رغم اننى ومنذ بداية كتابتى وتدوينى التزم الحيادية بين مختلف الاراء وعدم الانحياز لاراء بعينها رغبة منى فى عدم الخروج من مجال الفلك والتنجيم والروحانيات ؛ رغم دراستى للقانون ولاقتصاد السياسى والدولى---الخ
الا اننى لم استطع ان اقف صامتا امام ماحدث هذه الايام من حدث جلل بكل المعايير وهو بالتاكيد ليس كغيره من الاحداث الاخرى لانه من المفترض الا يحدث
الا وهو اضراب الاطباء فى مختلف محافظات مصر والتى وصلت نسبة الاضراب فى بعضها الى 100 % وكانت نتيجة هذه الاضرابات موت بعض المرضى الابرياء الذين كانوا – وبشهادة البعض – يصرخون طالبين جرع الدواء وغيره – الا ان الاطباء الذين هم من المفترض انهم ملائكة الرحمة ابوا ان ينصاعوا لنداء الرحمة وفضلوا مواصلة اعتصامهم فى مقابل ماذا ؟
جنيهات قليلة ومهما كثرت فهى لن تساوى روح بريئة طاهرة فاضت الى بارئها وهى تستنجد طالبة من ملاك الرحمة انقاذه واعطاؤه جرعة الدواء وغيره ولا مجيب
والرغابة ان الاطباء وغيرهم كانوا فى اكثر الصور المنشورة الابتسامة تعلو شفاههم وكانهم يطلعون لسانهم للناس ولسان حالهم يقول : الدنيا وما فيها المهم نحن
وفى مقابل ماذا : جنيهات قليلة املا فى تحسين رواتبهم ؛ وعلى حساب من ؟ اخوانهم فى الانسانية والذين ذهبت ارواحهم ضحية لهم
نعيب زماننا والعيب فينا ----- وما لزماننا عيب سوانا
ثم نجىء بعد ذلك ونستغرب ونتعجب : لماذا المعيشة ضنك على الناس ؛ لماذا الناس يتقاتلون مع بعضهم ؛ ما هذا الغلاء الذى نعيش فيه ؛ لماذا سلط الله علينا حكاما ظالمين يمتصون دماء الشعوب ولا تحرك لهم ساكنة وبقلوب باردة ؛ الا تعرفون لماذا ؟
الجواب بسيط اخوانى : انه الظالم سيف الله الذى ينتقم الله به وينتقم منه
الناس يحملون المصاحف كل يوم ويقراون القران كل ساعة ولكن بالسنتهم وليس بقلوبهم ؛ " بل قلوبهم غلف "
الم تقراوا قول الله تعالى : " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم "
وال تسمعوا قول الرسول الكريم :" كما تكونوا يول عليكم "
ولو جاءت هذه الغلظة والقسوة وعدم الرحمة من اى انسان اخر لهان الامر ؛ ولكنها جاءت من ملائكة الرحمة الذين لم يبروا بقسمهم عندما بداوا حياتهم الوظيفية بان يراعوا ارواح الناس والا يخالفوا ضمائرهم ؛ وتحولوا من بلسم للشفاء الى سياط تجلد الناس بسبب حفنة من النقود
ولذلك فان ما فعلوه يدخل فى باب ازهاق النفس والقتل فهو فعل عامد متعمد مع سبق الاصرار ؛ ولا يختلف كثيرا ما فعلوه مع من قتل شهداء ثورة 25 يناير ؛ او من قتل ضباط الشرطة والجيش واعدموا اثناء تادية مهمتهم
" ولكم فى القصاص حياة يا اولى الالباب لعلكم تفلحون"
صدق الله العظيم