبنا في عنيزة بوجه الطغيان السعودي، فقد كانت له مواقف مشرفة وانتفاضات
شعبية وطلابية تعبر عن سخط الشعب على أوضاعه الفاسدة السعودية المقلوبة… وكذلك مواقف شعبنا
وطلابه في بريدة وانتفاضاته الشعبية والطلابية، نذكر منها على سبيل المثال انتفاضة الطلبة عام 1957
حينما طوقوا قصر الامير السعودي الحاكم في بريدة محمد بن بتال ورجموه بالحجارة وهم يهتفون بسقوط
الحكم الظالم وتجار دينه الذين يطلق عليهم زوراً اسم (هيئت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وما هم
إلا عكس التسمية تماما… وقد قامت تلك الانتفاضة الطلابية احتجاجا على ما قامت به هيئة (الامر بالمنكر
والنهي عن المعروف) في بريدة من جلد بعض الطلبة بحجة أنهم (يركبون احصين ابليس، ويمشون خارج
بيوتهم بين العشاوين)!.
وترجمة هذا الكلام "البومي" يعني: أن الطلبة يركبون عجلة "البايسكل" ويخرجون من بيوتهم في فترة ما
بين المغرب والعشاء!، وركوب المواطنين للدرجات حرام، لكن ركوب رجال الدين والامراء واللصوص
للسيارات الفخمة المسروقة من حقوق العمال والفلاحين وأبناء البادية الجياع مباح، وهم لا يريدون أن
يخرج الشعب ليلا، وكفاية على شعبنا نهاره السعودي المظلم، لأن من يخرج في الليل ربما قد يفعل شيئا
ضد عهد آل سعود الدامس، والشعب كله يعيش في حالة طوارئ دائمة ومنع تجول باستمرار وما زالت
حالة الطوارئ مطبقة في عدد من مناطق ما يسمى بالسعودية منذ عام 1901 حّتى يومنا هذا، إذ يحرم
على المواطنين السير في الشوارع أو السهر في البيوت ما بعد الساعة التاسعة ليلا…
وهذا يرجع إلى خوف الاحتلال السعودي من التجمعات… ولا زال آل سعود يعدون شعبنا عداً
بواسطة تجار دينهم، وبعبارة أوضح، مطلوب من كل مواطن أن يثبت وجوده في المسجد الذي يقع في
حيه وذلك فجر كل يوم (الساعة 3.5 صباحا) وحرق الثياب والجلد في الشوارع والسجن لمن لا يثبت
وجوده… ولعلك لم تسمع: أيها الإنسان البعيد عنا بكلمة (نائب) … وان سمعتها، فلا يبدر لذهنك أنه
قد أصبح لدينا (مجلس أمة… أو مجلس شعب.. او مجلس نواب) وأن هناك (نواباً) يمثلون شعبنا في هذا
المجلس!..
حاشا، وكلا، أن يمثل شعبنا تمثيلا حقيقا طالما وجدت عائلة آل سعود، في الوجود… اّنما النواب يا
صاحبي هنا هم: (اعضاء هيئة الامر بالمنكر والنهي عن المعروف).
… ونعود الآن لايجاز الحديث عما حدث لطلاب بريدة بعد تطويقهم لقصر الامير ابن بتال وقذفه
بالحجارة، لقد أرسل الملك السعودي طائرتين امريكيتين محملتين بالعصي والعبيد، فاختطفوا الطلاب من
مساكنهم، والهبوا جلودهم ضربا حّتى أغمى عليهم.
وبعد ذلك حملوهم بالطائرة بين الحياة والموت.
وما كان موقف فيصل ولي العهد ورئيس الوزراء آنذاك إلا كموقف الملك سعود ولم يكن موقف آل فهد
وبغايا آل سعود إلا كموقف فيصل من تهديد ذويهم وتأييد مخازي تجار الدين السعودي أعداء الشعب
كله على ما اقترفوه من جرائم وما يقترفون من فجور بدافع من حكم آل سعود..
وما حدث في بريدة وعنيزة حدث ما يشبهه في وادي الدواسر، وفي المجمعة، في الزلفي، وفي الرس وفي
سدير والافلاج والحريق والحوطة، وفي شقرا وكافة بلاد الوشم ونجد كلها.
وحدث في المدينة وفي مناطق كثيرة من الحجاز وعسير والاحساء والقطيف والجبيل ومناطق الظهران
لكن مثل هذه الانتفاضات وحدها لا تكتفي للاطاحة بأخس احتلال سعودي عميل… ان العمل التنظيمي
والجبهوي هو الحل السليم للاطاحة بهذا العار..
- الاحساء :
الاحساء عاصمة المنطقة الشرقية الاولى.. الاحساء (بلاد الخضرة والماء والزيت الحسن) لايوجد بها
مستشفى بالمعنى السليم، ولا طريق سالكة واحدة بالمعنى الكريم، الاحساء المنكوبة بحكم الغاب السعودي،
فكيف تم الاحتلال الاستعماري السعودي لها؟…
لقد رأى جون فيلبي أن الاحساء هي أهم منطقة يجب الاستيلاء عليها واخراج الاتراك منها ليسهل اتصال
الانكليز بحراً وبراً وجواً بعمليهم عبد العزيز في الرياض وامداده والاحتفاظ بهذه المنطقة
الاستراتيجية الثمينة التي تربط الخليج العربي بالبحر الاحمر… وتربط ما كان يسمى (بالمحميات) في
الجنوب بنجد والحجاز والجوف.. انها مهمة جدا.. لكنه لابد من تمهيد انكليزي للاستيلاء عليها… لذا رأى
الانكليز أنه لابد من اجراء اتصالات ببعض العائلات الاحسائية.. وكان في ذلك الاتصال بداية الاحتلال…
ووعد عبد العزيز وجون فيلبي تلك العائلات "بالخير" بعد أن عاهدهم جون فيلبي نيابة عن الانكليز
بأنهم (سي ّ كونون منهم مجلسا استشاريا، وأن تبقى خيرات الاحساء لأهلها.. وأن يختاروا حاكم الاحساء من
الاحساء بطريقة انتخابية، على أن يتعاونوا مع عبد العزيز آل سعود على طرد الاتراك الذين احدثوا
الاضرار في البلاد والعباد "!"، بالاضافة إلى أن الاتراك كفرة ومشركين!. والخ) …
وأسدوا لهم من هذه الوعود البراقة والمال ما يسيل اللعاب!.. فاطمأن من اتصلوا بهم من أهل الاحساء
لتلك الوعود السعودية الانكليزية البراقة، وساعد على تنفيذ خطة الاحتلال الانكلو سعودي للاحساء ما
أصاب الدولة التركية من تصدع وانهيار بعد أن فرقت قواتها في كل جهة ودخلت في حرب البلقان
وخرجت منها منهوكة القوى…
ففي جمادى الاولى سنة 1331 الموافق 12 ابريل (نيسان) 1913 م كان عبد العزيز بن سعود قد وصل
الاحساء هو ومجموعة مسلحة معه تبلغ الالف شخص انتشروا في البساتين بصفة بدو رحل وكمنوا فيها،
وفي تلك الليلة فتح لهم الذين اتفقوا معهم من أهالي الاحساء فتحة في جدار سور الهفوف الذي كان يحيطها
من كل جانب والهفوف هي عاصمة الاحساء ودخل الجند السعودي المسلح من تلك الفتحة وهاجموا
القلعة التركية التي لم يكن بها سوى 64 جندياً تركياً، فلم تستسلم الحامية واستمرت المقاومة التركية، حّتى
أخذ واحد من الجنود السعوديين حبلاً طويلاً وعلقه بأعلى القلعة وتسلق من خلاله إلى داخلها وتبعه الجنود
السعوديون فقتلوا الجنود الاتراك جميعا.
وبعد ذلك ب ّ شر (الامير عبد العزيز بن سعود الذي كان مختفيا في أحد بيوت أحد العملاء من أهل الاحساء
بالنبأ) وهكذا حل الاحتلال السعودي في الاحساء محل الاحتلال العثماني، وماذا فعل الاحتلال الجديد بعد
ذلك؟!.. في نفس اليوم، اقام الامير عبد العزيز وليمة دعا إليها بعض أهالي الاحساء، وفي مقدمتهم أولئك العملاء الذين أخفوه عندهم والذين تعاونوا معه من أبناء الاحساء وشيوخ البادية (وقطع بعض رؤوسهم) ثم
وضعها إلى جانب صحون الطعام وأمر بقية المدعوين أن يأكلوا الطعام.. وأخذ يرحب بهم (ياهلا وسهلا!.
حياكم الله!.)
فتردد القوم… وامتنعوا عن الاكل… لكن عبد العزيز الجبان الغادر سل سيفه وأعلى صوته عند الطعام
قائلاً: (اقسم بالله أن أي واحد منكم لا يأكل سوف يسقط رأسه عن كتفه)… فأكلوا.. لماذا فعل هذا الطاغية
عبد العزيز فعلته الصهيونية الجنونية هذه؟ (لقد كان يقصد فقط أن يرهب الآخرين بما فعل، وبهذا ينقطع
أمل الذين يرجون منه تنفيذ ما وعد به من "اصلاحات" ووعود لمن تعاونوا معه بوضعهم في المناصب).
هكذا قال بنفسه. وأعقب ذلك باحتلال القطيف والعقير والجبيل واستولى على بقية المناطق، ثم بدلا من أن
يفي بعهده الباطل بتنفيذ ولو "اصلاحات" طفيفة، وضع ابن عمه الشرير الشهير بجرمه وطغيانه (عبد الله
جلوي) حاكما على الاحساء مطلق اليدين والقدمين.
فأخذ يبطش بالشعب ويسوق المواطنين سخرة لبناء قصوره ويفرض الضرائب الفاحشة على الفلاحين
وأبناء الشعب باسم "الزكاة" و"الجهاد" و"ضريبة الحفاظ على الاشخاص" و"ضريبة الحافظ على الاعراض"
حتّى أن هذا الطاغوت أرغم عدداً كبيراً على بيع أولادهم وبناتهم في سوق الرقيق ليسدد (بقيمة الاولاد)
هذه الضرائب السعودية الفاحشة المجرمة.
وممن ارغموا على بيع بناتهم شخص اسمه ابن داوود … ومما هو مشهور عن ابن جلوي أنه يرسل
عبيده إلى بعض المواطنين لجبي الضرائب منهم وإذا ما قابلهم الشخص المطلوب في الطريق العام ولم
يكن في جيبه شيئا واعتذر… أوقفوه في مكانه وخطوا دائرة من حوله في الأرض، واقسموا له بقتله لو
برح هذه الدائرة… ويقف الشخص مكانه (لا يبرحه) حّتى يرسل من يأتيه بمطلب العبد السعودي أو يعطي
العبد مفاتيح بيته ليذهب العبد الآخر ويفتش البيت ويأخذ ما يعجبه منه ثم يعود إلى المواطن المحبوس في
الشمس ضمن الدائرة المخطوطة ويسلمه مفاتيحه ويضربه بالسيف على صدره أو رأسه… أما إذا لم يجد
العبد شيئا لا في جيب المواطن ولا في بيته ولم يكن له أولاد يستوفيهم ابن جلوي أو يبيعهم فيقتاد
المحبوس من الطريق إلى السجن ولن يخرج المواطن إلا بعد أن يبيع ابنه أو بنته أو يقدم ابنه أو بنته أو
يعمل مجاناً في القصور لمدة سنة أو يتبرع عنه مواطن آخر.. مقابل تسديد الضريبة السعودية إلى الحاكم
بأمر الله!…
ونورد على سبيل المثال لا الحصر اسم المواطن الفقير السقاء (بائع الماء) محمد الدحيم من محلة الرقيات
بالاحساء الذي أرغمه ابن جلوي على بيع بنته ليسدد له ضريبة "الجهاد المربوع" ومعنى "الجهاد" أن
العصابة السعودية "تجاهد" لبناء قصورها وحماية نفسها بهذه الاموال… أما معنى "المربوع" فهي أن
العصابة السعودية تأخذ ضعف الضريبة اربع مرات كل سنة وأحيانا كل شهر وأحيانا كل اسبوع… المهم أن يدفع المواطن الفقير اربع مرات في السنة.. والهوى السعودي هو التشريع… وليس هنا من اجراءات
تسليم واستلام أو سجلات تثبت أن آل سعود قد استلموا شيئا من المواطن الذي لا يقبل قسمه ولا عذره ولا
شهادة فقره… وقصة أخرى للمواطن علي بن صالح الذي جاء ليثبت أنه لا عمل له ولا مورد ولا أطفال
يبيعهم أو يرهنهم لتسديد ما فرضه ابن جلوي عليه من ضرائب بحجة حماية عرضه من الكفار!، فأمر بن
جلوي بربطه من يديه ورقبته بحبل إلى مؤخرة حصان ركبه أحد العبيد وأخذ يجره في الطرقات حّتى مات
بعد اربع ساعات من الجر…
وهناك الوان أخرى من "جهاد" آل سعود في سبيل الله… فقد وهبوا مساحة أرض شاسعة تملكها البلدية
لرجل دينهم الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ فباعها إلى البلدية نفسها بملغ مائة ألف ريال… وكذلك أرض
الزقيقية التي استولى عليها أحد "زّقان" آل سعود ابناء الملك وراح يبيعها للمواطنين… وكذلك قصر الملك
الذي أشاده في الرقيقة 40 مليون ريال واستغرق بناءه ثمان سنوات دون أن يعمل به أي عامل من عمال
الجزيرة العربية.
وصرح الملك بعد ذلك بقوله: (انني اشيد هذه القصور لأطمئن الشعب أنني أعيش إلى جواره ولا
أستخدمها إلا لمصاهرتنا مع الشعب وأعراسنا في هذه المناطق)…
انها أمثلة مجرد أمثلة عن جرائم آل سعود التي ليس لها مثيل … وقد صادر آل سعود الكثير من
أراضي الفلاحين ونخيلهم، في أماكن كثيرة من الاحساء منها: الحقل والعمار والشراع والشهيبي وأبو
اسحيل والشطيط والسحمية والقرين، وبستان الدليقية في الهفوف وبساتين المهرام والصقيهية والفاخرية
الذي استولى عليها آل جلوي قهرا وأهدوا بعضها للشيخ علي بن ثاني وعدد من شيوخ قطر.
وأخذ آل سعود يثيرون الفتن السعودية بين أبناء السنة وأبناء الشيعة ويهدمون مساجد أبناء الشيعة، ولا
يقبلون شهادة الشيعي ولا صلاته ولا صيامه، ولا يصلون عليه إذا مات ولا يصلون خلفه ولا يشربون من
الماء الذي يشرب منه ولا يأكلون منه طعامه، بينما يبيح تجار دينهم طعام المستعمرين الانكليز والامريكان
واسرائيل التي تمتلئ قصورهم بأطعمتها… ومع ذلك يدعون أنه لا يوجد عدل في الدنيا إلا العدل
السعودي، ولا يوجد أمن في الدنيا إلا أمن سلالة القينقاع السعودية…
وهذه عينات وبينات من أمنهم السعودي المزعوم:
1 هناك أكثر من مليون مواطن من الاحساء والقطيف نزحوا للعراق وأكثرهم من البصرة والزبير،
هرباً من الظلم والفتك والنهب السعودي.
2 جاء إلى جلاد مناطق الاحساء مواطن يدعى سعيد الفياض يشكون إليه أن جملا يملكه (علي العجمي)
قد أكل شيئا من بلح نخله، فأرسل ابن جلوي يطب "المدعى عليه" ولما مثل بين يدي ابن جلوي أصدر
التشريع الآتي:
(يبقر بطن الجمل فإذا وجد فيه البلح وجب أن تقطع يد المدعي عليه وينحر وإذا لم يوجد البلح فان قطع
اليد سيكون من نصيب المدعي (سعيد الفياض) بالاضافة إلى تغريم المدعي ثمن الجمل للحكومة (أي لأبن
جلوي).
فاعتذر المدعو سعيد الفياض وتنازل عن الدعوى لأنه من الطبيعي أن لا يكون للبلح أي أثر في بطن
الجمل بسبب هضمه اياه لمضي مدة طويلة على أكله البلح… ولكن الجلوي لم يقبل هذا التنازل.
فأمر ببقر بطن الجمل وبالطبع لم يجد أثراً للبلح، فأمر بقطع يد المشتكي مع تغريمه قيمة الجمل!، فحاول
المشتكي أن يسترحم ابن جلوي ليعفيه من قطع اليد لأنه هو صاحب الشكوى على أن يكتفي الجلوي
بتغريمه أضعاف قيمة الجمل.
ولكن الجلوي أصر على قطع يد المدعي، وكرر المدعي تر حمه وتوسلاته للجلاد "بأن يدفع للجلوي أرضه
ونخيله قيمة ليده" ولكن ابن جلوي اصر على قطع يداه!.
فقطعت يد الشاكي سعيد الفياض من أجل حفنة من بلحه أكلها جمل المشكو عليه علي العجمي ولم يعثر
عليها في بطن بعيره.
والمعلوم أن الاثنين الشاكي والمشكو عليه من قبيلة العجمان وهي من قبائلنا الشجاعة المعادية للسعوديين
وهي التي قتلت "فهد بن جلوي" ابن الطاغية عبد الله الجلوي وشقيق الطاغية سعود الجلوي… ومن هذا
يظهر القصد السعودي الاستعماري خلف هذا الارهاب… ان القصد هو الانتقام من هذه القبيلة والايقاع
فيما بينها والبطش بها تحت أي عذر أو سبب أو وسيلة لتحطيم المواطنين… وقد قدر ما قتله الاحتلال
السعودي وجزاريه في مقاطعة الاحساء والقطيف والجبيل بستين الف مواطن ومعظم القتلى من ابناء
القبائل.. ثم مات هذا الجلاد السعودي عبد الله بن جلوي الذي أقطعت له منطقة البترول الكبيرة هذه بما
فيها من مواطنين ومزارع وغابات وعيون جارية…
- كيف مات الطاغوت؟
لقد مات هذا الطاغية بأتفه الأسباب المضحكة… مات بقرصة من "جعل" عضه بين خصيتيه!.
والجعل هو "ابن عم الخنفساء!".. مات بعد أن بذل جهده الجهيد في ممارسة جنسية ارتكبها في سطح
قصره وكان الوقت صيفا فأدركه التعب ونام على ظهره بقاذوراته كاشفا عورته للهواء الطلق.
فحامت حول شرجه جماعة من الجعلان، لدغه بعضها بين الخصيتين ف هب يصرخ ويستصرخ العبيد…
وورمت خصيته في الحال وتقيحت في اليوم التالي واستدعي إليه عدد من المشايخ "ومحضري الجن"!…
لتلاوة التعاويذ حول شرجه وخصيتيه والدعاء لها بالشفاء… وحينما لم ينفع الدعاء… إستدعي طبيب
امريكي من البحرين اسمه (الدكتور ديم) وبعد فحصه له قال الطبيب: (ان سموه مصاب بارتفاع شديد ومزمن في مرض السكر وان ع ضة الجعل لخصيان س موه هذه قد تحولت إلى "غرغرينا" وأنه لابد من بتر
خصيتي وقضيب سموه على عجل وإلا تآكل لحم جسمه كله)!..
فرفض الملك عبد العزيز كما رفض المصاب نفسه عبد الله بن جلوي ان يقطع الطبيب "هيبة الحكم" فالحكم
السعودي قائم على الاعضاء التناسلية… واستمر علاج مشايخ الدين السعودي لشرج الطاغية بالتفال
والتعاويذ!… واستمرت "الغرغرينا" تفتك في شرجه واسفله لتثأر لعشرات الآلاف ممن قطع الطاغية أيديهم
وأرجلهم ورؤوسهم وأوصالهم… ومات الطاغية… وكاد الجعل يقدس لهذا الفعل الجليل..
إذ بدأ دعاء الناس المظلومين يتعالى بالهتاف "للجعل" أطال الله عمر الجعل الحقير الذي فعل ما عجز عن
فعله البشر السوي، البشر الذي لم يكن وقتها ي صدق ان مثل هذا الطاغية المس مى بشيخ الظلمة عبد الله بن
جلوي يموت بقرصة من شيخ الخنافس الجعل …
حتّى الطاغية الاكبر عبد العزيز آل سعود لم يصدق ما حدث لأبن عمه حينما أبلغ بما حدث إلا بعد أن
كشف بنفسه على شرج ابن عمه عبد الله بن جلوي فأمر بدفنه…
لكن عبد العزيز لم يتعظ بمصير الطغاة فاقتطع مناطق الاحساء والقطيف والجبيل والمناطق البترولية
لجلاد أقذر منه تعّلم فنون البطش والرذيلة في أحضان والده شهيد الجعلان… اّنه الطاغية سعود بن عبد
العزيز الجلوي… والجميع من عائلة آل سعود… فأخذ الابن عن والده سيرته القذرة، بل أقذر، إذ أصبح
الخلف أشر من السلف..
بحيث لا يمكن للقلم بهذه السرعة أن يحصي مآسيه وآثامه، وانما أردت بذلك التنويه عن بعضها فقط فهي
لا حصر لها ولا عدد و"مشروعاته في فن الاجرام كثيرة…
أول تلك المشروعات اصداره الاوامر بقتل 82 "عبدا" من عبيد والده، عشرة منهم قتلهم بتهمة التآمر على
حياته…
أما القسم الاخر فلا تهمة لهم، إلا أن احدى جواري الجلاد الجديد سعود الجلوي الصقت بأحدهم تهمة
معاشرتها… وبدأت القصة كما يلي:
لقد حملت احدى الجواري من ابنه عبد العزيز (شهيد الخ مارة الذي قتله الجزائري عام 1963 في
الخمارة الفرنسية بباريس عندما ذهب لباريس برفقة الملك سعود) فسأل سعود الجلوي الجارية عن
مصدر ذلك الجنين ولم تجرؤ أن تعترف بأن ابنه عبد العزيز قد اغتصبها وهددها بالقتل فيما لو أخبرت
والده.
فادعت الجارية (انها كانت نائمة فهجم عليها واحد من العبيد في ظلمة الليل وكتم أنفاسها وصوب مسدسه
إلى رأسها وبهذه الطريقة اغتصبها ولم تجرؤ ساعتها أن تخبر سعود لخشيتها منه أن يفسر الامر على أنه
حدث بموافقتها)!…
فسألها سعود الجلوي هل تعرفين العبد؟… قالت: "لا أعرفه لقد تم كل شئ في الظلام"…
قال اذن فلينفذ هذا التشريع: (تقتل المرأة وجنينها، ثم يسجن كل العبيد الذين يسكنون القصر في سجن
الاحساء "الدباب" ويتركون بلا طعام ولا ماء حّتى يموتون جوعا وظمأ).. وبموجب هذا التشريع السعودي
ألقي القبض على 82 انسانا ممن جعل منهم الظلم والطغيان والتشاريع الطاغوتية "عبيداً" فزج بهم في
السجن وماتوا بهذه الطريقة الفاحشة الوحشية…
وفي هذا الاثناء: اتفق عدد من العبيد الذين لم يعتقلوا بعد على القيام بثورة على هذا الطاغوت وقتله هو
وعائلته وقالوا: ان نجحنا فقد نلنا شرف قتل هؤلاء الاشرار وان قُتلنا فقد نلنا شرف الاستشهاد وما هذه
الحياة الا عبودية لنا وعار عليها…
وكان يقودهم يماني مستعبد أطلقوا عليه اسم "مريزيق" ولكن الطاغية سعود الجلوي اكتشف الخطة
قبل نجاحها وأحضر الارقاء وعددهم عشرون واحدا وطلب منهم أن يقتل كل واحد منهم الاخر حّتى يفني
بعضهم بعضا.. وكان منظراً بطوليا مؤثرا حيث رفض العبيد أن يقتل بعضهم بعضا…
وأدخل هؤلاء الابطال إلى سجن الاحساء مقيدين بأثقال الحديد ومنعوا عنهم الطعام والماء ثم أحرقوهم
بالنارأحياء…
واستشهد الابطال الذين يسمونهم عبيدا… بينما بقي العبيد آل سعود والسعوديين الاحياء… ومن ذلك الوقت
سمي سجن الاحساء باسم "سجن العبيد" وهو عبارة عن مقبرة للاحياء تحت الأرض تضم عظام البشر وقد
قتل فيه معظم الزعماء الثائرين بهذه الطريقة، ويضرب أبناء الشعب المثل المعروف في هذا السجن بقولهم
(داخله مفقود وخارجه مولود)…
ومن تشاريع هذا الطاغية (سعود بن الطاغية عبد الله الجلوي) التشاريع الاتية:
ألقى سعود الجلوي القبض على عامل يدعى جربوع الجبيلي بتهمة عدم اطاعة اوامر (السيكيورتي) في
الوقوف.
و"السيكيورتي" هو بوليس الامن الامريكي بشركة أرأمكو، وزج بالعامل جربوع في السجن، ومن سوء
حظ جربوع الجبيلي اّنه وجد إلى جانبه في السجن شخصاً آخراً يشاركه في الاسم الأول أيضاً ويدعى
جربوع السبيعي، وقد اتهم الاخير بطعن أحد الامريكان بخنجره..
فأمر سعود الجلوي بقطع يد جربوع السبيعي الذي طعن الامريكي غير أن "عبده" الجزار المدعو (خسارة)
أساء الفهم فقطع يد جربوع الجبيلي الذي رفض اطاعة أمر الامريكي، وما أن عاد العبد إلى سيده حّتى
أمره بأن يعود ثانية ليقوم بجلد جربوع الجبيلي المتهم بمعصية أوامر بوليس الامن الامريكي، ولما أخبره
"عبده" خسارة: بأنه قد قطع يد المذكور…
رد عليه سيده سعود الجلوي بكل برود: (هذا هو ما كتبه الله لهذا الجربوع اذن اذهب يا خسارة واقطع
يد الثاني جربوع السبيعي..)
فنفذ العبد الجلوي خسارة أمر سيده وبذلك قطعت يدا الجربوعين جربوع الجبيلي وجربوع
السبيعي… ان هذه القصة من قصص الاحتلال السعودي وأمنه المزعوم الذي يتشدق به بعض المأجورين
من كتاب وشعراء زيفوا تاريخ شعبنا العربي الثائر وليقرأ الذين زيفوا تاريخنا قصة أخرى من قصص
احتلال السعوديين وتاريخهم الملعون:
جاء إلى سعود بن جلوي أحد المواطنين يخبره (أنه عثر على كيس من البن في صحراء الدهناء وان
الكيس لا يزال هناك موجودا في صحراءه فأحببت اطلاعكم عليه يا أمير حّتى تتمكنوا من انتشاله قبل أن
تدفنه الرمال) فسأله سعود بن جلوي عن الوسيلة التي جعلته يعرف بها اّنه كيسا من البن أو غيره؟.
فأجابه المواطن البدوي الشريف أنه لمس الكيس بقدمه.
فقال ابن جلوي: أي قدم هذه لمست بها كيس البن؟ قال البدوي: لمسته بقدمي اليمنى..، فأمر ابن جلوي
بقطع قدمه اليمنى.. والغريب ليس هذا!.. بل الغريب في الامر أن هذا المواطن الشريف كان يضحك أثناء
عملية قطع رجله اليمنى وهو يردد باستمرار "الحمد لله الحمد لله ما دفع الله كان أعظم!"..
ولما سئل المواطن عن سبب هذا التحميد الزائد والضحك بينما العبيد يقطعون رجله قال المواطن: (انني
أضحك على شر البلية .. وشر البلية ما يضحك، أضحك
أولا على هذا الحكم المضحك السعودي وأقول أن هذا العمل هو عمل اليهود بعينه وليس من فعل
العرب والاسلام أبدا… واضحك
ثانيا على الناس الذين يظلمون "قراقوش" عندما يتندرون بحكمه ولا يتندرون بحكم آل سعود بدلا من
حكم قراقوش، وأحمد الله أيضاً.. أحمده على قطع رجلي فقط… لاني لم أغلط وأقل لابن جلوي بأنني
لمست كيس القهوة برأسي لكيلا يقطع رأسي… ولكنه عمل اليهود)…
وقصة أخرى نسقوها لشعراء المديح ومزيفي التاريخ، وكذلك نسوقها لذوي الضمائر الحية والميتة:
فقد أحد الامريكان قلمه فاتهم به عامل يدعى محمد العتيبي فاقتادته شركة أرامكو الاستعمارية إلى ابن
جلوي وقطعوا يده في الحال مع نفيه عن المنطقة حيث مات في الطريق وفي اليوم التالي وجد الامريكي
المجرم قلمه في جيب قميصه الثاني…
وكانت تلك المهزلة واحدة من تسالي الامريكان المضحكة حول أكواب الويسكي المتجاوبة مع هزات
رقصة الروك اندرول في "امريكان سيتي" (المستعمرة الامريكية) وواحدة من مهازل الامن السعودي
الامريكي المزعوم…
- ثورة العجمان وتأييد الانكليز المطلق لعبد العزيز :
أما الشعب ال